مركز المسيحية الإنجيلية ينتقل من الغرب إلى الجنوب العالمي

تشهد المسيحية الإنجيلية تحولًا تاريخيًا في مركز ثقلها الروحي، حيث لم تعد تتمحور حول الولايات المتحدة وأوروبا كما كان الحال طوال القرن الماضي، بل أصبح الجنوب العالمي ــ وخاصة إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا ـ
07 سبتمبر - 08:14 بتوقيت القدس
مركز المسيحية الإنجيلية ينتقل من الغرب إلى الجنوب العالمي
لينغا، وكالات

تشهد الحركة الإنجيلية العالمية تحولًا جوهريًا في خريطتها الروحية والديموغرافية، إذ لم تعد تتمركز في الغرب كما اعتاد العالم خلال القرون الماضية، بل باتت إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا هي القلب النابض لهذا الامتداد الديني المتنامي. هذا ما أكدته ندوة نظمها التحالف الإنجيلي العالمي مؤخرًا، ونشر تفاصيلها موقع Christian Daily بتاريخ 5 سبتمبر 2025.

على مدار القرن العشرين، كانت الولايات المتحدة وأوروبا تمثلان المحور الرئيسي للمسيحية الإنجيلية من حيث النفوذ الروحي والمؤسسات التعليمية والإعلام الديني، لكن مع تراجع التدين في الغرب وتزايد معدلات العلمنة، بدأ المشهد يتغير تدريجيًا.

في إفريقيا تشهد الكنائس نموًا هائلًا خاصة في نيجيريا وأوغندا وإثيوبيا، حيث تلعب دورًا محوريًا في التعليم والخدمات الاجتماعية. وفي أمريكا اللاتينية، وخاصة البرازيل وغواتيمالا، أصبحت الكنائس الإنجيلية قوة مؤثرة في الحياة السياسية والاجتماعية. أما في آسيا، وخصوصًا كوريا الجنوبية والفلبين، فتُمثل الكنائس مراكز رئيسية للتأثير الروحي والإرساليات العالمية.

ويشير الباحثون إلى أن هذا التحول لا يرتبط فقط بالأرقام، بل يعكس إعادة تعريف الهوية الإنجيلية لتكون أكثر التصاقًا بقضايا مثل الفقر والعدالة، كما يُبرز الإسهام الثقافي المحلي ويضع حدًا للهيمنة الغربية التقليدية على الفكر المسيحي. 

ويرى الخبراء أن انتقال مركز الثقل إلى الجنوب العالمي قد يقود إلى تعزيز التعددية داخل الحركة الإنجيلية، ويفسح المجال أمام قادة من الجنوب للعب أدوار ريادية عالميًا، إلى جانب تجديد الخطاب الديني بما يعكس أولويات وهموم مجتمعات نامية أكثر من ارتباطه بقضايا الغرب.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا