الله أعطاني إرادة حُرّة، لكنه يهددني بجهنم !!!

كثيرًا ما يُسأل هذا السؤال الحيوي، كيف تتماشى قضية الإرادة الحرة التي وهبنا إياها الله، مع تهديده لنا بجهنم، إن لم نقبل المسيح؟ فعندما يقول لك شخص ما: "لك الحرية التامة أن تبقى في البيت، أو أن تترك، لكن إذا تركت، سأقطع رأسك." فأين الإرادة الحرة هنا؟
25 مايو 2012 - 23:40 بتوقيت القدس

كثيرًا ما يُسأل هذا السؤال الحيوي، كيف تتماشى قضية الإرادة الحرة التي وهبنا إياها الله، مع تهديده لنا بجهنم، إن لم نقبل المسيح؟؟
فعندما يقول لك شخص ما: "لك الحرية التامة أن تبقى في البيت، أو أن تترك، لكن إذا تركت، سأقطع رأسك."
فأين الإرادة الحرة هنا؟؟؟

لكي نجيب على هذا السؤال، يجب أن ندرس بعض المبادئ عن بداية سقوط الإنسان. إن الله خلق آدم، وأعطاه إرادة حرة في جميع الاختيارات الأدبية؛ وهي تشمل الاختيارات الخلقية، السلوكية، والإيمانية. تلك الإرادة الحرة تكمن في وجود وصية بخصوص شجرة معرفة الخير والشر؛ ومن خلالها يقدر آدم أن يرفض الله. أي أن الله خلق آدم في حضرته، ودعاه ليتبعه؛ لكنة خلق أيضًا الإمكانية لآدم بأن يرفض الله.

توجد بعض المفاهيم العامية المُشوهه الشائعة بين الناس عن الله وخلقه، وسنحاول أن نتعامل معها فيما تبقى من هذا المقال.

المفهوم الخطئ الأول: الله عاقب آدم بالموت بسبب الخطية.

لقد قال الله لآدم:
"17 وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ." (تكوين ٢).

إذا لاحظنا هنا، يقول له "موت تموت"، ولا يقول له "سأميتك". وهو كالأب الذي يحذر ابنه قائلا له: "إذا تركت البيت، وذهبت وراء أصدقاء السوء الذين أنت على علاقة معهم، ستتدمَّر حياتك". هنا لا يتكلم الأب عن عقاب، بل نتيجة اختيارات أدبية يفعلها الابن. فالله لم يحذر آدم من عقاب الموت، بل عن نتيجة الموت لقرار أخراج الله من حياته. لأن الكتاب يعلم بأن الله هو حياتنا، كما يقول الكتاب:
“ ١٥ اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلتُ اليَوْمَ قُدَّامَكَ الحَيَاةَ وَالخَيْرَ وَالمَوْتَ وَالشَّرَّ.... ٢٠ إِذْ تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ وَتَسْمَعُ لِصَوْتِهِ وَتَلتَصِقُ بِهِ لأَنَّهُ هُوَ حَيَاتُكَ ...” (تثنية ٣٠).

إن آدم لم يكن كاملا بذاته، بل كان كاملا وهو متحدًا مع الله، فعندما قرر بأن يُخرج الله من حياته، أصبح ميتًا، لأن الله هو حياة آدم.

إذا الله خلق آدم، وأعطاه سلطان على الأرض "ليعملها ويحفظها" (تكوين ٢: ١٥)، أي أن آدم كان له السلطان ليطرد إبليس من الجنة. لكن بدلا من طرد إبليس، أخرج آدم الله من عالمه؛ والنتيجة كانت، انه مات أدبيًا وجسديًا وأبديًا؛ وتسلط عليه إبليس منذ السقوط.

المفهوم الخاطئ الثاني: إن لم نقبل خلاص المسيح هنا على الأرض، سيعاقبنا الله ويطرحنا في جهنم!!

إن هذا الفكر يصور حالة الإنسان، كأنه يعيش في الجنة الآن، والله يهدده أنه إذا رفض المسيح، سيطرحه في الجحيم كعقاب له؛ إن هذا التصوير خاطئ ومشوه جدًا. إن الصورة الحقيقية التي يصورها الكتاب، هي أن الإنسان بعد السقوط، أصبح بالطبيعة يولد في الموت والجحيم وهو مقيم فيه؛ والله، من خلال المسيح، يمد يده لينقذه من الجحيم. هذه الصورة الحقيقية غير المنتشرة كثيرًا بسبب الفهم المشوه للديانات الأخرى السائدة حولنا. الكتاب يقول أن الناس هم بالطبيعة أموات بالذنوب والخطايا (أفسس ٢: ١ وكولوسي ٢: ١٣)، والإنسان الذي يرفض المسيح، يبقى في الموت، أي أنه يبقى سائرًا في الطريق الواسع، طريق الموت، الذي يؤدي إلى الجحيم (أي الموت الأبدي ) (متى ٧: ١٣).

إن الله يحب الإنسان، وأعطاه إرادة حرة. فبالرغم من أنه عرف أن آدم سيخطئ قبلما خلقه؛ لم يتنازل عن إعطائه إرادة حرة كإنسان مخلوق على صورة الله؛ لذلك دبر الخلاص لآدم قبل خلقه. فالكتاب يُعلِّم بأن دم المسيح " معروفا سابقًا قبل تأسيس العالم ولكن قد أظهر في الازمنة الاخيرة من اجلكم." (١ بطرس ١: ٢٠). وأن المسيح سفك دمه من قبل إنشاء العالم (رؤية ١٣: ٨).

إن النقطة الوحيدة التي في صالحنا في هذه القضية هي أنه ليس حقًا أن نولد بالخطية، قبلما أن نخطئ ونختار.
إن هذا صحيح، لذلك يقول الكتاب:
" 14 لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي. 15 وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضاً الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ." (رومية ٥).
أي أننا بما أننا أخذنا الخطية دون أن نخطئ، بسبب خطية آدم. إن عدالة الله، من قبل تأسيس العالم، رتبت بأن ننال البراءة من الخطية بواسطة قبول يد الله الممتدة لنا بالمسيح يسوع المخلص (آدم الأخير)، بواسطة النعمة ومجانًا.

أي الجواب على المفهوم الخاطئ الثاني هو، أن الله الآن على الأرض يمد يده لنا بالمسيح يسوع، لكي ننجو من الجحيم الذي نحن ذاهبين له، وليس أنه يعاقبنا بالجحيم إن لم نقبل المسيح. لأن الكتاب يعلم أيضًا أن الله لم يخلق الجحيم للإنسان، بل لإبليس وملائكته (متى ٢٥: ٤١). وأما شروط الله لقبول الإنسان ليده الممتدة لإنقاذه بواسطة المسيح، تشمل شرط واحد فقط؛ التوبة وقبول العطية المجانية التي يقدمها الله للبشر مجانًا. فهي متاحة لجميع الناس دون أي تمييز أو تأهيل، لكي لا يكون لأي إنسان عذر بعدم قدرته على نيلها.

فالذي يرفض يد الله الممتدة له لينقذه من الهلاك، سيهلك في الجحيم لا محال. إن هذا ليس عقابًا من الله للإنسان، بل نتيجة لرفض الإنسان لمحاولة الله لإنقاذه المجاني من الجحيم. لهذا نادى ولا يزال ينادي الله على مرِّ العصور:
" التفتوا إليّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأني أنا الله وليس آخر.” أشعياء ٤٥: ٢٢.

فهل تريد أن تستجيب لدعوته وتنجو من الجحيم؟

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. عيسى باشا 25 مايو 2012 - 22:28 بتوقيت القدس
الرب يباركك اخي باسم الرب يباركك اخي باسم
شكرا على تعب محبتك ودائما بنعمة الرب بتقدملنا مقالات رائعه بترفعنا فيها الصحيح انا كنت بحاجه الى هذا المقال مع محبتي
2. مؤمن بألله 26 مايو 2012 - 12:15 بتوقيت القدس
جهنم جهنم
هل «جهنم» مكان للعذاب بالنار؟ هل الموت نهاية المطاف؟ في روايات الاناجيل، حسبما تذكر ترجمات عديدة للكتاب المقدس كالترجمة البروتستانتية مثلا، يحذر يسوع تلاميذه من دينونة «جهنم». وهذا يدل بوضوح انه اراد ان يؤخذ تحذيره على محمل الجد. فهل يعني ذلك انه كان يشير الى مكان للعذاب الابدي بالنار؟ — متى ٥‏:٢٢، الترجمة البروتستانتية. ان الكلمة اليونانية غِيِنّا، التي تنقلها ترجمات عديدة الى «جهنم»، تقابل جي هينّوم العبرانية التي تعني «وادي هنوم» والتي هي اختصار لـ جي ڤِني هينّوم اي «وادي بني هنوم». (يشوع ١٥‏:٨؛ ٢ ملوك ٢٣‏:١٠) لذلك تنقل ترجمة العالم الجديد الكلمة اليونانية غِيِنّا الى «وادي هنوم». وهذا الموضع الجغرافي المعروف اليوم بوادي الربابة هو وادٍ ضيق عميق يقع الى الجنوب والجنوب الغربي من اورشليم. في زمن ملوك يهوذا، ابتداء من القرن الثامن قبل الميلاد، استخدم الاسرائيليون هذا الموقع ليمارسوا الطقوس الوثنية التي شملت حرق بنيهم بالنار كذبيحة. (٢ اخبار الايام ٢٨‏:١-٣؛ ٣٣‏:١-٦) وقد انبأ النبي ارميا ان بني يهوذا سيُذبحون في هذا الوادي نفسه على يد البابليين مكابدين عقابا الهيا بسبب شرهم.* — ارميا ٧‏:٣٠-٣٣؛ ١٩‏:٦، ٧.
3. مؤمن بألله 26 مايو 2012 - 12:20 بتوقيت القدس
جهنم جهنم
العالم اليهودي داود كمحي (حوالي ١١٦٠- ١٢٣٥ ب م)، تحوّل الوادي لاحقا الى مكب نفايات لمدينة اورشليم. فبات مَحرَقة للقمامة لا تنطفئ نارها. وهكذا كان كل ما يرمى فيه يتلف كليا ويصبح رمادا. ولكن لماذا يعلم الكثير من رجال الدين ان «جهنم»، التي هي ترجمة لـ غِيِنّا، مكان عذاب؟ لأنهم ربطوا المفهوم الوثني القائل ان الاشرار يكابدون دينونة نارية بعد الموت بالنار الحرفية المشتعلة في الوادي خارج اورشليم. غير ان يسوع لم يقرن هذه الكلمة قط بالعذاب. فقد عرف ان فكرة حرق الناس احياء هي بحد ذاتها مكرهة عند ابيه السماوي يهوه. فحين اشار يهوه الى ما كان يجري في «وادي هنوم» في زمن النبي ارميا قال‏: «بنوا مرتفعات توفة التي في وادي ابن هنوم ليحرقوا بنيهم وبناتهم بالنار، وهو امر لم آمر به ولا صعد على قلبي». (ارميا ٧‏:٣١) اضف الى ذلك ان فكرة عذاب الموتى تتعارض مع محبة الله، وكذلك مع التعليم الواضح للكتاب المقدس ان الاموات «لا يعلمون شيئا». — جامعة ٩‏:٥، ١٠. وهكذا استخدم يسوع الكلمة المنقولة الى «جهنم» رمزا الى الهلاك التام الناجم عن دينونة الله المضادة. لذا فإن معنى هذه الكلمة مماثل لمعنى عبارة «بحيرة النار» الواردة في سفر الرؤيا. فكلتاهما ترمزان الى الهلاك الابدي دون اي رجاء بالقيامة. — لوقا ١٢‏:٤، ٥، الترجمة البروتستانتية؛ رؤيا ٢٠‏:١٤، ١٥. -------------------------------------------------------------------------------- * تعليقا على هذه النبوة، تذكر دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة (بالانكليزية)‏: «عند دمار اورشليم، قُتلت اعداد لا تحصى من اهلها حتى ان جثثهم لم تُدفن، بل أُلقيت في الوادي لتنتن او تحترق».
4. وردة الرب 31 مايو 2012 - 12:44 بتوقيت القدس
بركة كبيرة اليوم اخذتها عند قراتي للمقال بركة كبيرة اليوم اخذتها عند قراتي للمقال
نشكر الرب من اجلك يا ايها الخادم لانك وضحت لي مفاهيم كانت غلط لحياتي شخصيا في اليوم الذي به كنت اتسال هذا السؤال والرب كلمني من خلال مقالتك الرب يباركك حياتك ويباركك لموقع لينغا
5. Dr. Akram Habbaba 05 يونيو 2012 - 20:51 بتوقيت القدس
الاخ مؤمن بالله - يهوة الاخ مؤمن بالله - يهوة
من الواضح جد انك من شهود يهوة وكان من الاجدر ان تذكر ذلك لكي يعلم القارئ الخلفية التي ترتكز عليها في ايمانك. احب ان اخبرك ما يلي: 1- لا يوجد لنا في المسيحية التي انت لست منها ما يسمى بترجمة بروتستانتية وترجمة كاثوليكية لان كتابنا واحد وغير محرف مثل ترجمة االعالم الجديد الذي حرفه جارلس روسل ليوافق ارائه الضالة التي تؤمن ان المسيح مخلوق وهو الملاك ميخائيل. 2- يؤمن شهود يهوة انه لا وجود لجهنم كمكان عذاب ابدي للذين لم يقبلوا المسيح كمخلص. ان ما يعطي استحسان لهذه التعاليم الضالة هو انك إن كنت أحد أتباع شهود يهوه، فأنك ترث الملكوت الأرضي... وإن لم تكن، فمهما مارست من الشرور، لن تجازى عليه، فنفسك الخاطئة تتلاشى وتضمحلّ بعد الموت، فهي معفاة من الحساب والعقاب. انهم يدعون أن الله المحب والحنون، لا يستطيع أن يتحمّل رؤية الإنسان الخاطئ وهو يتعذّب في نار جهنّم... هذا ما يجعلهم يستخفّون بالخطيئة. لا شك أبداً بأن إحدى صفات الله، هي كماله في المحبة (الله محبة) يقول عنه الرسول يوحنا. وزيادة على ذلك أقول: إنه لم يحبنا بالكلام فحسب، بل أنه أرسل ابنه لكي يموت عنا على خشبة الصليب. فلو كانت محبة الله وحنانه ورحمته كافية، فلماذا تجسّد المسيح وتألم وصلب ومات وقام منتصراً من القبر...؟ أليس لكي يحمل عنا جزاء خطيئتنا، ويخلصنا من دينونة جهنّم...؟ إن الله أراد أن يعلن لنا وجهه الآخر، أو إحدى صفاته التي من المستحيل أن يتخلّى عنها ألا وهي قداسته وعدالته... فبالمسيح أظهر لنا الله رحمته وعدالته، فصدق قول الرسول يوحنا: (أما النعمة (أي الرحمة) والحق (أي عدالته) فبيسوع المسيح صارا) (يوحنا 1: 17). إن كون الله محب ورحوم وكثير الرحمة والرأفة، يتحنّن على الخطاة ويريد أن يخلّصهم ويمنحهم الغفران والحياة الأبدية، إنه يعطيهم الفرصة بعد الأخرى، يتأنى عليهم، ولكن إلى حين، فكيف ننجو إن أهملنا خلاصاً هذا مقداره، وازدرينا بدم ابن الله الطاهر الكريم، الذي دفع به لله الآب ثمن خطيئتنا لكي ننال رضاه ومحبّته ورحمته بالحياة الأبدية...؟ الله يريد أن يوصل الإنسان إلى نقطة تحوّل مهمّة في حياته ألا وهي: (التوبة)... (يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يهلك أناس بل أن يقبل الجميع إلى التوبة) (2بطرس 3: 9). كثيرون لا يعترفون بيسوع المسيح آتياً في الجسد هذا هو المضل والضد للمسيح انظروا إلى أنفسكم لئلا نضيّع ما علمناه بل ننال أجراً تاماً كل من تعدّى ولم يثبت في تعليم المسيح فليس له الله ومن يثبت في تعليم المسيح فهذا له الآب والابن جميعاً إن كان أحد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام لأن من يسلّم عليه يشترك في أعماله الشريرة...) (2يوحنا 7: 11).