إبداعات التّوازن في المحبة!

المحبة تُسامح ولا تنتقم لنفسها, لكنها لا تتساهل مع الشر, ولا تُظهر النعمة على حساب البر. إنها أبداً تصنع التوازن بين الحق والرأفة, العدل والرحمة, والتأديب والبركة. (تك42:7).
23 يونيو 2010 - 12:29 بتوقيت القدس

المحبة تُسامح ولا تنتقم لنفسها, لكنها لا تتساهل مع الشر, ولا تُظهر النعمة على حساب البر. إنها أبداً تصنع التوازن بين الحق والرأفة, العدل والرحمة, والتأديب والبركة. (تك42:7).
المحبة تتظاهر أحيانا بالجفاء وعدم الإهتمام، وذلك بمعاملاتها الجارحة لقصدِ حكمةٍ عميقة ومجيدة. على أنّها تُظهر وفرة المودّة وتغدق فيض اللّطف في وقت معيّن، بعدما تتمم مقصدها من كل المتاعب الموزونة! (تك42:9,24 -45:1,15).

المحبة تهرع لمعونة طالبيها ولا تُهملهم, غير أنها لا تتحرّك بعواطف طبيعية غير منضبطة. فهي تنتظر تعليمات الآب وإرشاد ضوئه الأخضر, وتصل إمداداتها في حينها, لا لتشفي العليل بل لتقيمه بعد أن أنتن. (يوحنا11:6). وهكذا هي دائماً تأتي بنتائجَ على نحو أعظم وأروع وأبهج!
المحبة تحوِّل, على الدوام, الخد الآخر, فيما بشجاعة تُواجِه المعتدي اللاّطم: "إن كنتُ قد تكلمت ردياً فاشهد على الرّدي, وإن حسنا فلماذا تضربني؟"( يو18:23 ).
.
المحبّة.. فمع أنّها لا تتفادى من مكابدة الخسائر والتّضحيات في سبيل تعظيم الله ولخير الآخرين، مهما بلغت التّكلفة، ولا ترفض قط كأس المر والمعاناة المقدّم لها من السّماء، وكذلك لا تتوانى عن دخول منطقة الآلام والصًّلب والموت طالما كان ذلك بمشورة الله المحتومة، إلاّ أنها لا تجلب على نفسها أوجاع ألم من جرّاء اقتحام أو تداخل في أمور الغير، وهي لا تنشد العذاب لمجرّد العذاب في ذاته، كما أنها لا تُعرِّض بنَزقٍ طيْشٍ نفسها لمخاطر مفتعلة من أجل كسب شهرة الإستشهاد. إنها لا تفتقر إلى الحكمة حتى تقف في طريق ثور هائج لتتصدّى بصدرها الرّحب لقرنيه الحادّتين!

المحبة تحب الخطاة إلى المنتهى, ولكنها تمقت الخطيئة كذلك إلى المنتهى. 
المحبة تحب حتى الأعداء وتطلب لأجلهم الصفح, إنّما هي ليست بساذجة أو رعناء حتى تَظهر ذاتها بعد القيامة لبيلاطس وقيافا أو للمتدينين القتلة, بل تَكون مرئيّة فقط من المريمات ومن التلاميذ المؤمنين.
المحبة تحب أبناءها وبناتها جدًّا, غير أنها لا تمنع عنهم عصا التأديب, والجلْد, والتدريبات المؤلمة       والُمنْضِجة في آن. فهذه كلُّها في الوقت الحاضر لا غنى عنها بتاتاً. (عب11:6،11).
المحبة لا تدع أمراً يأتي مصادفة في الطّريق في حياة أحبائها المؤمنين, فخيبات الأمل هي هدايا يديها المثقوبتين في علب بشعة, والعلاقات المحطّمة هي قنوات للبركات الآتية من سمائها. أجل, إن المحبة تفضل أن تمنح الضيق ومعه دسم الحياة على توفير السعادة ومعها هُزال الروح!

المحبّة لا تُعنى بالمشاعر العاطفيّة بقدر ما تتعلّق بالإرادة وبالإستعداد لبذل أغلى ما لديها- حتى نفسها- من أجل توفير أعظم الفوائد والخيرات لأناس غير مستحقين لها نظيرنا. 
أقصى الحب هو أنْ " لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ"(يو15:13)؛
أمّا المحبّة التي نحن بصددها فهي أبعد من أن تُستقصى:" وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ-أي أعداء- مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا" (رو5:8).
المحبّة هي لغز ألغاز كُنه الله والمفتاح لحلِّه، وهي أيضاً سبب الأسباب الكامن وراء جميع أعماله في الخلْق والفداء والعناية...
المحبة هي طبيعة الله ونشاطاتها البديعة. " ومَن لا يُحب لم يعرف الله، لأنّ الله محبة" (1يو4:8).

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. ابن الملك 24 يونيو 2010 - 17:19 بتوقيت القدس
المسيح محبتنا المسيح محبتنا
لا أحد يستطيع أن يختبر هذا التّوازن ويعيش تلك المحبة بدون المسيح الذي هو المحبة المتجسد...فهو برنا وحكمتنا.. كذلك هو محبتنا شكراً كثيراً
2. الأب موسى دانيال 24 يونيو 2010 - 17:23 بتوقيت القدس
المحبة لا تتجمل المحبة لا تتجمل
اعتقد ان كان هناك اى امر مقبول فى هذا المقال فهو الأيات التى ختم بها الشخص الكاتب المقال وهى فى رومية 5:8 ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة اعداء مات المسيح لأجلنا احبائى للأسف ليس العبرة فى اى مقال يكنب ان يبرز ويعلن الشخص الكاتب دوافعه واهدافه واراءه بطريقة خفية مستشهدا بذلك بأيات كتابية حتى يدعم مايريد ان يقوله وفى نفس الوقت يجعل من الأمر ترقيع لأيات هنا وهناك من خلالها يعلن ما فى داخله وحده فقط من صفا ودوافع قالرب علمنا ان نفحص كل الأمور بمجهر وبأرشاد الروح القدس فمثلا بأقتباس من هذا المقال فمن اين اتيت بأن المحبة تتظاهر احيانا بالجفاء وعدم الأهتمام وبالمعاملات الجارحة احيانا اسفا ان اقول ان هذا ليس فيه اى حكمة ولا فيه اى وفرة فى اى وفرة فى المحبة هذا ليس ألا قصر زيل ففاقد الشئ لا يعطيه فعندما نرى ونرصد تحركات الرب يسوع كان عندما يرى احد فى احتياج لمساعدة او لشفاء أو لأى امر ان كان كان الوحى يقول عنه مصطلع تحنن الرب يسوع فكان الرب دائما يظهر الحب ولا يخفيه فقد تقول لى ولكن هناك كان الرب يتأخر عن شئ معين مثلما صار مع اقامة لعازر من الأموات فالرب لم يكن موجود فى تلك الأوقات وهنا فرق كبير فهناك من يصنع اخطاء فى سلوكياته مع الأخرين ويحاول ان يتشبه بمواقف الرب يسوع فى محبته للأنسان مثلما ايضا لماذا تلطمنى ان كنت لم افعل رديا فلماذا تضربنى فلنلاحظ امرين الأول ان الرب اراد من خلال تأخيرة على حادثة لعازر كذا امر اولا لتمجيد ذاته من خلال سلطانه الألهى ثانيا تعليم رفقائه ان يكون لديهم الصبر فى التعامل مع الأزمات والمواقف غير مندفعين او متسرعين فى ردود الأفعال والقرارات فنخطأ ونخرب بدلا من ان نعالج والأمر نفسه فى حادثة لطم المسيح من الجندى فالرب قال له بمحبة لماذا تلطمنى ولم يستخدم نفس اسلوب الجندى فى انه كان من المفترض ان يلطمه مثلا والأمر ايضا يتكرر عندما اتو الفريسين والكهنة بجنودهم لكى يمسكوا الرب يسوع وعندما استل بطرس سيفه ضاربا بعرض الحائط تعليم السيد وهو من يتعامل بلغة السيف فالبسيف يقبل ويعامل لذلك احبائى دعونا ان لا نتجمل فى ااعلان افكارنا مستغلين ومستشهدين بتعاليم الكتاب المقدس بشكل يتناسب مع افكارنا وسلوكياتنا فويلا لنا اذا شابهنا الكتبة والفريسين فى تقديرهم للأمور على حساب كلمة الرب فمحبة المسيح ليست محبة كلام بل فعل وسلوك كما ان المسيحية ليست نظريات بل اختبارات والمحبة تستر ولا تفضح والمحبة تتأنى وترفق ولا تطلب شيئا لنفسها والمحبة تصبر حتى على كل مصائبها وبلواها ولا تطلب الأنتقام لنفسها والمحبة لا تتظاهر بالجفاء او بالحب لمجرد انن اخفقنا فى اشياء واردنا ان نجملها على حساب كلمة الرب فالمحبة لا تتجمل
3. ناقد وبار 25 يونيو 2010 - 15:15 بتوقيت القدس
نقد وتعليق نقد وتعليق
نقد وتعليق على(إبداعات التّوازن في المحبة!) 1- لقد فات الكاتب أن يذكر في هذا المجال العدد الرّائع: " المحبّة لا تسقط أبداً". 2- صورة الفيل فوق الكرة معبرة ومثيرة للضّحك، ويمكن أن يُقال إنّ عمل توازن لفيل فوق كرة عاديّة أقل صعوبة بكثير من عمل توازنات المحبة المذكورة! 3- قول الكاتب:" المحبة تتظاهر أحيانا بالجفاء وعدم الإهتمام، وذلك بمعاملاتها الجارحة لقصدِ حكمةٍ..." هو صعب الفهم لولا وجود شاهدين:(تك42:9,24 -45:1,15). حيث أوضحا لنا طريقة تعامل يوسف مع اخوته بجفاء وشدّة وقد تنكّر لهم...ليقودهم إلى التوبة والإعتراف بجرمهم...ثم بعد ذلك عانقهم وباركهم ورحّب لهم. والمسيح هو يوسفنا الحقيقي. 4- هناك تعامل- شبيه لما ذُكر- يتسم بالقسوة الظاهرة، الذي خلفه القلب الإلهي النّابض بالمحبّة، في سفر النشيد الإصحاح الخامس، حيث الحبيب والحرس الطائف في المدينة يعاملون العروس بكل صدٍّ وإيلامٍ...إنها تدريبات الرب المحب لنا لإيقاظنا وإنضاجنا وتقويمنا. 5- أعتقد أن الكاتب يقصد بالمحبة هنا شخص الرب يسوع المحبة المتجسِّد أكثر منها بمعنى الفضيلة أو بصفتها صفة أخلاقيّة سامية. 6- لا بد من القول أن المقال يتصف بشفافيّة الأفكار وتسلسلها حسب الترتيب الكتابي للشواهد الواردة فية التي تستعين بالأحداث والمواقف المنتقاة بعناية بالغة ودراسة متأنية وبصورة تراتبيّة لتبيان طبيعة المحبة وأسلوبها ومقاصدها لمجد الله وخيرنا. 7- ممكن أن يكون العنوان: إبداعات المحبّة في التّوازن! بدل إبداعات التّوازن في المحبة! 8- صلاتي أن ندرك جميعنا محبة المسيح الفائقة المعرفة في كل شيء. مع الشكر والمحبة.