آياتُهُ الأصلُ والفصل

جاء المسيحُ إلينا يختِمُ الكتبا – مِن بَطن عذراءَ قدّوساً كما كُتِـبا... هو المسيحُ تجلّي اللهِ في جَسَدٍ – مَحْضِ القداسةِ شدّ الإنسَ واٌجتذبا... وطاف يهدي بتعليمٍ لهُ أسُـسٌ – لكِـنّه جـدّد المفهومَ والأدبا... مُخلِّصٌ لم يَدِن في سَيرهِ أحداً – على خطاياه أو يستعلمِ السّـبَبا
29 أكتوبر 2011 - 12:35 بتوقيت القدس

جاء المسيحُ إلينا يختِمُ الكتبا – مِن بَطن عذراءَ قدّوساً كما كُتِـبا

هو المسيحُ تجلّي اللهِ في جَسَدٍ – مَحْضِ القداسةِ شدّ الإنسَ واٌجتذبا

وطاف يهدي بتعليمٍ لهُ أسُـسٌ – لكِـنّه جـدّد المفهومَ والأدبا

مُخلِّصٌ لم يَدِن في سَيرهِ أحداً – على خطاياه أو يستعلمِ السّـبَبا

لأنّهُ جاء من أجْل الخطاة على – عِلمٍ بمَا جَدّ مِن إثمٍ وما اٌرتُكِـبا

دارٍ بشاردةٍ عن ذهن صاحبها – وشأن واردةٍ ما عُطِّلتْ حِقبا

أنعِم بموعظة ألقى على جبلٍ – لم يُلقِ ذو حِكمةٍ مِن مِثلها خُطَبا

فجدّدَ الرّوحَ كي تحظى بمنزلة – أسمى فسُبحان مَن أحيا ومَن وهَـبا

أنعِمْ بسِيرتِهِ في كلّ محتفلٍ – لهُ سجَدْنا وأدمَينا لهُ الرّكَـبا

خُطاهُ آياتُ حُبّ الخلق أجمَعِهِ – لمّا يزلْ يصنعُ الآياتِ والعَجَـبا

آياتُ اقوالهِ مُنسابة عَسَـلاً – آياتُ أفعالِهِ منحوتة ذهـبا

طول الزمان هو التاريخ منتصِفٌ – بعامِ ميلادِهِ لولاه لاٌضطربا

أنّى ذهبْتَ ترى البلدان راقية – بمجدِهِ وترى الصّلبان والنّصُـبا

شِيدتْ لذِكراهُ لم تُنصَب لآلهةٍ – أخرى لذا رضِيَ الفادي وما غضِـبا

بل سال مِن بعضها زيتٌ وطيَّبها – عِطرٌ ورُبّ دمٍ مِن جُرحِهِ اٌنسكبا

مسيحُنا لم يزل حيّاً يُخاطِبنا – ونحنُ نصلبُهُ مِن بعد ما صُـلِبا

نمضي بأخطائنا قدّامَهُ فإذا – عُدّتْ نسِـينا عَـذابَ الصّلب والنَّدَبا۱

يأسى عليها بعطف لا حدود لهُ – لهُ فؤادٌ يُغطّي الكون ما رحُـبا

نأسى ولولا رَجَانا بالمسيح فلا – عزاءَ كافٍ لنا ما هان أو صَعُـبا

طوبى لمؤمنةٍ للنور شاهدةٍ – ومؤمنٍ شاهدٍ في الأرض ما كسَـبا ۲

طوبى لنا كلّ مأسورٍ ومضطهَدٍ – مِنّا لمجدِ اٌسمِهِ قربانُنا نُسِـبا

شهادة للمسيح الحيّ نشهدُها – على الدوام تحدَّينا به النّوَبا ۳

أمّا مَنِ اٌغتيلَ مِنّا لاٌسمِهِ علناً – هدى الكثيرَ إلى الحقّ الذي سُـلِبا

غذّى المسيحيّة السّمحاءَ فاٌنتشرت – دمٌ جرى شاهِداً بل سابَق السّحُبا

مِن الشهادة لا مِن غيرها اٌنتشرت – عبر العصور فأدّاها مَنِ اٌنتُدِبا

نِعْمَ الخيارُ خيارُ الربّ في زمن – مضى وفي زمن آتٍ بما اٌرتُقِـبا

آياتُهُ أصلُ دِين الحقّ مُشْبِعَة – ثمارُهُ لمَنِ اٌستحلى ومَن طلبا

وبالثمار معاني الآية اٌتضحت – لكلّ مَن فقِه المعنى كما وجبا

آياتُهُ الأصلُ أمّا غيرُها جُمَلٌ – قيلتْ فمَن قال (فيها آية) كذِبا

آياتُهُ الفصلُ قام العدلُ مِن فمِهِ – بعَدلِهِ أقسَمَ القاضي الذي اٌنتُخِبا

فإن تخلّى قضاة اليوم عن قسَم – أدلوا به سقط الميزان واٌنقلبا

آياته الأصل والفصل اٌنتهت لهما – هذي الشعوبُ وذا شعْبٌ لهُ اٌغتُصِبا

على غريب من الأحكام مصدرُها – أصابع الشرّ بعض الشرّ قد غلبا

تلك الأصابع ما طالت أظافرها – مصيرُها النّار لم تنفع لها حطبا

ماذا يُرادُ من الدنيا سوى مَثلٍ – سَمْحٍ يُضافُ إلى الأمثالِ ما ضُربا

وليس كالمَثل الأعلى لنا مَثلٌ – هو الذي شهِدَ الآباءُ عنهُ أبا

هو الذي لا يوفّى حقّهُ أبداً – مهما نآى العِلمُ باللاهوتِ واٌقتربا

* * *

۱ النَّدَبة: أثر الجُرح إذا لم يرتفع عن الجلد. الجمع: نَدَب. جمع الجمع: أنداب ونُدوب
ما كسبا: أي ما كسب الإثنان؛ المؤمنة والمؤمن ۲
۳ النّوَب: جمع النائبة أي المُصيبة

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. زهير دعيم 29 أكتوبر 2011 - 22:55 بتوقيت القدس
رائع...واكثر رائع...واكثر
اصفّق لك يا شاعر يسوع ..يا رياضّ ويا حبيّب..وتصفّق السماء بهذه القصيدة الذهبية التي تتغزّل بها بالربّ الرائع الذي هو جواز السَّفَر الوحيد الى السماء. قصيدتك يا اخي رياض دافئة ، هامسة حينًا ، صارخة اخرى ..فيها الشموخ والتوبة والاعتراف وفيها من وهج ملك الملوك الكثير ..بوركت يمينك وثق ان الرب يحبك ويحبّ ساراك وانت وانا مع يسوع وكلّ المؤمنين الرابحون الرب معك اخوك الجليلي زهير
2. مارولا سمارة 30 أكتوبر 2011 - 12:37 بتوقيت القدس
تشتت الفكر وعجز القلم عن وصف روعة همستاتك تشتت الفكر وعجز القلم عن وصف روعة همستاتك
تشتت الفكر وعجز القلم عن وصف روعة همسك هذاكم تمنيت الا تنتهي هذه المعزوفةاللغوية التي احتشدت بها كل الأشواق المحرضة على التصفيق قبائل من التقدير والاحترام لشخصك الكريم .الرب يبارك حياتك اخ رياض
3. جانيت حايك 30 أكتوبر 2011 - 20:26 بتوقيت القدس
لهُ فؤادٌ يُغطّي الكون ما رحُـبا لهُ فؤادٌ يُغطّي الكون ما رحُـبا
إبن المسيح البار الأخ رياض قصيدة لم أجد كلمة مناسبة تعبيرا عن عظمتها وعلو مقامها أشكرك لهذه الكلمات التي تهز القلوب المحبة ليسوع (آآآآياته الأصل والفصل) دام قلمك ممجدا ليسوع..وناشرا للقراء ما يريدون أن يقرؤوه عن المسيح أجل الإحترام والتقدير
4. رياض الحبيّب 30 أكتوبر 2011 - 22:13 بتوقيت القدس
الكاتب اليسوعي زهير دعيم: كلماتك تفرح القلب الكاتب اليسوعي زهير دعيم: كلماتك تفرح القلب
شكراً جزيلاً على تعب محبتك أخي الغالي بما جسّدت من رهافة إحساس وروعة تعبير سُررت بما جاد به قلمك المبارك والمميّز وسرّت به ساراي بارك الربّ يسوع في شهادتك له: (جواز السَّفر الوحيد الى السماء) فصَدَقتَ وأحسنت نسأله لكم والعائلة الكريمة مزيداً من النعمة والبركة ولسائر الأحبّاء في الجليل مع أطيب التحيّات والأمنيات
5. رياض الحبيّب 30 أكتوبر 2011 - 22:15 بتوقيت القدس
الأخت الكاتبة مارولا سمارة: فائق الإحترام والتقدير الأخت الكاتبة مارولا سمارة: فائق الإحترام والتقدير
أشكرك جزيل الشكر على تعب محبتك لِما تفضلت به من ثناء على القصيدة مفعم بأصالة معدنك ورهافة الحسّ الرب يسوع يبارك حياتك أيضاً ويستخدم قلمك لمجد اسمه نسأله أيضاً مزيداً من النعمة والبركة لأحبّائنا في الناصرة مع أطيب التحيّات والأمنيات
6. رياض الحبيّب 30 أكتوبر 2011 - 22:18 بتوقيت القدس
زنبقتنا الأصيلة جانيت حايك: دُمتِ سفيرة للمحبّة زنبقتنا الأصيلة جانيت حايك: دُمتِ سفيرة للمحبّة
بل يعجزني تقديم الشكر الواجب تقديمه لك عن اهتمامك المتواصل بما أكتب منذ أربعة أعوام أسأل الرب يسوع أن يزيدك من نعمه وبركاته على خدمتك في حقل نشر كلمته والتي هي في رأيي خدمة فريدة من نوعها دمتِ سفيرة أمينة أينما ذهبت برعاية الرب وحمايته مع أطيب التحيات والأمنيات