أُثبُتوا فِيَّ - الكرمة الحقيقية‬

الكرمة هي المسيح كما أعلن قائلًا، "أنا الكرمة الحقيقيّة". تشير عبارة "أنا" في إنجيل يوحنا إلى الإله الواحد الكائن بذاته، الله القدير الابدي. وصِفَة "الحقيقيّة" توضح بأنّ أيّة كرمة أخرى هي ليست حقيقية
02 ابريل 2020 - 13:02 بتوقيت القدس

علَّم الرب يسوع في انجيل يوحنا الاصحاح 15، عن اهمية الثبات في شخصه المبارك، في مثل الكرمة الحقيقية والاغصان. الكرمة الحقيقية هي يسوع المسيح لا غير، ومعنى الكرمة هو ليس فقط مجرد الانتماء للكنيسة بعلاقة جسدية، او اللقاء بجماعة المؤمنين، او الانتماء الى طائفة او دين معين، ولا حتى علاقة قوية وشركة مع خادم او قديس. كل ما ذُكر مهم جدًا، ولكن ان لم يثبت الغصن اي كل مؤمن، بعلاقة وشركة مقدسة مع الرب يسوع المسيح، فانه مع الوقت سوف يفقد الثمر بحياته، لاننا من دون الكرمة نحن غير قادرين على عمل اي شيء، وان كان احد لا يثبت في المسيح يُطرح خارجًا كالغصن، فيجِف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق!

ليست مشيئة الرب يسوع ان يُطرح احد خارجًا، بل ان نثبت به لكي نأتي بثمر كثير. ووصية الرب يسوع هي ان نثبت في محبته كما احبنا هو، ونحن انقياء لسبب الكلام الذي كلمنا به، ليس لتقوانا او برنا الذاتي.

كل خادم في الكنيسة، عليه ان يشجع المؤمنين بالثبات بالمسيح، لان مركز ايماننا المسيحي هو شخص يسوع المسيح، ليس الخدمة او العطاء او الثمر بل اولا هو يسوع والشركة معه، واذا ذهبت انظار الكنيسة بعيدًا عن شخص الرب يسوع، وركزت اكثر على الخادم حتى لو كان بولس او بطرس او مريم، فهذا الخادم قد فشل في دعوته وخدمته، ومصير الكنيسة إِن لم تثبت بالمسيح هو الارتداد او حتى الانكار!

ليس احد من المؤمنين قوي بذاته وايمانه، الوحيد القوي هو يسوع المسيح، الذي قال ان الذي يصبُر الى المنتهى فهذا يخلص (متى 13:24). الامر يتعلق بخلاص النفوس، وليس فقط الثمر والخدمة، لكل من يتعلق بالمسيح كل يوم في حياته، يثبت في الايمان الى النهاية.

نقرأ في الاناجيل كيف حذر يسوع التلاميذ من العثرات، التي لا بُد ان تأتي (متى 3:17)، بل وقال ايضا "احترزوا لانفسكم"، وربط ذلك باهمية الغفران للآخرين، وعندها كان جواب الرسل للرب : "زِد ايماننا".

كذلك بطرس الرسول، الذي اعتقد في البداية انه الاقوى والاثبت من باقي الرسل والتلاميذ، نرى كيف طلب يسوع من اجله لكي لا يفنى ايمانه، عندما قال الرب "سمعان، سمعان، هوذا الشيطان طلبكم لكي يُغربلكم كالحنطة" (لوقا 31:22).

كذلك اليهود الذين آمنوا بيسوع، لم يكفيهم كونهم يهود! بل كان عليهم ان يثبتوا في كلام الرب يسوع، لكي يكونوا بالحقيقة تلاميذ له، لان كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية، وان حررنا الابن فبالحقيقة نكون احرارًا (يوحنا 31:8).

ادرك رُسل الرب اهمية الثبات بشخص الرب يسوع، وهم بدورهم حثوا المؤمنين على ذلك، فنرى كيف انه بعد خلاص نحو ثلاثة آلاف نفس بعد وعظة بطرس، كانوا يواظبون على تعليم الرسل، والشرك، وكسر الخبز والصلاوات، وكان خوف في كل نفس (اعمال الرسل 42:2).

كذلك برنابا في انطاكية، وعظ الجميع ان يثبتوا في الرب بعزم القلب، ودعي التلاميذ "مسيحيين" في انطاكية اولًا (اعمال الرسل 23:11).

في رسالة رومية 20:11، نقرأ تحذير بولس للمؤمنين من الامم ان لا يستكبروا اذا ثبتوا بالايمان، وان لا يفتخروا على الاغصان، التي قُطِعت من أجل عدم الايمان، لانه هوذا لُطف الله وصرامته: اما الصَّرامة فعلى الذين سقطوا، واما اللطف فلك، ان ثبتَّ في اللطف، والا فانت ايضًا سَتُقطع! (رومية 18:11)، لانه ليس عند الله محاباة، ليس لليهود ولا للامم.

كل مؤمن اختبر نعمة الخلاص ومحبة المسيح، لا بُد ان يكون سبب بركة لاخوته وخاصة للضعفاء، وكما اوصى بولس الرسول، من هو ضعيف في الايمان فاقبلوه، لا لمُحاكمة الافكار (رومية 1:14)، وأَن لا ندين احدنا الآخر من جهة الاكل او بمن يهتم باليوم، لان الله قبله وقادر ان يُثَبِّتَهُ.

لنرفع صلاتنا جميعًا، للقادر ان يُثَبتنا حسب الانجيل وطاعة الايمان، لله الحكيم وحده، بيسوع المسيح، له المجد الى الابد، آمين (رومية 25:16).

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا