لماذا استخدم المسيح لقب ابن الإنسان؟

قال المسيح عن نفسه أنه ابن الإنسان ولم يقل إنه ابن آدم كما قال عن نفسه أنه ابن الله.
19 أغسطس 2021 - 21:34 بتوقيت القدس
لماذا استخدم المسيح لقب ابن الإنسان؟

ورد لقب ابن الإنسان في الكتاب المقدس في العهد القديم لأول مرة على لسان النبي دانيال. حيث تحدث عن رؤيا شاهدها وهي تشير إلى علاقة ابن الإنسان بألوهية يسوع المسيح. وقال في سفر دانيال7 (13 – 14) "كنت ارى رؤى الليل، وإذا مع سحاب السماء مثل ابن إنسان، أتى وجاء الى (قديم الأيام) فقربوه أما (قديم الأيام)، في لغة التوراة كناية عن (الله)، فاعطي سلطانا، مجدا و ملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة، سلطانه سلطان أبدي لا يزول، وملكوته لا ينقرض".

اليهود يعرفون جيدا أن هذه النبوة تتحدث عن المسيح يسوع (المسيّا المنتظر). ابن الإنسان تتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة، وله سلطان أبدي لا يزول، فمن يكون ابن الإنسان هذا غير ابن الله أو الله المتجسد الذي حل فيه كل لاهوت ومجد الله بهيئة إنسان اسمه يسوع المسيح؟
كل اليهود الذين ينتظرون مجئ المسيّا، يعرفون أن إسمه ابن الإنسان. استنادا الى نبوءة النبي دانيال.

ابن الإنسان بالنسبة لليهودي الذي سمع المسيح يتكلم، يفهم أن ابن الإنسان هو المسيح الذي أعطي له ملكوتا ابديا، وتتعبد له كل الأمم والأمم والألسنة سلطانه سلطان أبدي لا يزول، وملكوته لا ينقرض".. فمن يكون هذا (ابن الإنسان) القادم؟
إنه صورة الله على الأرض. الله في السماء روح لا يُرى، والمسيح هو الله المنظورة صورته على الأرض.

القرآن في سورة الزخرف ذكر: (في السماء إله وعلى الأرض إله). فمن هو الإله الذي على الأرض، علما ان في الوجود إله واحد فقط لا غير. اي: الله الآب هو الإله في السماء يملأ الكون كله. والمسيح صورة الله الغير منظور المتجسد بكلمته وروحه بهيئة إبن الإنسان على الأرض. والاثنان اله واحد وليس هناك إلهين.

ابن الانسان لقب وضعه السيد الرب على لسان انبيائه في العهد القديم ومنهم دانيال، والذي يعبر عن لاهوت وناسوت المسيح. المسيح لم يقل إنه ابن آدم لأنه لم يرث خطيئة آدم الأصلية التي أورثها لكل البشرية عدا المسيح لأنه لم يولد من نسل رجل بل من نسل حواء فقط والتي قال الله عنها ان نسلها سيسحق رأس الحية وهو الشيطان.  

سأل رئيس كهنة اليهود السيد المسيح: "أأنت المسيح ابن المبارك؟" اجابه المسيح: "أنا هو" وهذا يعني بمفهوم اليهود أنا هو الله. لأن كلمة (انا هو) بالعبرية تعني (يهوه – الله). وأكمل يسوع إجابته المفحمة لليهود: "وسوف تبصرون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة (الله)، وآتيا (في يوم الدينونة) في سحاب السماء".

فهم اليهود وكبار أحبارهم وكهنتهم أن رد المسيح يقصد به أنه ابن الإنسان الذي تنبأ به دانيال النبي، وأنه هو (يهوه) اي الله المتجسد بقوله [ أنا هو]. ولهذا مزق رئيس الكهنة ثيابه وقال أنه يجدف، لاحاجة لنا الى شهود، ولهذا حكم الجمع الحاضر عليه بالموت صلبا، لأنه يجدّف على الله بنظرهم وفكرهم القاصر. لن ينكر المسيح شخصيته الحقيقية انه هو ابن المبارك، أي ابن الله باللاهوت والناسوت الجسدي.

شهود يهوه حرفوا قول المسيح في كتابهم من (انا هو) الى (اني هو). وبالإنجيل اليوناني كتبت (إيكو إيمي) وتعني أنا هو وليس أني هو و [انا هو] تدل  فقط على اسم الله.

المسيح أعترف أمام اليهود وقادتهم اثناء استجوابه أنه سيأتي على سحاب السماء، اي سيأتي يوم الدينونة ليدين الخطاة ويأخذ الابرار والقديسين والمؤمنين به إلى ملكوت السماء.
الى المشككين اقول: إن كان الله قادرا على كل شيء، فهل يعجزه أن يتجلى بهيئة إنسان وينزل الى الأرض ويكلم الناس بما لم ينطق به بشر ٌ. ويعمل أعمال لا يعملها إلا الله وحده؟ من خلق الحياة وعلم الغيب وشفاء المرضى واحياء الموتى بكلمة واحدة منه؟ فهل من يعمل هذه الأعمال وينطق بأقوال إلهية هو عبد من عباد الله أم هو الله ذاته؟

ألكم عيونا ولا تبصر، وآذانا لا تسمع وعقولا لا تفهم الحق والحقيقة، وتغلقون عقولكم عن الحق وتصدقون الخرافات والخزعبلات وآيات القتل والنكاح ولا تصدّقوا قول الحق الذي به تمترون (تشككون)؟ وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ "سورة مريم (33-34).

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا