واخيرا وبعد سنين من العمل الجاد في اطار مشروع مشترك بين المتحف الوطني الاسرائيلي وشركة Google العملاقة، تم عرض 5 لفائف البحر الميت على الانترنت (*) مجانا وبدقة عالية.
يأتي عرض اللفائف على الانترنت كجزء من محاولة اوسع وخصوصا ان حافظوها انتقدوا لجعلها حكرا على مجموعة صغيرة، ولوضعها مجانا في متناول كل شخص يمكلك حاسوب وانترنت. وكانت تكلفة هذا المشروع 3.5 مليون دولار امريكي.
اللفائف المتوفرة اليوم على الانترنت "اونلاين"، تشمل سفر اشعياء ومخطوطة معروفة باسم "لفافة الهيكل". ويستطيع المتصفحون النظر الى الصور عالية الجودة واختيار مناطق محددة بالمخطوطة مع امكانية تكبير الاجزاء المطلوبة او تصغيرها، وثمة تفاصيل غير واضحة يمكت تكبيرها لغاية 1200 ميغا بكسل اي 200 مرة اكبر من الصورة الملتقطة بواسطة الكاميرا العادية.
وتتيح تبيان تعابير، الى تفاصيل اخرى في اللفائف غير مرئية للعين المجردة. وقد تركزت آخر جهود تقنيين اثنين على قطعة من مخطوطة تعرف باسم "لفافة الشكر". على شاشة كمبيوتر، ظهر جزء من سفر دانيال، وهو نص بالارامية يتضمن مقطعا يشير الى شخص "سيسمى ابن الله". والقطع الاولى من هذا السفر ستعرض على الانترنت في نهاية السنة.
الكاميرا التي استخدمت في التصوير تم تطويرها في شركة سانتا باربرا في كاليفورنيا ويبلغ ثمنها 250 الف دولار امريكي، وقام بالتصوير مصورا محترفا بدأ قبل شهر بالتقاط الصور بالتعاون مع عالم سابق من الناسا الامريكية.
مخطوطات البحر الميت تكتسب اهمية بالغة، "لانها تشكل اسس التراث التوحيدي العالمي"، على ما اكدت ادارة المتحف. الاصلية محفوظة في سرداب آمن في مبنى في اسرائيل بُنِي خصيصا لهذه الغاية، حيث تطابق الحرارة والرطوبة فيه الحرارة والرطوبة نفسيهما في كهوف قمران حيث اكتُشِفَت. والوصول اليها يتطلب 3 مفاتيح مختلفة على الاقل، بطاقة مغناطيسية وكلمة سرية.
المخطوطات الـ900 التي حصل عليها باحثون اسرائيليون من تجار آثار ما بين العامين 1947 و1967، اكتشفها اولا رعاة من بدو الصحراء، وتعتبر من اهم الاكتشافات الاثرية عبر كل الازمنة.
وتشمل نصوصا دينية بالعبرية واليونانية والارامية، اضافة الى كتاب العهد القديم. واقدمها يرجع الى القرن الثالث ق.م، واحدثها الى العام 70، في عهد تدمير الهيكل الثاني على يد الرومان.
ويعتقد ان هذه المخطوطات وضعتها، او جمعتها، جماعة زاهدة من اليهود هربت من اسرائيل الى الصحراء قبل نحو الفي عام، واستقرت في قمران، على ضفاف البحر الميت. وتسلط مئات منها صمدت، اما جزئيا، أو بالكامل، الضوء على تطور التوراة وجذور المسيحية.
والمخطوطات الاكثر اكتمالا يملكها متحف اسرائيل، اضافة الى قطع اصغر اكتشفت لدى مؤسسات اخرى وضمن مجموعات خاصة، بينما تمتلك السلطات الاثرية الاسرائيلية مئات آلاف القطع من المخطوطات الـ900، وتستعد لاطلاق مشروعها المستقل لعرضها على الانترنت ايضا، بالتعاون مع "جوجل"، وتتوجه به خصيصا الى الباحثين البيبليين. ومن المتوقع انجازه بحلول عام2016.
ومن الآن الى هذا التاريخ، تكون كل اللفائف باتت متوافرة على الانترنت.
* http://dss.collections.imj.org.il/isaiah
وكالات