يهوذا ام بطرس؟؟

هناك تساؤل: ما الفرق بين يهوذا وبطرس الذين خانا الرب يسوع؟ فكلاهما أخطأ. يهوذا قال: “خطئت إذ أسلمت دما بريئا”! وبطرس خرج وبكى بكاء مرا فالاثنين ندما. أين الفرق إذًا؟
18 مارس 2020 - 12:30 بتوقيت القدس

يهوذا ام بطرس؟ في نظرة سريعة خاطفة، يمكننا ان نقول ان كل من يهوذا وبطرس انكروا سيدهم، فيهوذا غدر وباع وايضا بطرس انكر وحلف ولعن ويمكننا ان نتساءل مستنكرين واي فرق بينهم؟

مهلا! مهلا! فالفرق بينهم كبير وعميق، ولنشرح الامر بالتأمل العميق تاركين السطحية.

يهوذا اضحى معلما من معالم الخيانة والغدر، وصار تفسيرا يشرح كل خيانة حقيرة، ونذالة سفيهة.

منذ وقت ليس ببعيد حدث في احد اديرة مصر مقتل رئيس الدير الرجل القديس المشهود له، وكانت صدمة ما بعدها صدمة! عندما اكتشفت التحقيقات ان القتلة هم اثنين من الرهبان وقد ملء الشيطان قلوبهم، فقتلوا معلمهم الروحي كانت الصدمة شديدة، لان في موضع مثل هذا حيث الصلاة، والايمان بالله والمحبة يحدث هذا الامر الفظيع فماذا عن العالم!!

كان التفسير الذي قدم في وقته من رئاسة الكنيسة والمسئولين الروحيين للعالم وللراي العام.

ان هذه ظاهرة تسمى: "ظاهرة يهوذا الاسخريوطي" الامر الذي دفع الناس ليعرفوا اكثر عن هذا اليهوذا. انه واحد من الاثني عشر رسولا الذي اختارهم المسيح.

"أجابهم يسوع:"أليس أني أنا اخترتكم، الاثني عشر؟ وواحد منكم شيطان!" (يو ٦ : ٧٠)
"لأن يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون، ومن هو الذي يسلمه." (يو ٦ : ٦٤)

والسؤال الذي يطرح نفسه ان يهوذا هو شيطان وقد علم يسوع هذا من البدء فلماذا اختاره من جملة الاثني عشر؟؟

الاجابة البسيطة، السهلة، والسريعة: لكي يعطيه فرصة ان يؤمن
وحقا كانت ليهوذا اعظم فرصة للتوبة والايمان من خلال مرافقته ليسوع لكنه اضاعها تماما.

والسؤال المحزن ايضا لماذا؟ لماذا؟
الاجابة: لا احد يعرف لماذا القلب البشري ينقلب ويغدر ويخون ويجحد؟ خاصة تجاه من يحبه ويحسن اليه انها مأساة وكارثة القلب الذي لا يعطى لله. اذ قال الرب:

"يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ، وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي". (أم ٢٣ : ٢٦)

فيهوذا لم يعطي قلبه للرب اذ كان قلبه مأسورا بمحبة المال. ويقول الكتاب: "لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ." (١تيمو ٦ : ١٠).

فمحبة المال اي الطمع تعمي بصيرة الانسان فيضل عن الايمان حتى وان كان رئيس الايمان بالقرب منه، وتجعله يعمل اعمال جنونية لان من يطعن نفسه هو المجنون.

لذلك راينا يهوذا رغم موهبته التدبيرية اذا كان مسئولا عن الصندوق يستغل الصندوق ومع ادعاه بالاهتمام بالفقراء لكنه كان كاذبا، وسارقا اذ نقرا عنه: "قَالَ هذَا لَيْسَ لأَنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالْفُقَرَاءِ، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ." (يو ١٢ : ٦).

محبته للمال جعلته عديم الرحمة اذ تمت فيه النبؤة "مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ أَنْ يَصْنَعَ رَحْمَةً، بَلْ طَرَدَ إِنْسَانًا مَِسْكِينًا وَفَقِيرًا وَالْمُنْسَحِقَ الْقَلْبِ لِيُمِيتَهُ."(مز ١٠٩ : ١٦).

محبته للمال جعلته خائنا "أَيْضًا رَجُلُ سَلاَمَتِي، الَّذِي وَثِقْتُ بِهِ، آكِلُ خُبْزِي، رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ! "(مز ٤١ : ٩).

محبته للمال جعلته يخطط للشر فهو لم يقع في زلة عابرة، او سهوة غافلة، بل نراه هو يخطط تخطيطا للشر. هو يذهب لروساء الكهنة ويعقد اتفاقا معهم ليسلم يسوع لهم اذ نقرأ: ثُمَّ إِنَّ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ، وَاحِدًا مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ، مَضَى إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ لِيُسَلِّمَهُ إِلَيْهِمْ.وَلَمَّا سَمِعُوا فَرِحُوا، وَوَعَدُوهُ أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّةً. وَكَانَ يَطْلُبُ كَيْفَ يُسَلِّمُهُ فِي فُرْصَةٍ مُوافِقَةٍ. (مر١٤: ١٠-١١).

ومع ان يسوع حذره وانذره لكنه لم يرتدع وكان اخر تحذير ليسوع "أَجَابَ يَسُوعُ:"هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ!". فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ." (يو ١٣ : ٢٦)
ولان قلبه ليس مستقيما "فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ.... فَذَاكَ لَمَّا أَخَذَ اللُّقْمَةَ خَرَجَ لِلْوَقْتِ. وَكَانَ لَيْلاً. "(يو١٣: ٢٧، ٣٠) حتى في اللحظات الاخيرة يسوع عامله بالمحبة لعله يرتدع فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "يَا صَاحِبُ، لِمَاذَا جِئْتَ؟" (مت ٢٦ : ٥٠) فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:"يَا يَهُوذَا، أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ؟" (لو ٢٢ : ٤٨) وهكذا يهوذا ذهب ليلا والي الليل الابدي وقال: "قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا"....فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. (مت٢٧: ٤-٥).

الرسل عينوا متياس مكان يهوذا اذ نقراء انهم صلوا:
" قَائِلِينَ:"أَيُّهَا الرَّبُّ الْعَارِفُ قُلُوبَ الْجَمِيعِ، عَيِّنْ أَنْتَ أَيًّا اخْتَرْتَهُ،لِيَأْخُذَ قُرْعَةَ هذِهِ الْخِدْمَةِ وَالرِّسَالَةِ الَّتِي تَعَدَّاهَا يَهُوذَا لِيَذْهَبَ إِلَى مَكَانِهِ".ثُمَّ أَلْقَوْا قُرْعَتَهُمْ، فَوَقَعَتِ الْقُرْعَةُ عَلَى مَتِّيَاسَ، فَحُسِبَ مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ رَسُولاً. (أع١: ٢٤-٢٦).

وهكذا نتذكر تحذير الرب: هَا أَنَا آتِي سَرِيعًا. تَمَسَّكْ بِمَا عِنْدَكَ لِئَلاَّ يَأْخُذَ أَحَدٌ إِكْلِيلَكَ. (رؤ ٣ : ١١). هذا مع يهوذا.

لكن ماذا مع بطرس؟
بطرس انكر المسيح رغم تمسكه ومحبته لسيده. فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ:"وَإِنْ شَكَّ فِيكَ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ أَبَدًا"...."وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!" (مت٢٦: ٣٣، ٣٥).

وقد سبق وقال له الرب ازاء تشدده: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ". (مر ١٤ : ٣٠).

وقد تم اذ نقرا:
وَبَيْنَمَا كَانَ بُطْرُسُ فِي الدَّارِ أَسْفَلَ جَاءَتْ إِحْدَى جَوَارِي رَئِيسِ الْكَهَنَةِ.فَلَمَّا رَأَتْ بُطْرُسَ يَسْتَدْفِئُ، نَظَرَتْ إِلَيْهِ وَقَالَتْ: "وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!"فَأَنْكَرَ قَائِلاً: "لَسْتُ أَدْرِي وَلاَ أَفْهَمُ مَا تَقُولِينَ!" وَخَرَجَ خَارِجًا إِلَى الدِّهْلِيزِ، فَصَاحَ الدِّيكُ.فَرَأَتْهُ الْجَارِيَةُ أَيْضًا وَابْتَدَأَتْ تَقُولُ لِلْحَاضِرِينَ:"إِنَّ هذَا مِنْهُمْ!"فَأَنْكَرَ أَيْضًا. وَبَعْدَ قَلِيل أَيْضًا قَالَ الْحَاضِرُونَ لِبُطْرُسَ:"حَقًّا أَنْتَ مِنْهُمْ، لأَنَّكَ جَلِيلِيٌّ أَيْضًا وَلُغَتُكَ تُشْبِهُ لُغَتَهُمْ!".فَابْتَدَأَ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: "إِنِّي لاَ أَعْرِفُ هذَا الرَّجُلَ الَّذِي تَقُولُونَ عَنْهُ!" (مر١٤: ٦٦-٧١).

نلاحظ ان بطرس انكر بل لعن وحلف انه لا يعرف يسوع. الحقيقة امر يسبب وقد سبب بكاء مرا
فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ يَسُوعَ الَّذِي قَالَ لَهُ:"إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُني ثَلاَثَ مَرَّاتٍ". فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا. (مت ٢٦ : ٧٥). ومع هذا فقلب بطرس ليس كقلب يهوذا بطرس يحب سيده والسيد يعلم ذلك، لذلك نرى الرب مسبقا يقول لبطرس: "سِمْعَانُ، سِمْعَانُ، هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ!وَلكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ". (لو٢٢: ٣١-٣٢).

ترى لماذا انكر بطرس سيده؟

لان بطرس مع محبته لسيده كان كبقية التلاميذ غير فاهم الصليب وحاول ان يعيق الرب عن الصليب حبا به في محاولتين مشهورتين الاولى عندما حدثهم عن الصليب.

نقرا عن المحاولة الاولى:

مِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ.فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً:"حَاشَاكَ يَارَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا!"فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ:"اذْهَبْ عَنِّي يَاشَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ". (مت١٦: ٢١-٢٣).

والمحاولة الثانية:

ثُمَّ إِنَّ سِمْعَانَ بُطْرُسَ كَانَ مَعَهُ سَيْفٌ، فَاسْتَلَّهُ ....فَقَالَ يَسُوعُ لِبُطْرُسَ:"اجْعَلْ سَيْفَكَ فِي الْغِمْدِ! الْكَأْسُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَلاَ أَشْرَبُهَا؟". (يو١٨: ١٠-١١).

لكننا نرى بطرس بعد يوم الخمسين يفهم الصليب جيدا حتى انه يعبر قائلا: "هذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّمًا بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ.اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضًا أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ". (أع٢: ٢٣-٢٤).

وهكذا الطبيب العظيم شفى بطرس وارجعه للخدمة اذ فوضه مجددا اذ نقرا عن يسوع بعد قيامته من الاموات، وظهوره للتلاميذ على البحيرة:

فَبَعْدَ مَا تَغَدَّوْا قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ: "يَاسِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هؤُلاَءِ؟" قَالَ لَهُ:"نَعَمْ يَارَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ". قَالَ لَهُ: "ارْعَ خِرَافِي".قَالَ لَهُ أَيْضًا ثَانِيَةً:"يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟" قَالَ لَهُ:"نَعَمْ يَارَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ". قَالَ لَهُ:"ارْعَ غَنَمِي".قَالَ لَهُ ثَالِثَةً:"يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟" فَحَزِنَ بُطْرُسُ لأَنَّهُ قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: "يَارَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ". قَالَ لَهُ يَسُوعُ:"ارْعَ غَنَمِي. (يو٢١: ١٥-١٧).

وهكذا يتضح لنا ان بطرس يحب الرب عكس يهوذا الذي لم تكن في قلبه محبة لسيده.

يهوذا ام بطرس؟؟

اخي العزيز خادم الرب الامين ،المتالم ،المضطهد ،والمظلوم! اسمح لي ان اسألك:
الشخص الذي انت تعاني بسببه من هو؟ هو يهوذا ام بطرس؟؟

ان كان يهوذا فحقا اشعر معك واصلي معك ولاجلك ان يحفظ الرب حياتك لكن دعني اهمس كلمة في اذنك: مكتوب ان: "شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ أَيْضًا جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ. فَلاَ تَخَافُوا! (لو ١٢ : ٧).

وعن معاناة الغدر والخيانة فانت سائر في طريق سيدك ،طريق الصليب وهو سوف يخرج من هذه المعاناة محبة عظيمة لخلاص النفوس. كما اخرج من خيانة وغدر يهوذا خلاص للعالم فصليب المسيح هو صليب الخلاص ويعقبه القيامة والمجد فالمجد والقيامة آتية لا محالة.

اما ان كان الشخص الذي تعاني منه هو بطرس فارجوك رجاء حار لا تعتبره يهوذا! بل قم بدورك متمثلا بسيدك اطلب لاجله، صلي لاجله، احتضنه، سامحه، اعمل على رده للخدمة،
فالكنيسة تحتاج لكل بطرس.

لا تسلم نفسك للغضب والمرارة والاستياء، اراد احد الرسامين المشهورين ان يرسم لوحة فنية للمسيح وتلاميذه الاثني عشر في العشاء الاخير، وكان قد نشب نزاع بينه وبين احد رفقاءه الرسامين قبيل شروعه في هذا الرسم. اغتاظ من رفيقه فرسمه في اللوحة مكان يهوذا الاسخريوطي. ثم هدأ غيظه متشفيا وصار يكمل رسم لوحته الى ان جاء ليرسم صورة المسيح
وكلما كان يحاول ان يرسمها يراها بشعة في عينيه فصار يصلي ويدعو الرب فتكلم الرب الى قلبه: "ان كنت تريد تقديم صورتي للعالم لابد ان يكون لك قلبي" فهم الرسام، ومحى بسرعة صورة رفيقه كيهوذا واكمل رسم صورة المسيح فخرجت صورة الابرع جمالا.
المغزى: "مجموع الغضب والاستياء والمرارة تجعلنا نرى بطرس كأنه يهوذا"

وكم نصلي الي الرب الصالح كلي القدرة والحكمة والنعمة ان يصلح كل بطرس لكي يرعى غنم المسيح متذكرين نصيحة بطرس نفسه بعد شفاءه وخدمته المباركة عندما صار شيخا:

أَطْلُبُ إِلَى الشُّيُوخِ الَّذِينَ بَيْنَكُمْ، أَنَا الشَّيْخَ رَفِيقَهُمْ، وَالشَّاهِدَ لآلاَمِ الْمَسِيحِ، وَشَرِيكَ الْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ،ارْعَوْا رَعِيَّةَ اللهِ الَّتِي بَيْنَكُمْ نُظَّارًا، لاَ عَنِ اضْطِرَارٍ بَلْ بِالاخْتِيَارِ، وَلاَ لِرِبْحٍ قَبِيحٍ بَلْ بِنَشَاطٍ،وَلاَ كَمَنْ يَسُودُ عَلَى الأَنْصِبَةِ، بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ.وَمَتَى ظَهَرَ رَئِيسُ الرُّعَاةِ تَنَالُونَ إِكْلِيلَ الْمَجْدِ الَّذِي لاَ يَبْلَى. (1بط٥: ١-٤) امين.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا