هل أنت زعيم أم قائد؟

يعتمد الزعيم على السلطة بينما يشدد القائد على الرغبة. ويزرع الزعيم الخوف في اتباعه بينما يزرع القائد الحماس عند كل من يسمعه. ويتمحور حديث الزعيم حول نفسه قائلا: أنا ... وأنا .... أما القائد فيشدد على المعية مستخدما كلمة "نحن".
10 أكتوبر 2010 - 10:44 بتوقيت القدس

يعتمد الزعيم على السلطة بينما يشدد القائد على الرغبة. ويزرع الزعيم الخوف في اتباعه بينما يزرع القائد الحماس عند كل من يسمعه. ويتمحور حديث الزعيم حول نفسه قائلا: أنا ... وأنا .... أما القائد فيشدد على المعية مستخدما كلمة "نحن". وعندما تحدث الاخطاء يلوم الزعيم الآخرين ويبرز الأخطاء أما القائد فيبحث عن الحلول. وبينما يعرف الزعيم الأمور والقواعد والقوانين فإنه يختلف عن القائد الذي لا يعرف القوانين فحسب، بل يكون مثالا في صنعها. ويختبئ الزعيم أو يهرب عندما تكثر المشاكل أما القائد فيواجه الخطر بنعمة الله ويكون مثل الراعي الصالح الذي واجه الذئب وصارعه حتى الموت ليحافظ على خرافه. ويشعر الزعيم بتهديد كلما يكتشف شخصا موهوبا بينما يفرح القائد بنعمة الله في حياة اخوته واخواته إذ ينظر إليهم من منظار الجسد المشترك وليس من خلال عدسة المنافسة.

ولقد كان الرب يسوع المسيح مثالا في القيادة. فنجده في يوحنا الفصل الثالث عشر يقدم لنا تعليما خالدا عن جوهر القيادة. يقول الكتاب أن يسوع قد احب خاصته (يو 13: 1). إن المحبة هي أسمى ما يمتلكه القائد وهي الوسيلة الناجحة لتحفيز الآخرين على السلوك الصحيح وتبني القيم السامية. ولقد أحب المسيح تلاميذه إلى المنتهى أي أنه احبهم إلى آخر لحظة في حياته على الأرض. فبالرغم من تقصيراتهم وخيانتهم وضعفهم تمسك بهم وحارب من أجلهم حتى النهاية. فأعطاهم مثالا عن القائد المحب. وأحبهم إلى المنتهى أي إلى اقصى حد. فبالرغم من انكار بطرس وهروب التلاميذ وخيانة يهوذا ثبّت يسوع وجهه إلى اورشليم حيث ينتظره الصليب، علامة محبة الله وقداسته. لقد كان يسوع قائدا ولم يرغب أن يكون ملكا زعيما.

ولقد قدم يوحنا تعليم المسيح عن المحبة (يو 13: 34 – 35) في سياق عجيب إذ تحدث عن خيانة يهوذا (يو 13: 18 – 29) وعن انكار بطرس (يو 13: 36 – 38). وأبرز بينهما وصية المحبة مؤكدا أن محبة قادة المسيحية تظهر وتبرز في سياق التحديات الكبيرة وليس في العبارات الجميلة إذ يقول البعض "إني اضع نفسي عنك" والبعض الآخر يرسم تعابير الحيرة والاضطراب على وجهه عندما يشعر باصبع الاتهام موجها إليه. فكيف نظن ان فلانا أو علانا أو أحد الرسل ناقصٌ في المحبة؟! إن امتحان المحبة الحقيقي يظهر عندما ننزع ثياب الزعامة ونلبس ثياب القيادة ونحمل صليب المحبة مع كل الألم المرتبط به. بهذا يعرف الجميع أننا تلاميذ المسيح (يو 13: 35). ويجب علينا أن نحب ليس الذين يحبوننا فحسب، بل أيضا الذين لا يحبوننا ويعملون ضدنا. يجب أن نحبهم بالكلام والعمل والحق. فنشجعهم على كل عمل صالح يعملونه وكل خطوة صغيرة يقومون بها سعيا وراء حق المسيح. ما اعظم الفرق بين هذا الموقف وبين موقف اعضاء الجسد الواحد الذين يحاربون بعضهم بعضا.

واليوم، أنا وأنتم نحتاج أن نكون قادة مملوئين بالمحبة الإلهية في عالم مليء بالخصومات والانقسامات والخيانات. نحتاج أن نتوقف عن لوم القادة الآخرين وأن نبدأ بفحص قلوبنا أمام مرآة الحق والمحبة الإلهية. ولن نستطيع أن نكون قادة أن تمسكنا بمنهجية الزعامة. فإما أن تكون قائدا أو تكون زعيما. والفرق كبير. يا رب امنحني أنا أولا أن اكون قائدا وسامحني إن سلكت درب الزعامة في فكري أو قولي أو عملي أو خدمتي أو اهمالي أو في مقالتي. ارحمنى فأنا مجبول بالخطيئة. واملأني يا رب بالمحبة في عالم مليء بالكراهية ليظهر نورك في ضعفي. وليت طلبة قلبي تكون أيضا طلبة قلب كل من يقرأ كلماتي. لك يا رب المحبة وقائد مسيرتها كل إكرام ومجد.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. مفدي 10 أكتوبر 2010 - 12:17 بتوقيت القدس
شكرا قسيس حنا شكرا قسيس حنا
شكرا لك قسيس فكم من قائد اصبح زعيم وكم من زعيم كان حجر عثرة لنفوس وعائلات تركت الكنيسة. صلاتنا ان يكون الخدام قائدين يسمعون لصوت الرب في قيادة القطيع. نحن نحبهم ونصلي من اجلهم.
2. مادلين 10 أكتوبر 2010 - 12:32 بتوقيت القدس
قائد المئه قائد المئه
ذكرتني يا قس حنا بقائد المئه حين طلب من يسوع له كل المجد ان يقل كلمه فيشفى غلامه المريض هو اعلن بذلك ايمانه بان المسيح له سلطان على المرض مثلما قائد المئه يامر جنوده فيطيعونه
3. ابنة الرب 10 أكتوبر 2010 - 13:27 بتوقيت القدس
آمين آمين
بصلي من أجل كل خادم للرب أن يمتلىء بصفات يسوع التي تأتي بخراف ضاله للراعي الصالح وحده الرب يسوع نعم قائد وجندي الرب وليس زعيم متسلط على الخراف
4. جندي الرب 10 أكتوبر 2010 - 17:21 بتوقيت القدس
في الصميم في الصميم
شكرا يا اخ حنا على هدا المقال الرائع وكيف بقولوا بالعاميه على الوجع في حزقيال النبي اصحاح 34يسال الرب الا يرعى الرعاه الغنم اريد ان اوجه رسالة محبه لكل خادم لم يعرف الراعي بعد ان هدف الله لك ليس الزعامه والمنصب بل هو يريدك ان تكون قائد لا تخدم بقوة الروح القدس فقط بل ان تظهر ايضا طبيعة الروح القدس مجسد المسيح في كل ماتفعله وتقوله وخاصة للرعيه لا العكس
5. Manal 10 أكتوبر 2010 - 23:08 بتوقيت القدس
ويشعر الزعيم بتهديد كلما يكتشف شخصا موهوبا ويشعر الزعيم بتهديد كلما يكتشف شخصا موهوبا
ليعطنا الرب الحكمة والفهم والتواضع
6. anan 10 أكتوبر 2010 - 23:43 بتوقيت القدس
شكر شكر
شكرا لك قسيس والرب يباركك .بلعامية اصبت الهدف على الوجع اني اصلي دائما ان يحفظنا اللة من التسلط ونكون قادة على شبه المسيح .
7. اسيرة المسيح 11 أكتوبر 2010 - 09:20 بتوقيت القدس
كيف يتحول زعمائنا إلى قادة؟ كيف يتحول زعمائنا إلى قادة؟
شكرا للدكتور حنا على هذا المقال. سؤالي هو، كيف نساعد زعمائنا أن يتحولوا إلى قادة. ارجو الإجابة...
8. رنا 11 أكتوبر 2010 - 11:19 بتوقيت القدس
مقال مقال
اشكرك يا قس حنا على هذة المعلومات المفيدة والقيمة دائما تتميز بالكتابة المباركة الى الامام
9. القس مروان البيم 11 أكتوبر 2010 - 11:22 بتوقيت القدس
اخي القس حنا اخي القس حنا
الله يباركك لاني اشعر ان الله يتكلم من خلالك بنفحات حية جدا ليحفظنا من السلطة العالمية فلا يكون فينا هذا فشكرا لك على ما قدم الله من خلالك لنا اجمعين اخوك القس مروان
10. القس حنا كتناشو 11 أكتوبر 2010 - 14:39 بتوقيت القدس
جواب لسؤال رقم 7: كيف يتحول زعمائنا إلى قادة؟ جواب لسؤال رقم 7: كيف يتحول زعمائنا إلى قادة؟
يجب اولا أن نعيد صياغة السؤال إلى: كيف اتحول من زعيم إلى قائد؟ وهكذا يكون التركيز على حياتي وليس على نقد الآخرين. ربما نبدأ بصلاة العشار: اللهم ارحمني أنا الخاطئ. ففي لحظة التوبة المقدسة يبدأ التحول نحو انتصار القيامة. ولا يستطيع الإنسان أن يكون قائدا مسيحيا إلا إذا كان تلميذا مطيعا ليسوع المسيح.
11. anan najar 11 أكتوبر 2010 - 14:39 بتوقيت القدس
الزعيم الزعيم
الى القس المحبوب .اريد ان اضيف نقطة تانية او تعليق على موضع الزعيم .وهو ان بعض الزعماء حتى لو قرؤا المقال لا يعرفون انهم زعماء بل ينسبوا ذلك على غيرهم من الافضل منهم بداخل كنيستهم .غير مدركين ومنتبهين الى انفسهم.حيث يقول الكتاب "لاحظ نفسك والتعليم" وياخذ مقياس العلم وليس مقياس اللة.