هل الله مسيطر على العالم؟

هل هناك أدنى شك أن الله هو المسيطر الأعلى على كل الكون كله وليس على ارضنا هذه فحسب؟ قيل عنه يفعل ما يشاء في جند السماء وسكان...
25 فبراير 2022 - 13:11 بتوقيت القدس
هل الله مسيطر على العالم؟

رغم أن الشيطان هو الذي دعي في كلمة الله ”رئيس هذا العالم“ وكذلك ”اله هذا الدهر“ وذلك تعبيرٌ عن سلطته وقوة نفوذه وتأثيره على الناس غير المؤمنين، ولكن على الرغم من أن الشيطان مُتسلّطٌ على الكثير من الناس فهو محدود في سلطته وقوّته بقدر ما يسمح له الله ولا يستطيع مطلقًا ان يتعدى تلك الحدود.

وهكذا ليس هناك أدنى شك أن الله هو المسيطر الأعلى على الكون كله وليس على ارضنا هذه فحسب. قيل عنه ”يفعل كما يشاء في جند السماء وسكان الارض، ولا يوجد من يمنع يده أو يقول له ماذا تفعل“ ويرنّم كاتب المزمور مسبّحًا لإله العالم الأوحد: ”كل ما شاء الرب صنع في السموات وفي الأرض في البحار وفي كل اللجج (المياة الكثيرة) المُصعد السحاب من أقاصي الأرض، الصانع بروقًا للمطر، المخرج الريح من خزائنه“.

ان الله مطلق العلم والسلطان في الطبيعة وعلى المخلوقات الحيّة جميعها فهو ”مخبرٌ منذ البدء بالأخير ومنذ القديم بما لا يُفعل قائلا: رأيي يقوم وأفعل كلّ مسرّتي“.

  1. هو الخالق الذي صنع الكون كلّه من لا شيء: لأنك أنت خلقت كل الأشياء وهي بارادتك كائنة وخلقت (رؤيا ٤: ١١)
     
  2. هو ميّز الانسان بالعقل: فهذه النعمة المباركة هي من عنده ”يعلمنا أكثر من وحوش الارض ويجعلنا أحكم من طيور السماء“ (أي ٣٥: ١١)
     
  3. هو المتحكم في ظواهر الطبيعة: ”لأنه يقول للثلج: اسقط على الارض، كذا لوابل المطر… من نسمة الله يُجعل الجَمْد (الجليد)، أيضا بريّ يطرح الغيم، يبدد سحاب نوره فهي مدوّرة متقلبة بإرادته لتفعل كل ما يأمر به على وجه الأرض المسكونة“ (أي ٣٧: ٦، ١٠ - ١٢)
     
  4. هو المتسلط على تحركات المجرّات، فقد حاج الله أيوب: ”هل تربط أنت عُقد الثريّا أو تفك رُبط الجبّار (مجموعة نجوم)؟ أتُخرج المنازل في أوقاتها وتهدي النعش (مجموعة كواكب الدب الأكبر) مع بناته (مجموعة الدب الاصغر)… يحصي عدد الكواكب يدعو كلّها بأسماء“ (أي ٣٨: ٣١، ٣٢، مز ١٤٧: ٤)
     
  5. هو المهيمن على المخلوقات العجماء: يقول الله عن نفسه: ”لي حيوان الوعر والبهائم على الجبال الألوف… المعطي للبهائم طعامها لفراخ الغربان التي تصرخ… أمر فجأة الجراد وغوغاء (طور من الجراد) بلا عدد… صوت الرب يولد الإيَّل“ (مز ٥٠: ١٠، ١٤٧: ٩، ١٠٥: ٣٤، ٢٩: ٩)
    نرى هنا سلطان الله على هذه المخلوقات في ولادتها وغذائها وتوجيه سيرها الخ…
     
  6. هو صاحب السلطان على البشر: قيل عن الله: ”الذي بيده نفس كل حيّ وروح كل البشر… هوذا الأمم كنقطة من دلو وكبار الميزان تُحسب… الذي يجعل العظماء لا شيئًا ويصيّر قضاة الأرض والباطل“ (أي ١٢: ١٠، اشي ٤٠: ١٥، ٢٣)
    من غيره يعلم أين ومتى يولد أو يموت، من يفتقر أو يغنى، ومن يمرض أو يشفى… رغم أن كثيرين يتساءلون أو يعترضون على مشيئته، لكن تبقى هذه الأمور وغيرها في علمِه وسلطانه وحده، وحتى لو لم نفهم. ”ألعل الجبلة تقول لجابلها: لماذا صنعتني هكذا؟“ (رو ٩: ٢٠)
     
  7. هو صاحب السلطان على المؤمنين: رغم أن لله تعاملا خاصًا مع المسيحيين المؤمنين باعتبارهم أولاد بالتبني (رو ٨: ١٥). لكنه يبقى صاحب السلطان في هذه الدائرة أيضا، فنقرأ عنه: ”.. وضع الله الأعضاء (المؤمنين) كل واحد منها في الجسد (الكنيسة) كما أراد (١ كو ١٢: ١٨) وهو من يعطي المواهب الروحيّة للمؤمنين“ (١ بط ٤: ١٠)

من بعد هذا كلَّهُ هل يمكن أن نعترض أو نتشكك، أم نقول حتى لو لم نفهم في كثيرٍ من الأحيان: ”هو الرب، ما يحسن في عينيه يعمل“ (١ صم ٣: ١٨)

 

ليتنا نثق في محبته وصلاحه عالمين انه يفعل كل شيء لخير شعبه.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا