اهالي المدن تحت الحصار يستغيثون لتحريرهم من ارهاب داعش

بيان الجمعية العراقية لحقوق الانسان في كندا بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لسقوط الموصل على يد عصابات داعش الارهابية.
09 يونيو 2015 - 12:43 بتوقيت القدس
لينغا

لوغو الجمعية العراقية لحقوق الانسان

بيان الجمعية العراقية لحقوق الانسان في كندا بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لسقوط الموصل على يد عصابات داعش الارهابية.

يصادف العاشر من حزيران الجاري الذكرى الاولى لنكبة العراق المتمثلة بسقوط مدينة الموصل ومحافظة نينوى واحتلالها من قبل عصابات داعش الارهابية مع عدة مدن اخرى في محافطة الانبار وصلاح الدين وديالى. فقد قامت هذه العصابات، وهي تقتحم مدينة الموصل وباقي مدن محافظة نينوى، بمجازر وحشية قل نظيرها في تاريخ الاجرام الحديث، بل وحتى القديم منه. حيث عمدت لترهيب وترويع سكان المدن التي تحتلها من خلال حملات ذبح المدنين بالسكاكين امام اعين ذويهم او قتلهم رميا بالرصاص او حرقهم او دفنهم احياء في مقابر جماعية. كما استخدمت اسلوب سبي النساء واغتصابهم او بيعهم في اسواق النخاسة كعبيد كما حدث للمئات من النساء الايزيديات وقتل العشرات من ابناء هذه الديانة امام اعين زوجاتهم وافراد اسرهم.

وان ماحدث للايزيديين في منطقة سنجار يعتبر بحق جريمة ابادة جماعية وتطهيرا عرقيا لاتباع هذه الديانة. ولاننسى العمليات الانتحارية بالسيارات المفخخة واستخدام الشاحنات الكبيرة وصهاريج الوقود، وحتى الدبابات المفخخة، ذلك لإحداث اكبر قدر ممكن من الدمار واشاعة الرعب والخوف في صفوف المدنيين من سكان المدن. كما استباحت مليشيات داعش الارهابية كل ممتلكات ابناء مدينة الموصل الاصلاء بكل طوائفهم وقومياتهم ومذاهبهم من مسلمين ومسيحيين وايزيديين وشبك وصابئة مندائيين، عربا او تركمانا وقد ادى اجتياح الموصل الى اكبر عملية نزوح جماعية في تاريخ العراق، حيث قارب عدد النازحين الثلاثة ملايين يعيش معظمهم في ظروف سيئة جدا في بلد يعتبر الاغنى في العالم من حيث الموارد والخيرات. واستكمالا لنهج هذه العصابات المجرمة ونهجها المنحرف والتكفيري المتخلف شرعت بتدمير جميع المعالم الاثرية والثقافية والتاريخية وتهديم اماكن الرموز الدينية التاريخية والكنائس ودور العبادة والمتاحف وماتحتويه من نفائس اثرية ومخطوطات ذات قيمة ثقافية عظيمة يرجع تاريخها الى آلاف السنين، وقامت بنهب وسلب ما تحتويه هذه الاماكن من كنوز وآثار ونفائس وتهريبها خارج العراق وبيعها لتمويل عملياتها الارهابية، توافقا مع مايعتقده دعاة هذا الفكر التكفيري الجاهلي في جوازهدم وتدمير هذه الاماكن والمعالم كجزء من واجب ديني لانها من "رموز الشرك".

ان مدينة الموصل ومعظم مدن محافظة نينوى المستباحة تعيش حصارا محكما فرضه تنظيم داعش على جميع السكان حيث قام باغلاق جميع منافذ الدخول والخروج للمدينة خوفا من هروب المدنيين وفرض عليهم البقاء داخل بيوتهم خاصة الشباب فوق ال18 سنه خوفا من التحاقهم بصفوف العشائر والحشد الشعبي لمحاربة داعش. كما يتعمد التنظيم في استخدامهم مع عوائلهم دروعا بشرية امام اي هجمات تقوم بها القوات الحكومية لتحرير المدينة، فهم يعيشون منذ عام اسوأ لحظات حياتهم في ظروف مأساوية وحصار مطبق. اما النازحون الذي هربو من مدنهم بعد احتلالها، فلا تقل معاناتهم عن اخوانهم الذين يعيشون تحت قبضة داعش. ولكن ما يؤسف عليه هو ان تصبح قضية النازحين ومعاناتهم سلعة يستخدمها السياسيون للمنافع السياسية والكسب الحرام.

ان الجمعية العراقية لحقوق الانسان في كندا، وانطلاقا من مسؤوليتها الوطنية والانسانية قامت، ومنذ اليوم الاول لاحتلال محافظة نينوى والمدن العراقية الاخرى، بنشاطات عديدة لإستنهاض الرأي العام في كندا وداخل العراق وخارجه وتحشيد الطاقات لتعريف الرأي العام العالمي بمعاناة النازحين وفضح جرائم وانتهاكات داعش من جهة والعمل على مساعدة النازحين والتخفيف من معاناتهم من جهة اخرى.

كما قامت بزيارتين ميدانيتين الى معظم مناطق تواجد النازحين ومخيماتهم وتعرفت عن قرب على معاناتهم واحتياجاتهم وما يمكن تقديمه لهم من مساعدات مادية ومعنوية، وقدمت بعض المساعدات العينية الخاصة من الجمعية للارامل والاطفال والمعوقين. ثم رفعت تقريرين مفصلين عن الزيارتين الى الجهات الكندية المعنية بغية الوقوف والتعريف بمعاناتهم ومايمكن تقديمه من مساعدات بهذا الشان.

ان الجمعية العراقية لحقوق الانسان في كندا، بمناسبة الذكرى الاولى لإستباحة الموصل، تناشد الحكومة العراقية ومجلس النواب العراقي الى الاسراع في عملية تحرير جميع المدن العراقية وانقاذ الاهالي من ارهاب داعش وإعادة النازحين الى مناطقهم وتعويضهم على الاضرار التي لحقت بهم ومساعدتهم في تجاوز تلك المعاناة والظروف المأساوية التي عاشوها طيلة هذه الفترة. كما تناشد المجتمع الدولي ومؤسساته الانسانية لمضاعفة الجهود في تقديم الدعم اللازم الى النازحين ومساعدة الحكومتين في بغداد واربيل للاسراع في القضاء على داعش واعادة سكان المناطق والمدن المحررة الى بيوتهم وبناء وتاهيل المناطق المتضررة.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا