أعلن التحالف الإنجيلي العالمي عن تعيين المحامي بطرس منصور، ابن مدينة الناصرة، أمينًا عامًا ورئيسًا تنفيذيًا جديدًا للهيئة التي تمثل نحو 600 مليون إنجيلي حول العالم. وبهذا يصبح منصور أول عربي مسيحي يتولى هذا المنصب منذ تأسيس التحالف في القرن التاسع عشر، في خطوة اعتبرها كثيرون تاريخية ورمزية بالنسبة للإنجيليين في الشرق الأوسط.
لكن خلف هذا الإنجاز يبرز سؤال لا يخلو من مفارقة. فمنصور ينتمي إلى “الكنيسة المعمدانية المحلية – الناصرة” التي انفصلت منذ سنوات عن “الكنيسة الإنجيلية المعمدانية – الناصرة” (الكنيسة الأم)، ولا تزال تعقد اجتماعاتها الأسبوعية في مبنى المدرسة المعمدانية الملاصق للكنيسة الأم، وفي التوقيت نفسه من كل يوم أحد. هذا الواقع يطرح تساؤلًا مباشرًا: كيف يمكن لشخص يعيش في قلب انقسام محلي أن يقود مشروعًا عالميًا عنوانه "الوحدة الإنجيلية"؟ أليست الوحدة تبدأ أولًا من البيت الداخلي قبل أن تمتد إلى القارات؟
أنصار منصور يرون أن خبرة الانقسام قد تكون نقطة قوة، فهي تمنحه حساسية خاصة تجاه هشاشة الجسد الكنسي، وقد تدفعه إلى البحث عن أرضية مشتركة رغم الخلافات. لكن آخرين يعتبرون أن نجاحه سيتوقف على مدى قدرته على تحويل هذه التجربة إلى مبادرات ملموسة، سواء على الصعيد المحلي في الناصرة أو في المشهد العالمي الذي تزداد فيه الانقسامات اللاهوتية والسياسية.
منصور سيتسلم رسميًا مهامه خلال الجمعية العامة للتحالف المزمع عقدها في العاصمة الكورية سيول أواخر أكتوبر المقبل. وهناك سيواجه التحدي الأكبر: هل يستطيع أن يحول مفارقة سيرته — من كنيسة منقسمة إلى منصب يوحّد العالم — إلى شهادة حيّة على أن الوحدة لا تعني غياب الخلاف، بل القدرة على العيش المشترك رغم الخلافات؟