​بوادر انفراج في ملف "معهد الهالكِي" التاريخي بإسطنبول

في تطوّر لافت على الساحة الدينية في تركيا، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان استعداده للقاء البطريرك المسكوني برثلماوس الأول لمناقشة إعادة فتح معهد الهالكِي اللاهوتي المغلق منذ أكثر من خمسة عقود، في خطوة أعادت الأمل إلى الأرثوذكس حول العالم بعودة هذا الصرح التاريخي للحياة من جديد.
29 سبتمبر - 08:06 بتوقيت القدس
​بوادر انفراج في ملف
لينغا

في خطوة وُصفت بأنها قد تحمل دلالات إيجابية للمسيحيين الأرثوذكس في تركيا والعالم، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن استعداده للقاء البطريرك المسكوني برثلماوس الأول لمناقشة إعادة فتح المعهد اللاهوتي في جزيرة الهالكِي، الذي أُغلق بقرار حكومي عام 1971.

المعهد الذي تأسس عام 1844 يُعتبر القلب النابض للتعليم اللاهوتي الأرثوذكسي في الشرق، وكان لعقود طويلة مدرسة إعداد الكهنة والأساقفة في الكنيسة الأرثوذكسية المسكونية. منذ إغلاقه، ظل موضوع المعهد يثير قلقًا واهتمامًا كبيرًا داخل الأوساط الكنسية العالمية، حيث يُنظر إليه على أنه رمز لحرية الدين وحق الكنيسة في تهيئة كوادرها الروحية.

البطريرك برثلماوس، الذي يقود البطريركية المسكونية من مقره التاريخي في حي الفانَر بإسطنبول، عبّر مرارًا عن أمله في أن تتم إعادة فتح المعهد، معتبرًا أن عودته إلى العمل لن تخدم فقط الكنيسة الأرثوذكسية بل ستشكل أيضًا رسالة انفتاح وتسامح من الدولة التركية تجاه الأقليات الدينية.

من جانبها، رحّبت دوائر مسيحية عديدة حول العالم بالخطوة، معتبرة أنها قد تكون بداية لعهد جديد من الحوار والتفاهم بين الحكومة التركية والكنائس. ويرى مراقبون أن إعادة افتتاح المعهد ستمنح الكنيسة الأرثوذكسية في تركيا متنفسًا كبيرًا في مواجهة التحديات، كما ستعزز مكانة إسطنبول بوصفها مركزًا روحيًا للمسيحية الأرثوذكسية العالمية.

ورغم أن المباحثات لم تصل بعد إلى قرار رسمي، إلا أن مجرد إعلان الرئيس أردوغان عن اللقاء المرتقب يُعد إشارة قوية إلى جدية الطرح. ويأمل الأرثوذكس في تركيا وفي الشتات أن يُتوّج هذا الحوار بخطوات عملية تفتح أبواب المعهد من جديد أمام الطلبة، ليعود مركزًا لتكوين الأجيال الجديدة من الرعاة والخدام الروحيين.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا