عندما خلق الرب آدم غرس له خصيصا جنّة خضراء مليئة بكل شجرة شهيّة للنظر وجيّدة للاكل. جُزء من إبداع الله في الخلق انه جعل اربعة انهر باسمائها لريّ الجنة. وحيث انه أمامنا وحيٌ مقدس فيَقينا هناك معانٍ خاصة لاسماء الانهار الاربعة.
اسم النهر الاول "فيشون"، ومعنى اسمه: إزدياد أو فائض بِحُريّة. هذا الاسم يُشير إلى تعامل الله معنا على اساس النعمة في كلّ مشوار الحياة ورعايته لنا. هذه النعمة تَفاضلت جدا معنا حين آمنّا، وما زالت تتفاضل معنا الان وهكذا ايضا الحال حين ننطلق لنكون مع الرب في الامجاد السماويّة. المفروض ان هذه النعمة تُولّد فينا حالة شكر مستديم. حالة "شكر" لاننا لا نستحقها، وحالة شكر "مستديم" لان النعمة لا تتوقف ابدا.
اسم النهر الثاني "جيحون" ويعني: شيء يتدفّق. هنا نتعلم عن الله الذي يُعطي بسخاء ولا يُعيّر. اننا نختبر الجود والكرم في العطاء. هذا العطاء يتعامل مع كل جوانب حياتنا واحتياجاتنا: ماديا، نفسيا وروحيا.
اسم النهر الثالث هو "حداقل" واسمه يعني شيئان: صوتٌ حاد وأيضا سريع. الصوت الحاد او المسموع بوضوح يُشير إلى أن الله قريبٌ منا وهو ليس بعيد. ثم الله يُسرع في معونة المؤمن.
الرب يسوع هو الراعي الصالح الأمين الذي يَسير بنا الطريق (تثنية 8: 2) ويُسرع دائما لمعونة خرافه.
النهر الرابع هو "الفرات" ويعني: الثمر. نلاحظ ان اسماء الانهر الثلاثة الاولى اشارت الى امتيازاتنا كمؤمنين، وأما النهر الرابع فانه يُسلّط الضوء على مسؤوليتنا في حياة الايمان، لان الرب ينتظر منا ان نكون مثمرين وان يدوم ثمرنا (يو 15: 16).
اله كل نعمة الذي يُعطي بسخاء ولا يعير وهو قريب منا ويسرع لمعونتنا، يحق له ان نثمر لمجد اسمه – آمين.