القدس – حذّر الحاكم العام لمنظمة فرسان القبر المقدس في القدس، ليوناردو فيسكونتي دي مودروني، من مستقبل قاتم ينتظر الوجود المسيحي في منطقة الشرق الأوسط، واصفًا التراجع الجاري بأنه "سريع وحتمي" إذا لم يتحرك المجتمع الدولي بصورة عاجلة. وجاء ذلك في بيان صحفي نشرته المنظمة، أكد فيه فيسكونتي أنّ المسيحيين في الشرق الأوسط يواجهون تحديات وجودية غير مسبوقة، أبرزها الصراعات المسلحة، الاضطرابات السياسية، الضغوط الاقتصادية، إضافة إلى ما وصفه بـ "الهجرة القسرية" التي تدفع مئات العائلات المسيحية إلى ترك أرضها وجذورها التاريخية.
وأضاف فيسكونتي أن الحفاظ على الحضور المسيحي في الأراضي المقدسة والشرق الأوسط لا يمثل قضية دينية فقط، بل هو شأن إنساني وحضاري، إذ يشكل المسيحيون جزءًا أصيلاً من النسيج التاريخي والثقافي للمنطقة. وأشار إلى أن التراجع العددي للمسيحيين سيؤدي إلى فقدان التنوع الديني والثقافي الذي ميّز المنطقة على مر القرون.
ودعا الحاكم العام لفرسان القبر المقدس حكومات العالم والمؤسسات الدولية إلى تبني مبادرات عاجلة تضمن بقاء المسيحيين في أوطانهم، من خلال توفير الأمن، تعزيز حقوق المواطنة المتساوية، ودعم المشاريع التنموية التي تخفف من الضغوط الاقتصادية. كما طالب الكنائس المسيحية حول العالم بتكثيف جهودها التضامنية مع مسيحيي الشرق، سواء عبر الدعم المالي أو الحملات التوعوية التي تذكّر العالم بمعاناة هذه الجماعات.
واختتم فيسكونتي بيانه بالتأكيد على أن خسارة الوجود المسيحي في الشرق الأوسط لن تكون خسارة للكنيسة وحدها، بل ستُفقد العالم إرثًا روحيًا وحضاريًا بالغ الأهمية، نظرًا لكون هذه الأرض شهدت ميلاد المسيحية، وبقيت على مدى ألفي عام حاضنة لتاريخ الإيمان وجذوره.