كشفت صحيفة كريستيان تايمز الألكترونية في عددها الصادر يوم أمس الأحد، عن حملة شرسة من الإضطهاد الديني ضد الكنائس وأعضائها في الصين، أسفرت لغاية اليوم عن إزالة نحو 1800 صليب من أعلى الكنائس وأعتقال العشرات من قادة وأعضاء الكنائس في مصحات للأمراض العقلية.
وقالت الصحيفة ان السلطات الصينية هاجمت في منتصف شهر يونيو حزيران الماضي كنيسة فينيارد فوشان في مقاطعة قوانغدونغ جنوب البلاد، لتقوم بعد ذلك بمصادرة نحو 19 كتاب ديني وسرقة نحو 2888 يوان من أموال الكنيسة وقطع التيار الكهربائي والماء عن الكنيسة.
ونقلت الصحيفة عن عضواً في الكنيسة رفض الكشف عن أسمه لأسباب أمنية إلى ان الهجوم لا يعد مجرد حادث عابر، بل هناك حملة منظمة من قبل السلطات الصينية لإستهداف الكنائس وأعضائها منذ فترة طويلة. وأضاف: "وضعنا مجهول للغاية في الصين. خدمنا في هذا المكان منذ عشرات السنين وواجهنا الكثير من الإضطهاد الديني".
وفي ذات السياق، نقلت الصحيفة عن القس تشانغ من كنيسة تشونغ الكاثوليكية في مقاطعة قوانغدونغ قوله: "تعتبر السلطات الصينية الكنائس تجمع غير قانوني ما لم تنظم إلى الكنيسة البروتستانتية التي تقودها الدولة". وأضاف: "تعمل السلطات الصينية ايضاً على الضغط على مُلاك الكنائس بهدف إلغاء عقود إيجار الكنائس، ونحن أمام خيارين اما الإنظمام إلى الكنيسة البروتستانتية أو الأغلاق القسري".
وفي مطلع العام الحالي، أعتقلت السلطات الصينية القس جوزيف، وهو راعي أكبر كنيسة بروتستانتية في الصين، وذلك لقيامه بالإحتجاج علناً ضد حملة الحكومة الصينية لإزالة الصلبان من أعلى الكنائس. ويقول المدافعون عن حقوق الإنسان ان الحكومة الشيوعية في الصين تعمل على "إضطهاد قادة الكنائس الذين تعتبرهم تهديداً لسلطة الحكومة".
وأتهم نائب رئيس معونة الصين كودي كنيسّ، وهو من مجموعة مكرسة لتعزيز الحرية الدينية في الصين، في تصريح له لمجلة ريليفينت الأمريكية، الحكومة الصينية بقيادة حملة منهجية لإضطهاد الكنائس وقادتها وأعضائها منذ عقود تنامت بصورة كبيرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وأضاف: "هناك إضطهاد غير مسبوق للكنائس في الصين والجميع يتخوف من الكلام حول هذا الموضوع في وسائل الإعلام، حيث عملت السلطات الصينية على إزالة نحو 1800 صليب من أعلى الكنائس خلال السنوات الثلاث الأخيرة، كما أرسلت العشرات من قادة وأعضاء الكنائس إلى مصحات للأمراض العقلية يتعرضون فيها للضرب والتعذيب والإهانة". وأكمل كنيسّ تصريحه للمجلة بالقول: "هناك مشروع سياسي للحكومة المركزية يهدف إلى إضطهاد الكنائس في الصين. والشيء المهم الذي ينبغي التأكيد عليه في حالة القس جوزيف هو ان الحكومة الصينية بدأت بالفعل وبشكل منهجي إضطهاد وإعتقال الرعاة وهدم الكنائس وتحطيم الصلبان".
ويرجح المراقبون ان السلطات الصينية تعمل على إرساء سياسة الإلحاد الرسمي في البلاد، الا ان هذه السياسة على ما يبدو لا تشمل الطوائف الشعبية الصينية والكونفوشيوسية والبوذية. ويشير المراقبون ايضاً إلى سيطرة الحكومة الصينية على الكنيسة البروتستانتية التي تقودها الدولة، حيث كتبت السلطات الصينية لاهوت الكنيسة بما يتماشى مع الأيديولوجية الشيوعية والطوائف الشعبية الصينية. وبالاضافة إلى ذلك، تفرض السلطات الصينية المراقبة الأمنية على أموال هذه الكنيسة ورسائلها الالكترونية والبريدية وكذلك المواعظ والخطب، وهو مما أدى إلى إستخدام ما يعرف في الصين بكنائس المنازل "الكنائس السرية".