يقوم الدين الاسلامي على خمسة أركان يؤمن بها المسلم ويعمل بها وهي الشهادة بأن لا اله الا الله وأنَّ محمد رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت. إن الاركان الخمسة تختص بأداء أعمال وواجبات من جانب الانسان محاولة منه للوصول الى رضى الله ونوال النعيم في جنَّات الخُلد وليس لله هنا أي تدخل سوى المحاسبة في يوم القيامة.
أمّا المسيحية فإن أركانها إثنان؛ الصليب والقيامة وكلاهما لا يعتمدان على أعمال الانسان بل على الله. فالله أرسل المسيح كلمته ليتجسد ويموت عنّا على الصليب وليقوم في اليوم الثالث ويعطي الحياة والخلاص لكل طالبيه لذلك يقول الرسول بولس في رسالة أفسس 2: 8-9
" لأنكم بالنعمة مخلصون بالايمان وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد"
تقوم المسيحية على ركني الصليب والقيامة وليس للانسان تدخل بشري في عمليّة الخلاص بل هو عطية من عند الله. ففي الاسلام، يحاول الانسان الوصول الى الله بالاعمال الصالحة، أمّا في المسيحية فالله نفسه يصل الينا من خلال المسيح كلمته المتجسدة لادراكه عجز البشرية تخليص ذاتها.
قبر محمد رسول الاسلام
في العالم قبور كثيرة يسكنها المشاهير أصحاب النظريات السياسية والفلسفية المختلفة ومؤسسي الديانات المختلفة. ففي مدينة الخليل، يوجد قبر ابراهيم خليل الله أبو العبرانيين والأب المؤسس لليهودية، وفي المدينة يتواجد قبر محمّد مؤسس الديانة الاسلامية، وفي مدينة القدس يوجد قبر المسيح مؤسس المسيحية. يزور المسلمون اليوم قبر رسول الاسلام والذي يحتوي على عظامه للتَبَرُك به ويزور اليهود قبر ابراهيم الخليل، أمّا قبر المسيح فهو الوحيد من بين تلك القبور فارغ ولا يوجد به أحد ويستطيع زائره أن يتأكد من ذلك.
و لكن ما هي أهمية قيامة المسيح وماذا تُثبت لنا بالمقارنة مع موت محمد؟
أولاً - تؤكد لنا القيامة ان كلمة الله صادقة وانها جديرة بالثقة. فلو وعد المسيح بأنه سيقوم في اليوم الثالث ولم يقم لكان الله أكبر مخادع حينما وعد بكلمته انه سيقيم المسيح وهو لم يقمه. لكن المسيح قام والله يؤكد لنا صدق كلمته ووعوده من خلال قيامة المسيح. بينما يصوِّر لنا القرآن، والذي يحارب صلب المسيح، بان الله قد خدع اليهود والرومان اذ رفع المسيح وألقى شبهه على أحد أتباعه فقام الرومان بصلبه ولاعجب من هذا التصرف "الالهي" فالله موصوف في القرآن بأنه خير الماكرين (سورة الانفال 30) ولا نستغرب لانه ليس في الاسلام وعود عن قيامة محمد او أية وعود لأتباعه بعد موته قد تحققت.
ثانيًا- تؤكد لنا القيامة ألوهية المسيح. إنَّ أعظم الأدلة التي تثبت لنا الطبيعة الالهية للمسيح هي القيامة، فالله وحده يعطي الحياة ووحده فقط يغلب الموت. إن جميع قبور الأولياء والصالحين مليئة بعظام أصحابها ولكن قبر المسيح الفارغ دليل على ألوهيته بل تؤكد لنا القيامة ذلك وكما ورد في رومية 1: 4
"وتعيّن ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الاموات.يسوع المسيح ربنا"
أمّا محمّد فعظامه ما زالت موجودة في قبره إلى اليوم، فيزورها الحجاج للدعاء له بالوسيلة والفضيلة عسى الله أن يعطيه المقام المحمود الذي وعده به.
ثالثًا- القيامة تؤكد وتثبت لنا أنّ خلاص الله كامل. يقول الرسول بولس في رسالته الى أهل رومية " الذي أسلم من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا" رو 4: 25. لكي يستطيع الله أن يبررنا ويعلننا أبرارًا، كان لا بد أن يُِقيم الله الآب، المسيح من الموت. لكي يستطيع المسيح أن يتمم إرادة الله التامّة بشأن خلاص البشر، كان لا بدَّ أن يقوم من بين الأموات. هذا هو الاثبات الذي لا مفرًّ منه وإذا لم يقم المسيح، عندها يكون كأي إنسان أو نبيّ أو رسول عادي مات وانتهى من الوجود. فان نوالنا للحياة الابدية وضمانها يعتمد على قيامته كما ورد في
1 كورنثوس 22:15 "لانه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع" ويسوع نفسه قال أنّه القيامة والحياة.
أمَّا محمّد، لم يَستطع أن يقدِّم حتى ضمان واحد لأتباعه لنوال الحياة الآخرة بل يتعلَّق كل الأمر بالأعمال الصالحة، فيا لشقاء ذلك الانسان الذي يحيا كل حياته متمنيًا الحياة الآخرة ويمارس الأركان الخمسة ولكن في نهاية الأمر لا يُحسب له شيئًا. حتى أنَّ أبا بكر في حديث منقول عنه يقول " لو دخلت قدمي اليمنى الجنة ما آمنت مكر الله" أي أن أول الخلفاء الراشدين وأول أتباع محمّد وحماه، لم يضمن له محمّد مكانًا في الجنة بعكس الرب يسوع المسيح المقام من بين الاموات.
ما زالت عظام محمّد وإبراهيم موجودة في قبورهما، أمّا قبر المسيح فهو فارغ لانه قام منتصرًا على الموت لكي يقيمنا معه. هل مازلت عزيزي القاريء تريد إتّباع نبيًا ميتًا أم مسيحًا حيًا ومقامًا من الأموات؟
إذا كان لديك اي سؤال او استفسار، الرجاء مراسلتي على:
abuhabeeb.karmi@gmail.com
قبر المسيح من الخارج في بستان القبر بالقدس
القبر فارغ، الصورة من داخل القبر في بستان القبر بالقدس