الباحث إسلام البحيري: القرآن يؤكد عدم تحريف التوراة والإنجيل

يخبرنا القرآن أن من لا يقبل هذه الكتب ولا يؤمن بها سوف يُعاقب في الآخرة عقابا شديدا كما في سورة غافر40 :53 و54 و70 و71 و72 وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكتَاب
17 يناير 2019 - 12:56 بتوقيت القدس
لينغا

قال الكاتب والباحث الإسلامي إسلام بحيري، في برنامجه البوصلة المقدم عبر شاشة TEN، "لنقرأ ماذا قال القرآن عن أهل الكتاب وفتاوى الأئمة الأربعة، التي لم يقال عنها إلى الآن أنها في سياقات تاريخية مختلفة، كقتل الكافر والمرتد وزواج الصغيرات والختان وغزو البلاد وجهاد الطلب وغيرها".

وأضاف بحيري، أن القرآن نفسه أكد على عدم تحريف الإنجيل والتوراة عكس ما جاء في كتب التراث، حيث يقول القرآن " محَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29).

وأوضح بحيري أن القرآن يستشهد بالإنجيل والتوراة ولم يقل أنهما محرفين يا فضيلة الإمام، فلماذا لا يقال يا فضيلة الإمام أن تحريف كتاب أهل الكتاب كان أيضًا في مرحلة عداوة وسياق تاريخي مختلف؟!

وقال بحيري آية أخرى من القرآن تقول " وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (46) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ". متساءلاً: هل هؤلاء كفار يا فضيلة الإمام؟ لماذا لا يتم منع ظهور أفراد من مؤسسة الأزهر ينادون في الإعلام بأنهم كفار؟ لماذا لا تقل يا فضيلة الإمام أن إجماع الفقهاء بأن أهل الكتاب كفار هو إجماع يخص زمانهم وليس من العلم –ككلمتك التي استخدمتها- العمل به.

وشدد بحيري مستشهدًا بآية من سورة المائدة لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82)، يعني يا فضيلة الإمام الإنجيل سليم، والقرآن يقول لأهل الإنجيل أن يبقوا على دينهم وأن يحكموا بما جاء في الإنجيل، ولم يقل القرآن أن الإنجيل محرف.

ويقول القرآن إن تعاليم التوراة والإنجيل متوافقة كما في سورة المائدة 5 :46 وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقا لمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التوْرَاةِ الخ. 

وقد شهد القرآن في عدة آيات أن التوراة والزبور والإنجيل منزلة من عند الله؟وأنه جاء مصدقاً ومهيمناً أي مراقباً وحافظاً ومثبتا لها كما تقدم وكما في سورة الملائكة - فاطر - 35 :31 و32 وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقا لمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللهَ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا الخ..

ورب معترض علينا كمسيحيين يقول:
1- إنكم يا جماعة المسيحيين لا يسعكم الاستشهاد من القرآن لأنه غير مقبول لديكم ككتاب منزل من عند الله تعالى.

2- الأسفار الموجودة الآن بأيدي المسيحيين باسم العهدين القديم والجديد ليست هي الكتب الأصلية المشار إليها في القرآن أو إنها تحرفَّت، وإن لم تُحرَّف فهي على كل حال منسوخة.

فردا على ذلك نسلم بأن الاعتراض الأول كان في محله لو كان البرهان على المسيحيين وحيث أنه أُقيم على المسلمين المعتقدين بإنزال القرآن من عند الله فالاستشهاد منه يكون برهانا قاطعا لأنه مسلَّم عند الخصم وإلا فنحن المسيحيين لا نحتاج إلى إثبات صحة الكتاب المقدس بالاستشهاد من القرآن.

وأما الاعتراض الثاني فإنه يعارض نصوص القرآن على خط مستقيم إذ يقول بعدم تغيير كلمات الله، قال في سورة الأنعام 6 :34 وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَأِ الْمُرْسَلِينَ وفي سورة يونس 10 :64 لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ وفي سورة الكهف 18 :27 وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ. 

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا