ساعة التجربة

نقرأ في الاناجيل كيف ان يسوع جُرِّب في البرية من ابليس، جُرب طبعا ليس بطبيعته الالهية كابن الله لكن في طبيعته البشرية، جرب في الامور الروحية والعبادة، الامور...
26 سبتمبر 2022 - 21:14 بتوقيت القدس
ساعة التجربة

الانسان بطبيعته يرغب ان يحيا في ظروف حياة سهلة ومريحة، ان كانت الراحة النفسية او الجسدية. فلا احد منا يرغب مثلا ان يتكلم عليه احد بالسوء، او ان يعرف احد اموره الشخصية وخاصة السلبية منها، او ان يدخل في مِحن وتحديات في مجال العائلة، العمل او في حياتنا بشكل عام بالمجتمع.

كذلك لا احد يرغب طبعا ان يمرض او ان يضعف جسدًا. لكن بصورة او باخرى، كل واحد منا معرض ان يُجرب في امور الحياة، حتى وان كان هذا الشخص ذو شهادة حسنة، ولا يوجد مُسبِب ومُبرر لهذه الظروف.

نقرأ في الاناجيل كيف ان يسوع جُرِّب في البرية من ابليس، جُرب طبعا ليس بطبيعته الالهية كابن الله لكن في طبيعته البشرية، جرب في الامور الروحية والعبادة، الامور النفسية والجسدية، ونعلم ان يسوع انتصر على الشيطان بالمكتوب، وليس بقدرته الالهية.

نقرأ في رسالة العبرانيين 17:2 عن يسوع انه : " من ثمَّ كان ينبغي ان يشبه اخوته في كل شيء، لكي يكون رحيمًا، ورئيس كهنة امينًا في ما لله حتى يُكفِّر خطايا الشعب، لانه في ما هو قد تألم مجربًا يقدر ان يعين المجربين ".

كذلك في رسالة العبرانيين 14:4 : " فاذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السماوات، يسوع ابن الله، فلنتمسك بالاقرار. لان ليس لنا رئيس كهنة غير قادر ان يرثي لضعفاتنا، با مجرَّب في كل شيء مثلنا، بلا خطية. فلنتقدم بثقة الى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمةً عونًا في حينه ".

فان كان يسوع المسيح القدوس البار الخالي من كل خطية جُرب من ابليس، كذلك الرسل وخدام الرب جربوا في تجارب صعبة جدا، مثل ارميا واشعياء في العهد القديم، استفانوس وبولس وغيرهم في العهد الجديد.

فهل نستغرب نحن ان دخلنا في تجارب صعبة ومعقدة ؟ حتى لو كنت انسان مؤمن بالله ويثق فيه ؟

هل هذا معناه ان لا نواجه تجارب وصعوبات الحياة ؟

ومن هو الذي يُجربنا في ضعفاتنا وامور حياتنا اليومية ؟

كتب الرسول يعقوب في رسالته الاصحاح الاول : " لا يقل احد اذا جُرِّب، اني أُجرب من قبل الله، لان الله غير مُجرَّب بالشرور، وهو لا يُجَرِّب احدًا. ولكن كل واحد يجرب اذا انجذب وانخدع من شهوته. ثم الشهوة اذا حبلت تلد خطية، والخطية اذا كملت تُنتج موتًا ".

من الممكن ان يسمح الله لنا بان ندخل في تجارب وامتحانات الحياة، لكن الله هو ليس مصدر الشرور او التجارب الصعبة ! 

من الممكن ان يمتحن ايماننا كما فعل مع ابراهيم في قصة تقديم ابنه اسحاق ذبيحة، لكن عند الله حتى للموت توجد مخارج.

كذلك لا تصبكم تجربة الا بشرية، ولكن الله أمين، الذي لا يدعكم تُجربون فوق ما تستطيعون، بل سيجعل مع التجربة ايضًا المنفذ، لتستطيعوا ان تحتملوا. ( كورنثوس الاولى 13:10).

كيف نستطيع ان نغلب تجارب الحياة، وخاصة ان كان مصدرها عدو نفوسنا ؟!

نقرأ في رسالة يعقوب الاصحاح الرابع عن اهمية خضوع المؤمن لله، فيقول : " اخضعوا لله، قاوموا ابليس فيهرب منكم، اقتربوا الى الله فيقترب اليكم، نقوا ايديكم ايها الخطاة، وطهروا قلوبكم يا ذوي الرأيين، اتضعوا قدام الرب فيرفعكم ".

نقرأ هنا عن اهمية الخضوع والطاعة لله، لكي نستطيع ان نقاوم افكار ابليس ومكايده، كذلك يحث الرسول على اهمية حياة التوبة المستمرة اليومية في محضر الله، وبان نتواضع امام الرب لان النصرة على الشر والتجارب هي فقط من خلال معونة الله، اذا اردنا طبعًا النصرة التي هي حسب فكر الله ولمجد اسمه، وان ادركنا دائما ان عدونا هو ليس الانسان !

كذلك الرسول بطرس، الذي اختبر تجارب صعبة وسقطات في حياته اصعبها انكار السيد المسيح، يعلمنا اهمية الجهاد الروحي وليس الجسدي قائلًا : " اصحوا واسهروا، لان ابليس خصمكم كأسد زائر، يجول من يبتلعه هو. فقاوموه، راسخين في الايمان، عالمين ان نفس هذه الآلام تُجرى على اخوتكم الذين في العالم ".

علم يسوع في الاناجيل عن اهمية السهر الروحي في الصلاة، فنراه يشجع التلاميذ على الصلاة في جبل الزيتون.

كذلك علمنا ان نصلي الى الله الآب : " لا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير، لان لك الملك، والقوة، والمجد، الى الابد، آمين ".

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا