خَسِئتَ يا ناكرَ الجَميلِ

خَسِئتَ يا ناكرَ الجَميلِ، لا خَيرَ في عُمْرِكَ الطّويلِ، نسِيتَ خُبزًا نسيتَ مِلحًا، ولُذتَ بالعَلقمِ المعـسولِ، آوَتكَ دارٌ في يوم ضيقٍ، فقلتَ: باتتْ مِن الطُّلولِ، كما تناسيتَ ألفَ فضْلٍ، عليكَ مِن صاحب الفضولِ، فهلْ تناسيتَ ليس إلّـا، وفضْلُهُ ليس بالقليلِ؟
21 أكتوبر 2012 - 09:46 بتوقيت القدس

خَسِئتَ يا ناكرَ الجَميلِ * لا خَيرَ في عُمْرِكَ الطّويلِ

نسِيتَ خُبزًا نسيتَ مِلحًا * ولُذتَ بالعَلقمِ المعـسولِ

آوَتكَ دارٌ في يوم ضيقٍ * فقلتَ: باتتْ مِن الطُّلولِ

كما تناسيتَ ألفَ فضْلٍ * عليكَ مِن صاحب الفضولِ

فهلْ تناسيتَ ليس إلّـا * وفضْلُهُ ليس بالقليلِ؟

يسوعُ أعطاكَ كُلّ يوم * زادًا وفي أصعب الفصولِ

يسوعُ أعطى بدون مَنٍّ * عليكَ مِن أطْيَب الحقولِ

ما نسِيَ النّاسَ وهْوَ أعلى * هُناكَ في مَجْدِهِ الأثيلِ

فاٌفتقدَ النّاسَ واٌفتداها * لحُبِّهِ ليس مِن مثيلِ

ما الشّكرُ كافٍ ولا مديحٌ * إذا تأمّلتَ في البَديلِ

بديلُ فضلٍ على قياسٍ * ودُونَهُ: مَوقِفٌ بُطُولي

إنْ حان وقتٌ لِرَدِّ فضلٍ * فرُدَّهُ دونما تأجيلِ

لصاحب الفضلِ أو سِواهُ * أو فاٌسْعَ للجُود في سبيلِ

خيرٌ إذا قيلَ عنكَ يومًا * هذا فتىً مِن بني الأصولِ

أنعِمْ بذا الحاتِميّ جَذرًا * أنعِمْ بفحلٍ مِن الفحولِ

فذا فتىً يستحقّ مدحًا * كخادِمِ الرَّبِّ والإنجيلِ

الخادم النّاس دون أجرٍ * منها ولا بعضِها مأمولِ

إلّـا مِن الرّبّ فهْوَ أدرى * بكُلّ فِعلٍ لهُ مفعولِ

أدرى بأفعالنا جميعًا * عيناهُ في رصْدِ كُلّ جيلِ

بئسَ الفتى الجِبْسُ يومَ وافى * مُقابلَ الفضل بالرّذيلِ

شَتّان ما بين مَن تناسى * وبين مَن جادَ بالدّليلِ

وصارخٍ في الورى اٌعترافًا * بفضل ربّ الورى الجليلِ

معترفًا بالمسيحِ ربًّا * مُجاهِرًا ليس كالخَجُولِ

مستشهِدًا دونما اٌكتراثٍ * للهَول والذّلّ والتّنكيلِ

كذا اٌستفانوسُ يوم ضحّى * بنفسِهِ واضحَ المُيولِ

تلاهُ آباؤنا الغيارى * على المسيحيّةِ الثَّكُولِ

كمْ فَقدَتْ مِنْ مُبشِّريها * فاٌنتشرتْ مِن خُطى رسولِ

كواعِظٍ صوتُهُ جَهيرٌ * وراهبٍ صامتٍ بتولِ

آثارُها في ذُرى جبالٍ * وفي هِضاب وفي سُهُولِ

الفضلُ للرّبّ كُلّ حينٍ * في كُلّ شِبرٍ وكُلّ مِيلِ

بكُلّ شيءٍ على البَرايا * لا لنشيطٍ ولا كَسُولِ

مِن فضلِهِ جادَ بالعطايا * ذو الجودِ والفضلِ والجميلِ

* * *

تمّت كتابتها على وزن بحر المضطرب فجر الأحد الموافق 21.10.2012 من فضل ربّ المجد يسوع المسيح- آمين

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. جميل داود 21 أكتوبر 2012 - 13:19 بتوقيت القدس
"وراهبٍ صامتٍ بتولِ" "وراهبٍ صامتٍ بتولِ"
اخي رياض، اشكر على الاشعار التي تنشرها فإني استمتع فيها جدا والرب يباركك. عندي ملحوظة، " وراهبٍ صامتٍ بتولِ " لا يوجد رهبان في الكتاب المقدس وفكر الرهبنة من اساسه غريب عن الايمان المسيحي وتعاليم الكتاب المقدس. كذلك عجز البيت هذا اعتقد بانه دخيل على شعرك ولا يدعم فكر البيت. الرب يباركك وارجو قراءة المزيد من اشعارك عن قريب
2. رياض الحبيّب 22 أكتوبر 2012 - 09:58 بتوقيت القدس
إلى الأخ جميل داود المحترم إلى الأخ جميل داود المحترم
سلامًا ونعمة. سأجيب على ما تفضلت به مشكورًا بمقالة. توجد مشكلة في حقل التعليقات هنا، لذا لم يستلم الموقع جوابي. الرب يبارك حياتك أيضًا
2.1. جميل داود 22 أكتوبر 2012 - 12:08 بتوقيت القدس
شكرا على اهتمامك والرب يباركك
3. رياض الحبيّب 22 أكتوبر 2012 - 12:42 بتوقيت القدس
سؤال إلى الأخ جميل داود المحترم سؤال إلى الأخ جميل داود المحترم
سلامًا ونعمة. أردت، قبل كتابة المقالة، أن أعرف ما هو فكر الرهبنة في نظرك؟ وأرجو في ضوء إجابتك الكريمة أن تحدّد لي ما الشيء الغريب في هذا الفكر عن الإيمان المسيحي وعن تعاليم الكتاب المقدّس؟ مع الشكر والتقدير
3.1. جميل داود 22 أكتوبر 2012 - 20:49 بتوقيت القدس
ما هي الرهبنة
بحسب ما قرأت عن الرهبنة في المواقع المختلفة على شبكة المعلومات يتكلم عن اشخاص اعتزلوا العالم منفردين في كهوف واديره في فترة متأخرة. كما يقول هذا الموقع الارثوذكسي: http://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa/Dictionary-of-Coptic-Ritual-Terms/4-Coptic-Terminology_Reh-Zein/Rahbana__Monasticism.html اما من جهة بماذا هذا يتعارض مع تعاليم الكتاب: الله لم يدعنا لنخرج من العالم بل ارسلنا للعالم لو 10: 3، مر 16: 15، مت 28: 19. هذا على عكس ما يدعو اليه مبدأ التنسك. هناك نوع اخر من الرهبنه الذي يعتزل فيه الانسان (رجل او امرأة) عن الحياة الزوجية ومع هذا يحافظ على خدمته للمجتمع ولكنني لا اعتقد بان عجز البيت يتكلم عن هذا النوع لانك تكلمت عن صمت الراهب، الا اذا كنت قد اسأت الفهم الرب يباركك اخي رياض
3.2. رياض الحبيّب 23 أكتوبر 2012 - 08:46 بتوقيت القدس
الرهبنة والعالم 2
والرب قد اختار تلاميذه الإثني عشر. والروح القدس هو المرشد الوحيد لطريق المؤمن والمؤمنة. وبعض الكنائس اختارت أساقفة من بين الرهبان، مثالا حديثا: البابا شنودة الثالث- وهو من أعظم الكارزين بالإنجيل في عصرنا. ولقد عشت في عدد من الأديرة وتنقلت بين دول العالم فكانت الأديرة من معالم انتشار المسيحية في أصعب الأماكن، لذلك قلت: كواعظ صوتُهُ جهيرٌ * وراهب صامت بتولِ. ولا أزال عند وعدي: كتابة مقالة عن الرهبنة- قريبًا- لعرض أصولها الكتابية. والرب يبارك حياتك
3.3. رياض الحبيّب 23 أكتوبر 2012 - 08:47 بتوقيت القدس
الرهبنة والعالم 1
سلام المسيح ونعمته معك أخي العزيز جميل داود. هناك أيضًا على الإنترنت كتاب "بستان الرهبان" لآباء الكنيسة القبطية وفيه معلومات كثيرة ومنها تعريف معنى الرهبنة من فم الراهب باخوميوس: (الصوم بمقدار والصلاة بمداومة وعفة الجسد وطهارة القلب وسكوت اللسان وحفظ النظر والتعب بقدر الإمكان والزهد في كل شيء) والرهبنة دعوة خاصّة
3.4. جميل داود 23 أكتوبر 2012 - 13:39 بتوقيت القدس
سلام اخي رياض
1- بالنسبة للتعريف الذي تفضلت به، هذا لا ينبغي ان يقتصر على الرهبنة بل على كل مؤمن يبغي العيش على تعاليم الرب يسوع وانني ارى تشابها كبيرا بين هذا التعريف والآية التي تتكلم عن سلوك الرب يسوع (مثالًا للمؤمن الحقيقي) اش 42: 2- 4. طبعاً ليس لدي مشكلة مع هذا التعريف. 2- المثال الذي تقدمت به لا يصف حالة الرهبان الصامتين كما ورد في شعرك بل يتكلم عن النوع الثاني الذي كنت قد وصفته في تعليقي رقم 3.1 3- للتوضيح، لو استبدلت كلمة صمت بحياة لكي يصبح البيت "كواعِظٍ صوتُهُ جَهيرٌ * وراهبٍ يحيا بتولِ" لكنت وافقت معك فأقوى كرازة في نظري هي الحياة العملية مع العلم انني لا اشترك في عقيدتي مع جزء من تعاليم الرهبان امثال البابا شنودة وغيرهم. الرب يباركك وانا في تشوق لقراءة مقالك عن الرهبنة بحسب الكتاب المقدس وخصوصا انني لم اقرأ عن شخص في العهد الجديد مارس الرهبنة كما نراها اليوم
3.5. رياض الحبيّب 23 أكتوبر 2012 - 16:44 بتوقيت القدس
شكرًا أخي جميل داود على متابعتك
هذا البيت متعلّق بالبيت السابق بوجود كاف التشبيه في قولي: كواعظ؛ أي أنّ الرسول المبشّر مثل واعظ صوته جهير مسموع حين يعظ من جهة وهو في الوقت نفسه مثل راهب متبتّل صامت- والمراد بالصامت: يعمل بصمت، أي يخدم الناس بدون شكوى ومنّة وافتخار. هذا ما لمست بنفسي خلال العيش مع الرهبان. قدوتي: بولس الرسول
4. جميل بربارة 22 أكتوبر 2012 - 16:25 بتوقيت القدس
مُلفت مُلفت
هل للرهبنة علاقة بما مذكور في الكتاب، متى 19: 12 بالتحديد، "لانه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم.ويوجد خصيان خصاهم الناس.ويوجد خصيان خصوا انفسهم لاجل ملكوت السموات.من استطاع ان يقبل فليقبل"
4.1. رياض الحبيّب 23 أكتوبر 2012 - 11:19 بتوقيت القدس
الأخ الصديق جميل بربارة: شكرًا، أحسنت
سلامًا ونعمة. وشكرًا جزيلا لك على وضع هذه الآية التي في الأصحاح 19 وهناك أيضًا دلالات أخرى في الأصحاح نفسه. ولا شكّ في أن الرهبان الذين وضعوا مبادئ الرهبنة الثلاثة (الفقر والطاعة والعفة) قد وضعوا هذا الجزء {ويوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السموات} وغيره في نظر الاعتبار. والرب يبارك حياتك