وقُلتم بما أحببتنا...؟

هل تقبل الواقع أنّ الله قام بعمل حسن عندما خلقك، وتشكره على ذلك مثلما فعل داود، أم أنّك ستلومه كونك لست مثل... طالما أنّك لا تثق
09 مارس 2022 - 08:45 بتوقيت القدس
وقُلتم بما أحببتنا...؟

عندما انتهى الله من خلق العالم، قال إنّ كلّ شيء "أَنَّهُ حَسَنٌ"، وأيضًا بعد أن خلق الإنسان، قال مباشرة "فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا"، لكن عندما نفحص بصدق الصّورة الّتي تظهر أمامنا حينما ننظر في المرآة، فإنّنا نقول: "سَيِّءٌ جِدًّا"...

يقول المزمور: "مِنْ خَلْفٍ وَمِنْ قُدَّامٍ حَاصَرْتَنِي، وَجَعَلْتَ عَلَيَّ يَدَكَ... عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ، وَنَفْسِي تَعْرِفُ ذلِكَ يَقِينًا" (مزامير 139: 5، 14). عَرَفَتْ نفسُ داود أنّ الله جعله فريدًا ومميّزًا. كان يعلم أنّه في العالم كله لا، ولم، ولن يوجد أيّ شخص مثله. لقد علم داود أنّ الله قد اهتمّ به، وخطّط له، وخلقه بشكل خاصّ حتّى يستطيع أن يقول من كلّ قلبه:"...عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ، وَنَفْسِي تَعْرِفُ ذلِكَ يَقِينًا" (مزمور 139: 14).

عندما نتبّنى المعايير غير المسيحيّة الّتي في العالم فيما يتعلّق بالجمال، فإنّنا نكفّ عن الاكتفاء بالكيفيّة الّتي خلقنا بها الله. "لو كانت لديّ عيون زرقاء، حتمًا سأكون أجمل"، "لو كنت... أنحف، أطول، أقصر، أشقر الشّعر، أسود الشَّعر...". إنّنا نقارن ذواتنا بالآخرين، ونجد دائمًا شخصًا يفوقنا في شيء ما. ذلك لإنّنا نشير بإصبع الاتّهام نحو الله ونقول له: "ربّما تكون قد خلقتَ العالم كلّه حسنًا، لكن بالنّسبة لي كان يمكنك أن تحسّن...". نحن غير راضين عن كيفيّة خلق الله لنا، ونفكّر في أنفسنا أنّه "إذا ارتكب معي مثل هذا الخطأ الكبير، فكيف لي أن أثق به ألّا يرتكب أخطاءً أخرى؟".

الموضة والأزياء تتغيّر دائمًا. في العصور الوسطى، كانت المرأة الممتلئة تُعتَبَر رمزًا للجمال. في السّتّينيّات، ظهرت عارضة الأزياء "تويغي" (Twiggy) والّتي كانت، كما يوحي اسمها باللّغة الإنجليزيّة، نحيفة مثل الغصن الرّفيع، وأصبحت موضع إعجاب الفتيات اللّائي حاولنَ تقليدها. لكنّ الله لا يتصرّف حسب أنماط الموضة.

إنّ الله يفعل كلّ شيء بشكل صحيح وفي أفضل حال، وجسدك يشهد، الّذي هو بمثابة مسكن وإطار لروحك، على جمال خلق الله الخاص فيك، تمامًا كما يبرز الإطار الجميل اللّوحة الّتي يحيط به.

هل تقبل الواقع أنّ الله قام بعمل حسن عندما خلقك، وتشكره على ذلك مثلما فعل داود، أم أنّك ستلومه كونك لست مثل... (اذكر أي اسم تختاره)؟

طالما أنّك لا تثق في أنّ الله قد خلقك بشكل صحيح، فلن تكون قادرًا بشكل كامل على اختبار محبّته، لأنّك لن تكون قادرًا على الوثوق به. ما هو اختيارك؟ هل يمكنك أن تشكر الله اليوم على الطّريقة الّتي خلقك بها؟

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
مقالات تابعة للسلسلة نفسها: