هناك مقولة متداولة بين الاقباط في مصر وبين المسيحيين من مختلف الطوائف في غالبية دول شرق الأوسط: "بعد السبت يأتي الأحد". وربما يتساءل القارئ، ما المقصود بهذا الكلام؟ وهنا أوضح الفكرة المتداولة، الاسلاميون المتشددون لا يحبون اليهود والمسيحيين (اهل الكتاب)، وسيعملون على طرد اليهود (يوم السبت) من أراضيهم، وعندما ينجحون في ذلك سيعملون على طرد المسيحيين (يوم الاحد) منها ايضا.
وفي مقال للكاتبة ليلى جلبرت، تذكر فيه قصة سيدة يهودية كانت تعيش مع عائلتها في سنوات الستين في مصر، قالت ان السيدة هربت مع عائلتها عام 1969 بعد أن قضى والدها ثلاثة سنوات في السجون المصرية وبعد أن وقع على وثائق تنازلية لأملاك عائلته لصالح الحكومة المصرية. وتذكر الكاتبة، أن السيدة ما زالت تتذكر (كانت ابنة 11 عاما) قول جارتها القبطية لوالدتها: "الآن يطاردون اليهود، وعندما يطردوكم سيلاحقون المسيحيين، نحن نعلم بهذا".
ومع ان الصحافة العربية لا تُركّز على المعاناة التي عاشتها الكثير من العائلات اليهودية في مصر، الا ان اليهود اللاجئين من مصر ما زالوا يتذكرونها ويذكرون قصص آبائهم وأجدادهم في المجلات الصحفية او على مواقع الانترنت.
لقد طارد الاسلاميون الأقلية اليهودية في مصر منذ عشرات السنين، وها التاريخ يعود من جديد لنجد أن الاسلاميين المتطرفين يهاجمون المسيحيين الآمنين في بيوتهم ويحرقون كنائسهم، يخطفون بناتهم ويقتلون أبنائهم وابائهم. لم يكتفوا بهذا بل قتلوا ايضا رجال الدين المسيحيين المسالمين.
ومع أن الأحد قد جاء الا ان ايمان المسيحيين الأقباط أقوى من كل العبارات، لانهم يعلنون على الملا قول الكتاب المقدس: "مبارك شعبي مصر" و "من مصر دعوت ابني" ليتمسكوا بمصر وبترابها وبوطنها ويفتخرون بذكر الشعب المصري بالكتاب المقدس. ومع الهجرة الكثيرة للأقباط الى الدول الغربية الا ان هناك بقية تُكمل المسيرة وترفع اسم المسيح عاليًا بين المصريين المسيحيين والمسلمين وتقول لهم: نُحبكم كما احب المسيح الكنيسة.