أشهد ألّا إله إلّا الله وأنّ يسوع المسيح صورة الله – ج2 من 2

مِن حقّي أن أتساءل؛ بماذا أضرّ المسلمين تجسُّدُ الله بشخص وديع ومتواضع القلب. أما عبّرَ تجسده بشخص المسيح عن محبّته الإنسان أم أدى التجسّد إلى تحريض المؤمنين على القتال؟
25 أكتوبر 2016 - 01:59 بتوقيت القدس

يسوع يشفى الكسيح

مفهوم الثالوث المقدَّس- الأقانيم الثلاثة

لعلّ من السهل ملاحظة وجود ثلاثة أقانيم (أي شخصيّات، والمفرد: أُقنُوم) في الآيات المذكورة في ج1 من هذه المقالة؛ هي الآب والإبن والروح القدس- روح الحقّ المعزّي، روح الله- ولعلّ من الواضح أنّ جوهر الثلاثة واحد. فالثالوث المقدّس حقيقية كتابية، ليس مِن بنات أفكار آباء الكنيسة القدّيسين والمعترفين، بل من الإنجيل خصوصًا ومن الكتاب المقدَّس عمومًا؛ إذ ورد حرفيًّا ومعنويًّا في أزيد من مناسبة، بالإضافة إلى ما تقدَّم؛ لعلّ الأولى في قول السيد المسيح له المجد لتلاميذه الأَحَدَ عَشَرَ بعد قيامته من الموت: {دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سلطان في السَّماء وعلى الأرض، فاذهَبُوا وتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابنِ والرُّوحِ القُدُس. وعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحفَظُوا جَمِيعَ ما أوصَيتُكُمْ به. وها أنا مَعَكُمْ كُلَّ الأيّام إلى انقِضاء الدَّهر}+ آخر الإنجيل بتدوين متّى.
فلم يقُل "بأسماء" بل {باٌسم} ما دلّ على أنّ الثلاثة واحد.
والثانية: {فإِنَّ الَّذِينَ يَشهَدُونَ في السَّمَاءِ هُمْ ثَلاثة: الآبُ والكَلِمَةُ والرُّوحُ القُدُس. وهؤُلاءِ الثَّلاثة هُمْ وَاحِد}+ رسالة يوحنّا الأولى 5: 7

هذا من جهة الحرف، أمّا من جهة المعنى فأينما قرأ قارئ الكتاب المقدَّس كلام الله الذي تكلّم به بصيغة الجمع فإنّها صيغة إلهية قد عبَّرت عن الثالوث الإلهي؛ مثالًا {وقالَ اللهُ: (نَعمَلُ) الإِنسَانَ عَلَى (صُورَتِنا) (كَشَبَهِنا)}+ التكوين 1: 26
فالسيد المسيح هو صورة الله التي رآها الناس على الأرض بعد ظهوره بجسد المسيح مولودًا من امرأة- السيدة العذراء: {الرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ علَيكِ، وقُدرَةُ العليِّ تُظَلِّلُكِ، لذلِكَ فالقدُّوسُ الّذي يولَدُ مِنكِ يُدعى اَبنَ الله}+ لوقا 1: 35
فلا قُدّوس إلّا الله. وهذا المعنى هو الذي قصده السيد المسيح حينما سأل الشّابّ الغنيّ {لمَاذا تَدعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ}+ متّى 19: 17 ومرقس 10: 18 ولوقا 18: 19
والمعنى: هل اعترفت أني والله واحد بقولك عنّي "أيها المعلِّم الصّالح"؟ 
وانظر-ي كيف فهم بولس الرسول لاهوت المسيح وناسوته بإرشاد الروح القدس: {فكونوا على فِكرِ المَسيحِ يَسوع: هوَ في صُورَةِ الله، ما اعتبَرَ مُساواتَهُ للهِ غَنيمَةً لَه، بَلْ أخلى ذاتَهُ واتَّخَذَ صُورَةَ العَبدِ صارَ شَبيهًا بالبَشَر وظَهَرَ في صورةِ الإنسان}+ فيلبّي 2: 5-7
مَن أراد-ت ففي إمكانه تصفّح مقالات منشورة على هذا الموقع- لينغا- بعد كتابة "الثالوث الإلهي" أو "الثالوث المقدَّس" في محرّك بحث الموقع. عِلمًا أني كتبت فيما مضى مقالة خاصّة بالثالوث تحت عنوان: الثالوث الإلهي المقدّس

اقدام يسوع

والجدير ذكره أنّ مؤلِّف القرآن قد اقتبس كثيرًا صيغة الجمع الإلهية، في قرآنه، بدون وجود إشارة إلى أنه أدرك معناها، لا في القرآن ولا في حديث صحيح، فما أدرك المعنى لا هو ولا المسلمون من بعده ولا سيّما أهل تفسير القرآن. إليك عددًا من الأمثلة من سور مختلفة: (إنّا) أعطيناك الكوثر، (كَتَبْنا) على بني إسرائيل، (نحن) أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك، ومَكَرُوا مَكْرًا (ومَكَرنا) مَكْرًا وهُمْ لا يَشعُرُون.

فإن سأل سائل عن وجود آية أخرى في الكتاب المقدَّس يتكلّم بها الله بصيغة الجمع فإليه أيضا: {وقال الرّبّ الإله: هُوَذا الإنسان قد صار كواحد (مِنّا) عارفًا الخير والشر. والآن لعله يمدّ يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضًا ويأكل ويحيا إلى الأبد}+ التكوين 3: 22
لاحظ-ي لطفًا أن الله قال {كواحد منّا} تشبيهًا بأقنوم الإبن (المسيح) لم يقلْ "صار مثلي" لأنّ في هذا القول تشبيهًا بالذّات الإلهية. فالكتاب المقدَّس دقيق جدّا في التعبير.

السيف الذي قصده السيد المسيح

مِن حقّي أن أتساءل؛ بماذا أضرّ المسلمين تجسُّدُ الله بشخص وديع ومتواضع القلب (متّى 11: 29) أما عبّرَ تجسّده بشخص المسيح عن محبّته الإنسان أمْ أدّى التجسّد إلى تحريض المؤمنين على القتال وإلى غزو تبوك لسبي بنات الأصفر ونساء الروم وإلى ضرب الرِّقاب وفوق الأعناق؟ فقد قرات تعليقًا على إحدى مقالاتي وفيه [أنّ السيف لم يرد ذكره في القرآن الكريم] ولا أدري أوّلًا: هل قصد مؤلِّف القرآن ضرب الرقاب والأعناق بالورود؟ ثانيًا: هل كانت السيوف التسعة التي تركها بعد موته للزِّينة؟ [ضع-ي على غوغل "سيوف الرسول" لمعرفة أسمائها وأخبارها] (1) عِلمًا أنّي شاهدت داعش، في أحد مقاطع يوتيوب، وهي تلعب برؤوس القتلى المفصولة عن أجسادها كرة القدم واللاعبون يضحكون. يمكنك أيضًا مشاهدة مقطع آخر لأحد شيوخ المسلمين وهو يروي ما فعل خالد بن الوليد برأس مالك بن نويرة في عهد الخليفة الأوّل، نقلًا عن مراجع إسلامية كثيرة، بذريعة امتناع مالك وقومه عن دفع الزكاة فاعتُبِروا مرتدِّين عن الإسلام، ثمّ اصطفى خالد لنفسه امرأة مالك (ليلى بنت سِنان، أمّ تميم) عِلمًا أنّ مالك كان [من سادات قبيلة تميم في عهد محمد؛ ولاه صدقات قومه (بني يربوع) لكن مالك امتنع عن دفعها بعد وفاة محمد]- بتصرّف عن ويكيبيديا. وفي رواية أخرى أنّ خالد قصد امرأة مالك لأنها كانت فائقة الجمال، إذ أمر بقتل زوجها بدون رفع أمره إلى الخليفة المذكور؛ نقرأ في "تاريخ أبي الفداء" ص18 أبيات شعر قالها أبو نمير السعدي‏ في زواج خالد بامرأة مالك، دلّت على هوى خالد فيها قبل قتل زوجها، فجمعتُ الأبيات التالية ممّا تيسّر على الانترنت:‏  

ألا قلْ لحَيٍّ أوطئوا بالسنابكِ – تطاوَلَ هذا الليل مِن بعد مالكِ
قضى خالدٌ بغيًا عليه بعُرسِهِ – وكان له فيها هوىً قبل ذلِكِ 2
فأمضى هواه خالدٌ غيرَ عاطفٍ – عِنانَ الهوى عنها ولا متمالِكِ
فأصبح ذا أهلٍ وأصبح مالكٌ – إلى غير أهلٍ هالِكًا في الهوالِكِ

سيوف العرب

وأردف المعلِّق [بينما ورد ذِكر السيف كثيرًا في الكتاب المقدَّس] لكنّه لم يفطن لمعنى السيف في قول السيد المسيح {ما جئتُ لأُلْقِيَ سلامًا بل سيفًا}+ متّى 10: 34 لأنّه نقل الآية مقتطَعَة مِن سياق النّصّ!
لو عاد المعلِّق إلى الإنجيل لإكمال قراءة النصّ لربّما فهِم بقليل من التفكير: {فإنّي جئت لأفرّق الإنسان ضدّ أبيه، والإبنة ضد أمّها، والكَنّة ضد حماتها...}+ متّى 10: 35 والمعنى عينه في إنجيل لوقا بدون ذكر السيف: {أتظنون أنّي جئت لأعطي سلامًا على الأرض؟ كلّا، أقول لكم: بل انقساما. لأنه يكون من الآن خمسة في بيت واحد منقسمين: ثلاثة على اثنين، واثنان على ثلاثة. ينقسم الأب على الابن، والابن على الأب، والأمّ على البنت، والبنت على الأمّ، والحماة على كنّتها، والكنّة على حماتها}+ لوقا 12: 51-52 
فلفظة السيف في تدوين متّى 10: 34 دلّت على التفريق أو الانقسام. لكنّ من عادة النقّاد المسلمين، ولا سيّما الدّجّال أحمد ديدات، اقتطاع آيات الكتاب المقدَّس من سياقها، في محاولة فاشلة لتضليل الناس ومخزية في الوقت نفسه، وهذه من ألاعيب الشيطان.
فشتّان ما بين السيف الذي قصده المسيح (أي الانقسام بين المؤمن بالمسيح، مَن سيقاسي اضطهادًا حتّى من أقرب الناس إليه، وبين غير المؤمن أو ضدّ المسيح) وبين السيف الذي أمر مؤلِّف القرآن بضرب الرقاب به وفوق الأعناق (3)

ومن التساؤلات الغبيّة المنتشرة على مواقع الانترنت: [أين قال المسيح "أنا الله فاعبدوني" وأين ذكرت كلمة "ثالوث" في الكتاب المقدَّس وأين ذُكِر اللاهوت والناسوت؟... إلخ] فالجواب في الكتاب المقدَّس؛ من يبحث عنه بعقليّة فوق مستوى السذاجة يجده. أمّا أن يجلس المتسائل أمام الكومبيوتر ويسطّر ما يحلو له، بدون قراءة الكتاب المقدَّس مستعينًا بتفسير مسيحي، فهذا النوع من الأخلاق الهابطة لم يلفت انتباهي في أحد أوساط العالم غير الإسلاميّة حتّى الآن. 

وأتساءل تاليًا، لعلّ جوابًا يأتيني خاليًا من الغباء ومن اللعن؛ هل أدّى تجسّد الله بشخص المسيح إلى ضرب امرأة وإلى رجم زان-ية وإلى جَلد سارق، أو قطع اليد التي سرق بها، وإلى تقطيع أطراف إنسان من خلاف وإلى فَقْء عينيه (أي قَلعهما، ثَقبهما، شَقّهما) وإلى تصليبه وإلى تحريقه وإلى رميه من شاهق... إلخ؟ كلّا وحاشا، لأنّ الله بريء ممّا نُسِبَ إليه من خارج الكتاب المقدَّس. وهناك من تساءل أيضا: [إذا نُسِبت إلى الله هذه الجرائم النكراء- حاشا الله- فمَن هو إبليس، ماذا فعل ولماذا يُلعَن؟] لذا يسرّني أن أخبر المعلِّق بما قال السيد المسيح عن إبليس: {ذاك كان قتّالًا للناس من البدء، ولم يثبت في الحقّ لأنه ليس فيه حقّ. متى تكلّم بالكذب فإنّما يتكلّم ممّا له، لأنّه كذّاب وأبو الكذّاب}+ يوحنّا 8: 44
وأخبره بما قال السيد المسيح عن نفسه: {السارق لا يأتي إلّا ليسرق ويذبح ويهلك، وأمّا أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل. أنا هو الرّاعي الصالح، والرّاعي الصالح يبذل نفسَهُ عن الخِراف}+ يوحنّا 10: 10-11
عِلمًا أنّ السيد المسيح لم يحمل سيفًا ولم يحثّ تلاميذه على حمله، بل لم يُرَغِّب أحدًا في السَّير معه ولا في أن يُصبح من أتباعه: {ودعا الجمع مع تلاميذه وقال لهم: مَن أراد أن يأتي ورائي فليُنكِر نفسَهُ ويحملْ صَليبَه ويتبعني}+ مرقس 8: 34 ومتّى 16: 24

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. ابو محمد 02 نوفمبر 2016 - 18:49 بتوقيت القدس
كاتب تعبان مصر على ضلاله كاتب تعبان مصر على ضلاله
ما لديك ليس كتاب مقدس بل هو كات محرف وللاسف الحقد واضح من الكاتب على الشيخ ديدات يرحمه الله لانه كشف تحريف الانجيل بكل الدلائل مع اقوى القساوسه فى العالم من النصارى وكل هذا من ما تسمونه الكتب المقدسه وليس ببعيد ما ستراه من ضلالك وعقاب الله له على ما يصدر منه
1.1. Daniella 03 نوفمبر 2016 - 17:12 بتوقيت القدس
الكتاب المقدّس غير قابل للتحريف لأنه موحى به من الله
القرآن محرف لأنه ببساطة غير موحى به من الله. أكتب على غوغل أدلة تحريف القرآن وتابع الحقيقة بنفسك. انت شاهدت مقاطع فيديو يفتري بها الدجال الكبير ديدات على الكتاب المقدس قبلما شله الله تسع سنين أواخر حياته لكن هل شاهدت ردود الطرف الآخر عليه؟ طبعا لا لأن المسلمين اقتطعوها من الفيديو اذ نشروا ما يحلو لهم فقط لأن الأجوبة تقض مضجع نبيهم وهو في قبره اذ كشفت الردود بطلان دعوته. نصيحتي لك ان تقرأ الانجيل لكي تعرف الله ومعاني القداسة والمحبة والسلام.
2. ابو محمد 04 نوفمبر 2016 - 21:04 بتوقيت القدس
اين العقل فيما تدعون اين العقل فيما تدعون
كيف يفكر عاقل ان الله هو المسيح عيسى اب مريم عليه السلام فهل الله مخلوق بل مولود من رحم امراءه وما تدعيه من اقتطاع ردودالطرف الاخرعليه فهاذا كذب وبهتان ومن الطبيعى كشف ما تدعيه باظهار هذه الردود لان كل هذه المناظرات تمت فى دول نصرانيه ومن المفترض ان يظهر ذلك الادعاء لو صح ارجو نصيحى اى الاناجيل المتادوله لديكم وتعتقدون انها صحيحه او ما هى الاناجيل المتطابقه فى نصوصها لو كانت فعلا ليس محرفه ومحى بها من الله ومره اخرى اتحدى ان ينشر مناظرات الشيخ ديدات باى موقع نصرانى بدون تحريف او اقتطاع فلا يوجد مسيحى الان على وجه الارض لان المسيحين كانوا فى حياه المسيح وبعد ان رفعه الله تم التحريف وسيعلم الجميع ذلك قبل موته واثناء احتضاره حين لا ينفع الندم
2.1. ابن المسيح 07 نوفمبر 2016 - 20:06 بتوقيت القدس
المسيح له المجد امين
رد إلى ابو محمد)جسد المسيح ؛ هل هو روحي أزلي أم مادي زمني؟ ونقول في قانون الإيمان النيقاوي " نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور نور من نور إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق"، فما معني عبارة " مولود غير مخلوق"؟ & أولا: جسد المسيح وهل هو روحي أم مادي، أزلي أم زمني: قلنا إن المسيح كإله، بلاهوته، صورة الله غير المنظور، بهاء مجد الله الآب ورسم جوهره، قوه الله وحكمة الله، انه الله ناطقا عقل الله الناطق، الله معنا، الله الظاهر في الجسد، الإله القدير، الكائن على الكل الإله المبارك، الإله الواحد، الإله العظيم، رب المجد، رب الأرباب، رب الكل (العالمين)، وقلنا أن " الله روح " (يو24: 4)، و " أما الرب فهو الروح " (كو7: 3)، والروح كما يقول الرب يسوع المسيح " ليس له لحم وعظام " (لو39: 24)، فهو بسيط وغير مركب، انه " نور و " ساكن في نور لا يدني منه " (1تي16: 6)، وغير مرئي وغير مدرك بالحواس. أما جسد المسيح، المسيح كإنسان، بناسوته، فهو كما ذكر الكتاب مكون من لحم ودم وعظام ونفس إنسانية وروح إنسانية، مولود من مريم العذراء وقد تكون في أحشائها ومن أحشائها، هيأ لنفسه منها جسدا " فلذلك يقول عند دخوله إلى العالم: ذبيحة وقربانا لم ترد ولكن هيأت لي جسدا " (عب5: 10)، اعد الجسد داخل أحشائها من لحمها ودمها، حل الروح القدس عليها وطهر أحشاءها، حل اللاهوت، الكلمة في بطن العذراء وهيأ لنفسه جسدا منها، من لحمها ودمها، فهو ثمرة بطنها المولود منها بقوة الروح القدس: " أن الابن (اللوجوس) قد حل في بطن القديسة العذراء، وأخذ له ناسوتا منها ثم ولدته "(1). انه آدم الثاني، الإنسان الكامل المولود بغير زرع بشر، انه من نفس جبلتنا فقد أخذ من لحم ودم مريم العذراء المجبولة من نسل آدم. انه من جنسنا. - " من ثم كان ينبغي انه يشبه اخوته في كل شئ " (عب17: 2) انه مولود من مريم العذراء فهو كإنسان ابن مريم وابن داود وابن إبراهيم. - ولد في ملء الزمان " ولما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة " (غل4: 4). - وبالتالي فالمولود من البشر هو بشر أو كما قال السيد نفسه: " المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح " (يو5: 3)، والمولود من المادة هو مادة، والمولود من الزمني هو زمني، فالجسد المولود من العذراء هو من لحمها ودمها ومن نفس جوهرها وطبيعتها كإنسان، انه كإنسان من نفس طبيعتنا وجنسنا وجوهرنا، من نفس طبيعة العذراء وجوهرها، مولود منهما فهو ثمرة بطنها. وهو كإنسان شابهنا في كل شئ من لحم ودم وعظام وروح إنسانية عاقلة ونفس إنسانية. انه مولود من العذراء وكإنسان بدأ في العذراء وتكون منها وفيها وكإنسان حبلت به وكإنسان ولد منها وهو ابنها. قبل التجسد كان اللاهوت ولم يكن الناسوت، وقبل العذراء مريم لم يكن للناسوت أي وجود وإنما وجد بعد وجودها لأنه منها. والعذراء مجبولة، فهو مجبول من العذراء، والعذراء حادثة زمنية مخلوقه وهو مولود منها، حبلت به وولدته ورضع من لبنها ودعي ابنها، ابن مريم، مع انه الموجود منذ الأزل بلاهوته فقد كان بلاهوته منذ الأزل، فهو الله الدائم الوجود، الأبدي الأزلي، غير الزمني، الذي بلا بداية وبلا نهاية. - قال القديس أثناسيوس الرسولي موضحا جوهر وطبيعة ناسوت المسيح، المسيح بناسوته، المسيح كإنسان في كتابه تجسد الكلمة: " ولكنه اتخذ جسدا من جنسنا ...، وليس ذلك فحسب، بل من عذراء طاهرة وبلا لوم، لم تعرف رجلا، جسدا طاهرا وخاليا بالحق من زرع البشر. لأنه بالحق هو القادر عل كل شيء، وبارئ كل شيء، أعد الجسد في العذراء كهيكل له، وجعله جسده بالذات، وأتخذه أداه له وفيه أعلن ذاته، وفيه حل(2). - " وهكذا إذ اخذ جسدا من أجسادنا جسدا مماثلا لطبيعتها "(3). - " فقد اخذ لنفسه جسدا لا يختلف عن جسدنا "(4). - " وإذ رأى " الكلمة " أن فساد البشرية لا يمكن أن يبطل إلا بالموت كشرط لازم، وأنه مستحيل أن يتحمل الكلمة " الموت لأنه غير مائت ولأنه ابن الآب، لهذا اخذ لنفسه جسدا قابلا للموت حتى باتحاده بالكلمة، الذي هو فوق الكل، يكون جديرا أن يموت نيابة عن الكل "(5). - " فأنه إذ أتى إلى عالمنا، واتخذ أقامته في جسد واحد بين أترابه "(6). - " لهذا إذ ابتغي منفعة البشر كان طبيعيا أن يأتي إلينا كإنسان أخذا لنفسه جسداً كسائر البشر، ليعلمهم الأمور الأرضية أي بأعمال جسده "(7). - " وما دام الجسد قد اشترك في ذات الطبيعة مع الجميع لأنه كان جسدا بشريا وان كان قد اخذ من عذراء فقط بمعجزه فريدة، فكان لابد أن يموت أيضا كسائر البشر نظرائه، لأنه كان جسدا قابلا للموت. ولكنه بفضل اتحاده " بالكلمة " لم يعد خاضعا للفساد بمقتضى طبيعته، بل خرج عن دائرة الفساد بسبب الكلمة الذي أتى ليحل فيه(8). - وجاء في رسالته إلى ادلفوس: " لأنه إن كان الجسد في حد ذاته هو جزء من عالم المخلوقات لكنه صار جسد الله "(9). و " لذلك فانه عند اكتمال الدهور أيضا فقد لبس هو نفسه ما هو مخلوق (أي الجسد) لكي يجدده مره أخري بنفسه كخالق، ولكي يستطيع أن يقيمه "(10). - وجاء في رسالته ابكتيتوس: " العذراء هي التي ولدته. وجبرائيل حمل إليها البشارة بيقين كامل ولم يقل مجرد " المولود فيك " حتى لا يظن أن الجسد غريب عنها ومجلوب إليها من الخارج، بل قال " المولود منك " لكي يعتقد الجميع أن المولود خارج منها. إذ أن الطبيعة تبين هذا بوضوح، فمن المستحيل على عذراء أن تدر لبنا أن لم تكن قد ولدت. ومن المستحيل أن الجسد يتغذى باللبن ويقمط أن لم يكن قد ولد بصورة طبيعية قبل ذلك "(11). - " وهكذا فان المولود من مريم هو بشري بالطبيعة، بحسب الكتب الإلهية، وأن جسده جسد حقيقي، وهو حقيقي لأنه نفس جسدنا، حيث أن مريم هي أمنا، لأننا نحن جميعا (هي ونحن) أيضا من آدم "(12). - " أن الجسد الذي كان فيه الكلمة لم يكن من نفس جوهر اللاهوت، بل هو حقا مولود من مريم، والكلمة نفسه لم يتحول إلى عظام ولحم، بل قد صار في الجسد ... أنه صار جسدا لا بتحوله إلى جسد بل باتخاذه جسدا حيا من أجلنا، وصار إنسانا ... وبما أن هذا هو معنى النص المشار إليه، فانهم يدينون أنفسهم أولئك الذين يظنون أن الجسد المولود من (مريم) كان موجودا قبل مريم، وأن الكلمة كان له نفس بشرية قبلها (قبل مريم) "(13). - وجاء في كتاب تجسد ربنا يسوع المسيح والمنسوب إلى القديس اثناسيوس: " لقد تم اتحاد لاهوت كلمه الله بالناسوت في أحشاء القديسة مريم، عندما نزل الكلمة من السماء، أي أن الناسوت لم يكن له وجود قبل نزول الكلمة وتجسده، بل لم يكن للناسوت أي وجود حتى قبل وجود مريم والده الإله التي ولدت من آدم "(14). - " أما هؤلاء الذين نفند آراءهم (الهراطقة، المبتدعون) فهم يتوهمون أن الكلمة متغير أو يفترضون أن تدبير الآلام هو غير حقيقي ولم يحدث، لأنهم يطلقون علي جسد المسيح أوصافا مثل " غير مخلوق " و " سمائي " و أحيانا يقولون أن الجسد " من ذات جوهر اللاهوت "(15). - وقال القديس كيرلس عمود الدين في شرح تجسد الابن الوحيد: " وإذا كان هناك أحد ما يتجرأ أو يعلم بأن الجسد الترابي (أي مريم العذراء) هو الذي ولد الطبيعة الإلهية غير الجسدانية، أو أن العذراء حبلت بالطبيعة التي هي فوق كل الخليقة، فان هذا هو الجنون بعينه، لان الطبيعة الإلهية ليست من تراب الأرض حتى تولد منه (من التراب ولا تلك الخاضعة للفساد تصبح أما لعدم الموت ولا تلك الخاضعة للموت تلد الذي هو حياه الكل، ولا غير المادي يصبح ثمره للجسد الذي بطبيعته خاضع للميلاد وله ابتداء في الزمان، الجسد لا يمكنه أن يلد الذي لا بداية له ... هكذا الكلمة هو الله لكنه تجسد أيضا وولد حسب الجسد وبطريقه بشرية، لذلك تدعي التي ولدته والدة الإله "(16). - وأيضا " لأنه عندما تجسد أخذ جسدا ارضيا من تراب الأرض، ولذلك قيل انه مات به (الجسد) مثلنا، رغم انه بطبيعته هو الحياة "(17). - وقال في تفسير يوحنا ؛ " لم يكن (جسد المسيح) خيالا أو شبحا استتر في شكل بشري، أو كما يدعي البعض جسدا روحيا من مادة خاصة أثيرية مختلفة تماما عن الجسد الذي علق علي الصليب، وهذا ما يفهمه البعض من تعبير " الجسد الروحي(18) "(19)، " لأنه كيف، وبأي وسيلة يمكن لأثار المسامير والجروح وتناول الطعام المادي أن تنسب لروح عارية من الجسد؟ كل هذه الأمور تناسب الجسد وأحواله وحده. وما فعله المسيح لا يعطي الفرصة لأحد لكي يعتقد أن المسيح قام (من الأموات روحا فقط)، أو أن جسده كان خيالا أو جسدا أثيريا، وهو ما يطلق عليه البعض اسم الجسد الروحي "(20). - وقال في تفسير أمثال 23: 8 ؛ " لبس جسدنا كما لو كان من الأرض "(21). - وقال تعليقا علي أمثال 1: 9 ؛ " لقد صار بيتا للحكمة، مبنيا بها، هذا الجسد العادي المولود من القديسة العذراء "(22). - وهاجم القديس اعناطيوس في أواخر القرن الأول الذين أنكروا بشرية جسد المسيح وقالوا انه كان شبه أو خيال وانه لم يتألم بالحقيقة كبشر ولكن شبه لهم: " إذا كان يسوع المسيح كما زعم الذين بلا اله، أي الملحدين لم يتألم إلا في الظاهر ... فلماذا أنا مكبل بالحديد لماذا أتوق إلى مجابهة الوحوش؟ "(23). - وقال اغريغوريوس النيزنزي في رسالة إلى كليدونيوس ضد ابوليناريوس: " وإذ قال أحد أن جسده جاء من السماء وليس من هنا أو منا (نحن) علي الرغم من انه فوقنا فليكن محروما، لان الكلمات: " الإنسان الثاني الرب من السماء " (1كو47: 15) وكما هو السماوي هكذا السماويون أيضا (1كو48: 15) " ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء " (يو13: 3) وما شابه ذلك تفهم باعتبار الاتحاد مع السماوي حتى أن كل الأشياء خلقت بالمسيح والمسيح يحل في قلوبكم "(24). - قال البابا تاودوسيوس البطريرك ال 23(528 559م): " وإذا المسيح خرج من زرع داود وأخذ شبهنا في كل شئ ما خلا الخطية فنحن اخوته بحق كما نص الرسول "(25). - وقال البابا بنيامين البطريرك ال 38 (617 656م): " الذي هو الله الكلمة صار جسدا بأقنومه وحده بدون افتراق ولا اختلاط من جسد ودم والده الإله مريم المقدسة التي هي عذراء في كل زمان. جسدا مساويا لنا متألما له نفس عاقلة ناطقة "(26). - وقال يوحنا الدمشقي: " تم التجسد الإلهي علي أثر التبشير ... إذ بعد إن قبلت العذراء القديسة (بشارة الملاك لها) حل الروح القدس عليها ... فطهرها ومنحها أيضا قوة استيعاب لاهوت الكلمة مع ولادته. وللحال ظللتها حكمه الله العلي وقوته ... فاستخلص لذاته من دمائها النقية الجزيلة الطهارة جسدا حيا، نفساً ناطقة عاقلة ... لم يتحد بجسم له أقنومه قائم في ذاته بل أنه لما حل في أحشاء العذراء القديسة وهو غير محصور في أقنومه قد أقام له جسدا حيا ذا نفس ناطقة وعاقلة، وذلك من انقي دماء الدائمة البتولية "(27). - وقال البابا مقار ال 59 (923 943م): " بمشيئة الآب وفعل الروح القدس ومن مريم الطاهرة حين ناداها رئيس الملائكة جبرائيل فحبلت من ثم بالكلمة المتأنس تسعه شهور تامة وولدت بأمر عجيب ... وهكذا ولد من العذراء "(28). - وقال البابا مينا الثاني ال 61 (948 966م): " نزل إلينا بدون مفارقة حصن أبيه وانفصاله عن جوهره وحل في بطن العذراء البتول: وإنما صنع له جسما بشريا من الروح القدس ومن دمائها الطاهرة بنفس ناطقة عاقلة من نسل إبراهيم ولذلك صار الكلمة لحما 00 "(29). - وقال ساويرس ابن المقفع أسقف الاشمونين: " انه تراءى وظهر لنا في آخر الزمان في جسد خلقه من جسم العذراء مريم "(30). - قال الأنبا بولس البوشي في ميمر له علي الميلاد: " المولود من الآب قبل الدهور ميلادا أزليا بلا ابتداء لا يدرك ولا يحد له زمان ولد اليوم للخلاص ". - وجاء في مذكرة طبيعة المسيح لقداسه البابا شنوده الثالث: " الطبيعة اللاهوتية (الله الكلمة) اتحدت بالطبيعة الناسوتية التي أخذها الكلمة (اللوجوس) من العذراء مريم بعمل الروح القدس. الروح القدس طهر وقدس مستودع العذراء طهارة كاملة حتى لا يرث المولود منها شيئا من الخطية الأصلية، وكون من دمائها جسدا اتحد به ابن الله الوحيد وقد تم هذا الاتحاد منذ اللحظة الأولى للحبل المقدس في رحم السيدة العذراء "(31). - وجاء في كتاب أنت المسيح ابن الله الحي للأنبا أغريغوريوس ردا علي سؤال " هل جسد المسيح مخلوق؟ ". " أقول نعم أن الجسد من حيث هو جسد، مخلوق، وقد تكون بالروح القدس من مريم العذراء، من دمها ولحمها ... فلذلك يقول عند دخوله إلى العالم: ذبيحة وتقدمه لم تشأ ولكن هيأت لي جسدا "(32). " ومع ذلك بعد التجسد لا نجرؤ علي أن نفصل بين ناسوت المسيح ولاهوته لأنهما منذ التجسد قد اتحدا بغير افتراق ولا انفصال ولا يجوز بتاتا أن نميز أو نفصل بين اللاهوت والناسوت أو نفرق بينهما وإذا فصلنا بين خصائص الناسوت وخصائص اللاهوت نفصل بين الخصائص فصلا ذهنيا بينهما بعد الاتحاد، لأنه اتحاد كامل لا يقبل الانفصال أو الافتراق "(33). & ثانيا: مولود غير مخلوق: س 2: إذا ما معني عبارة " مولود غير مخلوق؟ " عبارة " مولود غير مخلوق " تخص اللاهوت، الطبيعة الإلهية فالمسيح من حيث هو اله، من حيث لاهوته، فهو مولود من الآب قبل الأزمان ولادة لا مادية ولا حسية، فهو نطق الله الذاتي وعقله الناطق يصدر من ذات الآب بالولادة بلا انفصال، بولادة روحيه فوق الجنس والحس والعقل والإدراك في كامل التنزيه والتجريد والتوحيد، يصدر من ذاته وفي ذاته، فهو عقل الله ناطق، الله ناطقا، كلمه الله وقوة الله وحكمة الله ورسم جوهره. انه مولود غير مخلوق " من حيث هو كلمة الله، وكلمة الله مولود من الآب "، " أنت ابني أنا اليوم ولدتك " (مز7: 2)، فهو كلمة الله الذي هو الله نفسه: " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة (هو) الله " (يو1: 1). وعبارة " مولود غير مخلوق " وردت في قانون الإيمان الذي صدر عن مجمع نيقية سنه 325م، والذي رد بها علي بدعة اريوس الذي أنكر أزلية المسيح وولادته من ذات الآب كابن الله وكلمة الله ونطقه الذاتي العاقل وقال انه مخلوق وموجود قبل الزمان وقبل العالم ومتميز عن الآب وهو حسب اعتقاد اريوس كائن متوسط بين الآب والعالم، ورفض فكرة ولادة الابن والكلمة من ذات الله واعتبر أن الولادة لا تتفق مع روحانية الله لان الولادة تقتضي المادية كما تقتضي الشهوة الجنسية والتغير، ورفض أن يكون الابن من جوهر الآب أو أن يكون صادرا منه وإنما قال أن الابن وجد بعملية خارجية محدودة أو بفعل صادر عن أراده الآب. وهو بهذا يتجاهل أقوال وإعلانات الكتاب المقدس عن أزلية المسيح وكونه الله ذاته، الله الكلمة، عقل الله ونطقه العاقل وكلمة الله المولود منه ولادة روحية لا حسية ولا مادية وانه " مساو للآب في الجوهر " لأنه صورة الله غير المنظور المساوي الله لأنه هو الله. انه ابن الله، كلمته المولود منه بلا بداية ولا انفصال. - " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله " (يو1: 1). - " أنا هو الألف والياء البداية والنهاية يقول الرب الإله الكائن والذي كان والذي يأتي " (رؤ8: 1). - " أنا هو الألف والياء. الأول والأخر " (رؤ11: 1). - " أنا الألف والياء الأول والأخر. البداية والنهاية " (رؤ13: 22). - " ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل " (مي5: 2). - " الكل به وله قد خلق وهو قبل كل شئ وفيه يقوم الكل " (كو17: 1). انه البدء ومبدىء الحياة، الله، الأزلي الأبدي، الذي بلا بداية وبلا نهاية، الدائم الوجود، غير الزمني، الذي لا يحد. ولم يكن هناك وقت لم يكن، فهو كلمة اللهالذاتي الذي لا يحد. ولم يكن هناك وقت لم يكن فيه، فهو كلمة الله الذاتي الأزلي ولم يكن هناك وقت كان الله فيه بدون عقله وكلمته " منذ وجوده أنا هناك " (اش16: 48). - قال القديس امبروسيوس: " الابن هو قبل الزمن وخالقه ولا يمكن أن يكون قد بدأ في الوجود بعد خليقته "(34). - وقال القديس اثناسيوس الرسولي: " كلمته أزلي وهو ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور اله حق من اله حق، مساو للآب في الجوهر الذي به كان كل شئ ولم يكن قبل وجوده زمان ولا بدء له ... قبل كل الدهور كلها وليس بمكون ولا كان من بعد أن لم يكن "(35). وقد جاء نص قانون الإيمان النيقاوي الذي رد فيه علي إنكار اريوس لأزلية المسيح هكذا: " نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور اله حق من اله حق، مولود غير مخلوق مساو للآب في الجوهر، الذي به كان كل شئ الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس ". واضح هنا انه مولود من الآب قبل كل الدهور كإله، كالله الكلمة، بلاهوته وان ولادته من الآب هي المقصود بها انه مولود غير مخلوق، مولود من ذات جوهر الآب بلا انفصال وليس مخلوق كما قال أريوس. وانه مساو للآب في الجوهر أو واحد مع الآب في الجوهر كما قال: - " أنا والآب واحد " (يو30: 10) - " كل ما للآب هو لي " (يو15: 16) - " من رآني فقد رأي الآب أنا في الآب والآب فيّ " (يو9: 14،10). والملاحظ في تسلسل قانون الإيمان انه يتكلم عنه كإله أولا، مولود من الآب قبل كل الأزمان وليس مخلوق وانه خالق كل شئ ثم يحدث عن تجسده أو ميلاده من العذراء في " ملء الزمان " تجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس ". فالمسيح له ميلادان، ميلاد أزلي من ذات الله الآب وفي ذاته بلا انفصال " الابن الوحيد الذي في حضن الآب (يو18: 1)، فهو كلمة الله ونطقه العاقل، الله الكلمة، الله ناطقا، وميلاد زمني من مريم العذراء في ملء الزمان الذي هو تجسده، ميلاد أزلي دائم وغير منفصل وهو الذي يعبر عنه قانون الإيمان بقوله: " مولود غير مخلوق "، وميلاد زمني له بداية، حادث ويعبر عنه قانون الإيمان بالقول: " نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس "، فهو أزلي زمني في آن واحد، أزلي كإله، باعتبار لاهوته وزمني كإنسان باعتبار ناسوته. - قال القديس كيرلس الإسكندري: " أن المسيح الواحد هو عينه الابن الوحيد المولود من الآب. وهو ذاته البكر بين أخوه كثيرين. هو عينه أزلي كإله، وهو ذاته مولود في الزمان جسديا. هو ذاته قدوس حسبما هو اله، وهو ذاته تقدس معنا لما طهر أنسانا "(36). --- (1) طبيعة المسيح لقداسة البابا شنوده الثالث ص 9. (2) تجسد الكلمة ف3: 8. (3) السابق ف 4: 8. (4)
3. احمد 21 يناير 2017 - 02:12 بتوقيت القدس
وانا كمان اشهد وانا كمان اشهد
بس باشهد بان لا اله الا الله وان سيدنا وحبيبنا المصطفى محمدا رسول الله دا العنوان والعون الصح لاى انسان (اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله) حصن والحق نفسك طبعا مفيش شجاعة بنشر التعليق بتاعى عارف والله
3.1. الكاتب 21 يناير 2017 - 15:17 بتوقيت القدس
شهادتنا توحيد أمّا شهادتك شرك
سلام السيد المسيح معك. واضح لي أنك علّقت بدون قراءة جزءَي المقالة، وهذا يا أحمد ليس من الحكمة. وواضح أيضا أنك ذكرت اسمك الأول فقط إمّا خجلا أو خشية عار من هذا الرد على تعليقك، في وقت أثبت لك القائمون على الموقع شجاعة بعد نشر تعليقك، لأنّ مَن معه الحقّ لا يخشى شيئا. والأهم أنك أقسمت بالله باطلًا بقولك "عارف والله" وقد ثبت لك الآن أنك لست بعارف. فقسمك يدلّ على أنك لا تعرف الله جيّدًا، لأن مؤلّف القرآن حاول تشويه صورة الله، إذ اخترع له إلهًا (يسارع في تحقيق هواه) كما قالت السيدة عائشة. فاقرإ الكتاب المقدَّس لكي تعرف الله جيّدا فلا تقسم بالله باطلا مرة أخرى! أمّا بعد فإنّ السيد المسيح هو صورة الله على الأرض، كما ثبت في هذه المقالة بجزءيها. وأمّا شهادتك فقد دلّت على إشراكك العبد الخاطئ بالله، جهلًا منك، أنت وسائر الإخوة من المسلمين والمسلمات. فإن أردت شهادة التوحيد فهي (لا إله إلّا الله) فقط! لكن الرسول المزيَّف الذي تتبعه أشرك نفسه بالله فلم يعتبر المؤمن بالله مسلمًا ما لم يشرك به شهادة التوحيد. أدعوك تاليًا إلى قراءة هذه المقالة بهدوء وإلى أن تسأل عقلك وضميرك، بعد أن تعرف الله جيّدًا، السؤال التالي: هل من العقلانية أن يرسل الله نبيًّا من بعد المسيح مخلِّص العالم أجمع، والسيد المسيح هو {الألف والياء، البداية والنهاية، الأوّل والآخِر}؟ المزيد في مقالة الكاتب "النّبوّة والنّبيّ" على صفحات هذا الموقع: https://www.linga.org/varities-articles/ODI2MQ وأدعوك إلى مراجعة "العون الصح" بدون أن تنسى أن السيد المسيح قد ضمن لأتباعه الحياة الأبدية إذا التزموا والتَزَمْنَ بوصاياه وتعاليمه، كما في الإنجيل. عِلمًا أنّ "سيدك" غير مصطفى إطلاقًا، فالكلام الذي لا برهان عليه هراء! بل لم يضمن "حبيبك" الجنة لنفسه في حديث صحيح رواه كل من البخاري ومسلم (لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلّا أن يتغمّدني الله برحمته) فكيف ربطت مصيرك الأبدي بهذا الماكر المُضِلّ، أم نسيت أنْ كان له قرين من الجنّ (الشياطين) وأنّهم دخلوا في دينه المزعوم، حسب ما ورد في سورة الجنّ (وإنّا منّا المسلمون) ولهم جامع باٌسمهم في السعودية؟ واكتفيت بهذا القدر.
4. محمد صابر 05 ديسمبر 2017 - 20:31 بتوقيت القدس
المسيح المسيح
من الذي بعث يسوع ومن الذي بعث محمد
4.1. الكاتب 06 ديسمبر 2017 - 12:15 بتوقيت القدس
مِن ثِمَارِهِمْ تَعرِفونَهُمْ- متّى 7: 16
لما أتى الرب يسوع ملخِّصًا وصايا الله بالمحبة عامِلا بها وبآيات (معجزات) وأمثال، عرف أتباعه أنه مرسَل من الله {لأن الله محبة}+ 1يوحنّا 4: 8 أما الذي ادّعى الرحمة ومكارم الأخلاق وأتى برذائل الأخلاق وليس في قلبه ذرة رحمة فلا شكّ في أن الذي أرسله هو إبليس {ذاك كان قتّالا للناس من البدء، ولم يثبت في الحقّ لأنه ليس فيه حقّ. متى تكلّم بالكذب فإنما يتكلّم ممّا له، لأنه كذّاب وأبو الكذاب}+ يوحنّا 8: 44 لكن العتب في رأيي ليس عليه، إذ مات ودُفِن وتعفّن، بل على الأغبياء، إذ لم يفحصوا واحدًا من مزاعمه ولم يضعوه تحت مجهر البحث، بل صدّقوه، لكنّهم لو عرفوا الله- إله الكتاب المقدَّس- لما صدّقوه! فانطبق عليهم قول الشاعر المتنبّي: يا أمّة ضحكت من جهلها الأممُ