قبيل عيد الميلاد، سألت طلاّبي عن أهم ما في العيد وبسرعة البرق أجاب أحدهم: بابا نويل، وقال غيره: شجرة العيد وآخرون قالوا: الهدايا الغالية ولم ينسَ غيرهم ذكر مأكولات العيد الشهيّة.
وفجأةً اعترض طالبٌ من خلفية أخرى وقال لهم موبخًا: هل نسيتم؟ أنّ أهم ما في عيد الميلاد هو ولادة يسوع المسيح.
نعم، في عصر الفضائيات والانترنيت غطّى البابا نويل كثيراً على صاحب العيد وبرزت المظاهر الإجتماعية أكثر من المعاني الروحية وكأن لسان حالنا: "لنأكل ونشرب لأننا غدًا نموت"!
- "المجد لله في الأعالي" هي بداية هذه الترنيمة الرائعة التي أنشدتها الملائكة على مسمع رعاةٍٍ في البريّة. إنّ مجد الله وعظمته الفائقة لا تُستقصى لكن يمكن أن نرى ولو لمحةً منها في الخليقة والطبيعة التي كان الرعاة يتمتعون بها وهم تحت قبة السماء.
- وتستمر الملائكة في تسبيحتها: "وعلى الأرض السلام". لقد تمت في تلك اللحظات نبوّات قيلت قبل نحو سبعمائة سنة: "ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمهُ عمّانوئيل.. رئيس السلام" ( نبوة أشعياء 7: 14، 6:9).
لقد ولد المسيح الذي صار به السلام على الأرض، فهو قد جاء ليبشّرنا بالسلام الحقيقي بل وصار هو سلامنا إذ صالحنا مع الله أي انّ الله كان في المسيح مُصالحًا العالم لنفسِهِ غير حاسب لهم خطاياهم وواضعاً فينا كلمة المصالحة ( رسالة كورنثوس الثانية 5: 19).
هذا هو الميلاد، ايها الأحباء، أنّ الله قد تجسَّدَ لكي يعطينا الحياة الأبديّة، غفران الخطايا والسلام معهُ. - وختمت الملائكة ترنيمتها بالقول: "وبالناس المسرّة". بالحقيقة أنّه من خلال السلام الذي رسمهُ المسيح على الصليب صار بالإمكان أن يجد الله مسرّتهُ في الناس فيرضى عنهم إذ يُفرحون قلبه بايمانهم أنّه مات لأجل كلّ واحدٍ منهم شخصيّاً.
صديقي! هل حصلت على هذا السلام الذي جعل الله المجيد، القادر على كل شيء يتأنّس في شخص يسوع المسيح بولادة عجيبة من المطوّبة مريم ويعيش حياةً كاملةً ليس لها مثيل ويموت على الصليب حاملاً خطاياك على الخشبة ليدفع بذلك أجرة (عقاب) خطايانا جميعًا وهي الموت.
ما أعجبهُ من شخص وُلِدَ خصيصًا لكي يموت بدلاً عنكَ أنتَ! هل تعرّفتَ عليه شخصيّاً؟
أنّه يقدّم لكَ غفرانًا تامًا لخطاياك وتمتعًا بالسلام والفرح, فما هو موقفكَ منهُ؟ هل تمدّ يدك لتقبل هديته في العيد؟
إنها ليست ككلّ الهدايا فاسمح لي أن أشجّعك وأوجّهك كيف تحصل عليها الآن.
انكَ وبكلّ بساطة تستطيع أن تدعو الرب مصليًا من أعماق قلبك بكلمات صادقة كهذه:
" يا رب, أعترف لك أنني انسان خاطئ وأشكرك لأنك جئتَ إلى عالمنا أيها الرب يسوع وحملتَ عنّي كل خطاياي بموتك بدلاً عني متألّماً على الصليب. شكرًا لأجل الحياة الأبدية والسلام والفرح الذي وعدت بها لكلّ من يؤمن بك و ساعدني لكي أعيش كلّ حياتي في رضاك. آمين".
إن صليتَ هذهِ الصلاة بكل ما تعنيه فستبدأ التمتّع من اليوم بالعيد الحقيقي
أنه هو العيد ... كل عام وانتم بخير
الأخ مكرم مشرقي