مؤتمر بالأردن عن هجرة المكونات الدينية والاثنية من الشرق

نظم على مدى يومين متتاليين، مؤتمر في عمان تحت عنوان هجرة المكونات الدينية والأثنية من منطقة الشرق الأوسط، في فندق سنتشوري بارك، بدعوة من المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الاردن، وبالتعاون مع...
14 نوفمبر 2015 - 12:00 بتوقيت القدس
ام.سي.ان

نظم على مدى يومين متتاليين، مؤتمر في عمان تحت عنوان "هجرة المكونات الدينية والأثنية من منطقة الشرق الأوسط"، في فندق "سنتشوري بارك"، بدعوة من المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الاردن، وبالتعاون مع مركز "نيسان" للتنمية السياسية والبرلمانية، ومؤسسة كونراد اديناور الألمانية.

ولفت حضور رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز الذي اعتبر أن "المسيحيين جزء أصيل ورئيس من الامة العربية ونسيجها الاجتماعي والثقافي والحضاري"، داعيا الى نشر ثقافة المحبة والوئام.

استهل المؤتمر مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب رفعت بدر بكلمة اعتبر فيها أن "الهجرة القسرية من هذا الشرق تخلق لونا واحدا في وقت لم يعتد هذا الشرق إلا التعددية الراقية والفكر النير"، مؤكدا "ضرورة الحوار للحفاظ على المكونات الرئيسية في بناء المجتمعات العربية والشرق أوسطية حاضرا ومستقبلا، وبناء الجسور الواصلة وليس الجدران الفاصلة، وتكوين ثقافة اللقاء عوض ثقافة الإلغاء".

ثم كانت كلمة لكل من رئيس مركز "نيسان" للتنمية السياسية والبرلمانية بسام حدادين ومدير منظمة كونراد السيد اوتمار اورينغ، دعا فيها الجميع الى "التفاعل مع موضوع المؤتمر بكل جدية وتشخيص الواقع لتقديم مقترحات وتوصيات وحلول".

وبحث المؤتمر على مدى يومين، بمشاركة مختصين أردنيين وعرب، في الإجراءات والسياسات التي تدعم بقاء المكونات الدينية والأثنية في مناطقها، والحد من هجرته. 

وتحدثت في الجلسة الأولى التي أدارها النائب عاطف قعوار، الباحثة العراقية آمنة الذهبي عن هجرة الأقليات من العراق وتهجيرها القسري، والتمييز والاقصاء والدوافع الاقتصادية. وأرجع الباحث التربوي ذوقان عبيدات في ورقته أسباب التطرف إلى الفكر الأحادي السائد، داعيا إلى "التركيز على بناء الذات وتشكيل هوية جامعة". 

وقدمت الأمينة الأولى لحزب الشعب الديموقراطي (حشد) النائبة عبلة أبو علبة ورقة دعت فيها إلى حماية التنوع بالقانون والمؤسسات والديموقراطية والمساواة"، موضحة أن "هجرة الشباب الفلسطيني شهدت تزايدا بعد إتفاقية اوسلو، وهو ما يؤشر لغياب المشروع الوطني التنموي". 

وعرض المطران قيس صادق في الجلسة الثانية لورقته عن حقوق الإنسان بين النظرية والتطبيق، كما عرض الناشط سائد كراجة ورقة عمل أخرى حول حقوق الإنسان.

وفي اليوم الثاني والأخير، دعا المحاضرون إلى نبذ المذهبية، وتعزيز مفهوم المواطنة وحرية الرأي والفكر والمعتقد، والذهاب إلى الدولة المدنية الجامعة التي تضمن بين جوانبها كل مكونات المجتمع.

وفي الحلقة النقاشية الأولى التي ترأستها النائب في البرلمان الأردني ريم أبو دلبوح، قدمت المحامية والإعلامية اللبنانية رلى إيليا ورقة عمل بعنوان "حقوق الأقليات في التشريع"، فدعت النخب العربية الى "تفعيل المعاهدات العربية والدولية والقوانين المحلية التي تضمن وتصون حقوق الإنسان، وإيجاد قواسم مشتركة بين مكونات المجتمع، وترسيخ مفهوم الهوية الوطنية". وأشارت إلى أن ما تدعو إليه "لا يتم الا من خلال فكر حداثي يليق بعالم عربي متنوع يعيش فيه مواطنون لا أتباع، متساوين أمام القانون رغم تنوعهم الديني والثقافي والعرقي، وإرساء مبدأ المواطنة في العلاقة بين الدولة والمواطنين". ورأت أن "الحل لما يواجهه العالم العربي اليوم من أزمة تغلب الهويات الضيقة على الهوية الوطنية الجامعة، لا يكون إلا بمواجهة القوى الإقصائية والأصوات الظلامية التي تحاول خطف الدين كي يكون في مواجهة التنوع، وقمع الرأي الآخر ونبذ العيش المشترك، أو بالأحرى العيش معا".

وقدم البروفسور الفلسطيني برنارد سابيلا، أستاذ علم الاجتماع في جامعة بيت لحم، ورقة عمل بعنوان "هل المسيحية نحو الزوال في المشرق العربي؟"، لفت فيها إلى أن المجتمعات العربية لا يمكنها تطبيق الديموقراطيات الأوروبية، لكون العالم العربي يعتمد على الدين والتقاليد الدينية كمرجعية له، على عكس الدول الأوروبية التي تستند معاملتها للمواطنين على أسس قواعد القانون".

أما الدكتور يعقوب الفار، المحامي والمستشار القانوني، فاعتبر أن "أحد أسباب الهجرة هو الاضطهاد الديني، وهذا يتلخص في أسباب ثلاثة هي تغيير الدين من غير الإسلام إلى الإسلام، وإخضاع غير المسلم لأحكام الشريعة الإسلامية والتمييز المباشر في حكم القانون بين المسلم وغير المسلم".

وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور عودة قواس، قال الدكتور عامر الحافي، أستاذ علم الأديان المقارن في جامعة آل البيت، "إن الفكر الإسلامي في أزمة داخلية، وهذا يتجلى في ما تقوم به الجماعات التكفيرية، مثل عصابة داعش الإرهابية، وما فعلته مع الطائفة الأيزيدية في العراق، ووجود فتاوى من شيوخ معروفين تحرم تهنأة الآخر".

وقال الدكتور جمال الشلبي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية، إن "العرب المسيحيين هم جزء من الثقافة الديموغرافية العربية، لكونهم كانوا الرواد في حركات المقاومة العربية زمن الحكم العثماني، كما أنهم لعبوا دورا رئيسيا في التعليم والثقافة".

أما الأستاذ زياد شليوط، الصحافي والكاتب من الجليل، فعرض أبرز التحديات التي يواجهها المسيحيون في اسرائيل، من بينها: قضية الهوية، المدارس الأهلية المسيحية، وكيفية تعامل المسيحيين مع القضايا السياسية داخل وخارج فلسطين.

وفي الختام ثمن منظمو المؤتمر ما ورد في أوراق العمل، لافتين إلى أن "النية تتجه لإصدار مطبوعة تتضمن أوراق العمل والتعامل معها في حوارات سابقة وتقديمها كمقترحات للتطوير والنهوض".

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. nasri yatim 19 نوفمبر 2015 - 02:50 بتوقيت القدس
حقوق المواطنيين العرب غير المسلمين في العالم العربي والأسلامي. حقوق المواطنيين العرب غير المسلمين في العالم العربي والأسلامي.
نريد المزيد من هذه المؤتمرات لتوعية وتثقيف المجتمعات العربية والأسلامية على التنوع الثقافي والديني وان الأيمان المسيحي هو جزء لا يتجزء من هذا النسيج الوطني والثقافي في المجتمعات العربية ويجب المطالبة بتحديث القوانيين المدنية واحترام الأخر بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. وكذلك المطالبة بفصل الدين عن الدولة في المجتمعات العربية حتى يحفظ الجميع حق المواطنة الصحيحة والسوية .
قد يهمك ايضا