ناشطون مسيحيون: لا نخاف الربيع العربي فنحن أساس الثورة

تثير قضية المخاوف المسيحية في بلدان الربيع العربي من تكرار تجربة المسيحيين العراقيين لديها، جدلاً واسعاً ليس في تلك البلدان، وإنما في أوساط المهاجرين الذين نزح عدد كبير منهم، خصوصًا من العراق، بفعل عمليات القتل والتهجير التي تعرضوا لها.
30 ابريل 2012 - 18:18 بتوقيت القدس
تكريم المتحدثين في الندوة
تكريم المتحدثين في الندوة

ستوكهولم: رأى ناشطون مسيحيون من الشرق الأوسط التقوا في ستوكهولم أن من مصلحة المسيحيين الوقوف مع ثورات الربيع العربي في الدول العربية، والمشاركة فيها بفعالية، وعدم الخوف من تكرار ما حدث في العراق، لكنهم اتفقوا على ضرورة الإستفادة من دروس ما حدث للمسيحيين في العراق.

جاء ذلك في ندوة عُقدت على هامش مؤتمر للقوات اللبنانية عُقد في ستوكهولم يومي 28 و29 نيسان الجاري. وشاركت في الندوة شخصيات سياسية وناشطون قوميون من لبنان وسوريا والعراق، بينهم ممثل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والنائب البرلماني جوزيف معلوف.

وشهدت الندوة نقاشات وآراء متباينة، لكنها اتفقت في مجملها على ضرورة تبديد الخوف المسيحي من ثورات الربيع العربي، والمشاركة فيها بقوة.

النائب جوزيف معلوف: " على المسيحيين التواصل مع الطوائف الأخرى وأحرارها"

قال النائب اللبناني جوزيف معلوف لـ "إيلاف" حول نظرته الى مستقبل المسيحيين في الشرق الأوسط على ضوء ثورات الربيع العربي:" إن ما نفعله اليوم هو خطوة للإلتزام المتجدد بدور المسيحيين المشرقيين بالمحافظة على الثقافات ككل في الشرق الأوسط"، مشدداً على أن ذلك يتطلب "احترام سيادة الدول بشكل عام، وأن يلعب المسيحيون المشرقيون دورهم الطبيعي في التواصل مع الطوائف الأخرى في المنطقة، ومع الأحرار فيها، الذين هم بالنتيجة يعبرون بطريقة واضحة جدًا عن رغبتهم بالديمقراطية والحرية".

وأضاف أن "هذا التلاقي هو طبيعي خاصة إذا انطلقنا من القيم الأساسية المسيحية، اضافة الى الإيمان بالحرية والديمقراطية والتعددية المفروض أن نحافظ عليها كلنا في الشرق الأوسط".

جانب من الحضور في ندوة ستوكهوم
جانب من الحضور في ندوة ستوكهوم

بيقاشا: " الصراع السني – الشيعي أكبر الأخطار على المسيحيين"

أما الناشط السويدي من أصل عراقي أسكندر بيقاشا فيقول لـ "إيلاف" تعليقًا على موضوع الندوة: " إن مستقبل المسيحيين في بلدان الشرق الأوسط مرتبط الى حد كبير بالصراعات الإقليمية والدولية، إضافة الى الصراعات القومية والطائفية، كما يحدث في العراق".
ويعتقد بيقاشا أن القضية الأخطر التي تنعكس عليهم سلبًا هي الصراع الشيعي – السني، "لأن هذا الصراع يختلف عن الصراع العربي – الإسرائيلي، الذي يعتبر المسيحيين جزءاً من العرب، لكن الصراع الشيعي – السني، أدى بالمسيحيين الى الشعور بالاضطهاد والتهميش والإغتراب عن الأنظمة في كلا الطرفين، خاصة وأن هذا الصراع يؤدي إلى تأجيج المد الديني".

ويرى بيقاشا أن "معظم التيارات الدينية الموجودة على الساحة في الدول العربية، لا تؤمن أساسًا بما تدعي به، لكنها تحاول تأجيج المشاعر الدينية لحشد التأييد لها ضد الطرف الآخر". ويقول: "إن هذه السياسة تؤدي الى بروز مد ديني متطرف يولّد جوًا مشحوناً وعدم استقرار في المنطقة. وبالتالي، فإن المسيحيين يشعرون بأنهم لم يعد لهم مكان في هذه البلدان، لذلك نراهم يهاجرون بكثرة".

لكن بيقاشا الذي كان من الناشطين في تنظيم التظاهرات خلال السنوات الأخيرة في ستوكهولم تضامنًا مع المسيحيين العراقيين، يجد نقاطًا مضيئة في الربيع العربي، وهي "أن الشعوب العربية بدأت التفكير بالحرية والديمقراطية، والبحث عن حريتها الشخصية، وهذا برأي سيؤدي في النهاية الى تغيّرات جذرية لي كل الأمل أن تسفر عن دول ديمقراطية دستورية تحترم حقوق الإنسان".

وشدد أن الكثير من المسيحيين "سيفضلون البقاء في بلدانهم على الهجرة في حال نجاح هذه الشعوب في تغيير الانظمة والإتيان بأنظمة ديمقراطية بدلاً عنها، كما أن الكثير من الذين هاجروا سيفكرون بالعودة مرة ثانية في حال توفر الأمن والظروف الاقتصادية والسياسية المناسبة".

وتثير قضية المسيحيين في المهاجر ردود فعل كبيرة خصوصًا بعد الذي تعرض له المسيحيون في العراق من عمليات قتل وتهجير، حيث يعيش في هذه الدول عشرات الآلاف من المسيحيين المهاجرين، الذين باتت لديهم منظمات وجمعيات تمارس ضغطًا ولو محدودًا على صناع القرار في الدول الاوروبية.

مارون عون: " نتعلم من تجربة العراق حتى لا نقع في الخطأ نفسه"!

مارون عون
مارون عون

وقال الناشط السياسي اللبناني مارون عون لـ "إيلاف": "إن الندوة كانت ناجحة من حيث تنوع الحضور والقضايا التي طُرحت فيها للنقاش، ومن القضايا الهامة التي جرى التركيز عليها، كانت قضية الإستفادة من تجربة المسيحيين العراقيين حتى لا نقع في الأخطاء نفسها في المستقبل، وأن نكون مشاركين في العملية السياسية كشركاء".

وعبر عون عن تفاؤله لمستقبل المسيحيين في الشرق الأوسط، وقال: "هذه ليست أول أزمة أو محنة تمر بالمسيحيين في الشرق، فقد مرت أزمات طويلة وعديدة عبر السنوات الماضية، وبالتالي نحن متفائلون، فالتجربة اللبنانية أكبر برهان، من خلال تجربة حزب القوات اللبنانية الذي يُعد الحزب المسيحي الأول في المنطقة، فقد مر بعصر إضطهاد وقتل وتصفيات جسدية، حتى الأمس القريب عندما حاولوا العودة الى التصفيات الجسدية التي كلها لن تثني التغيير".

وأضاف عون: "مثلما نحاول التعلم من التجربة العراقية، كذلك على الأحزاب المسيحية في الدول العربية التعلم من تجربة القوات اللبنانية كي تكون لديها استراتيجية، ونفس طويل، ومستعدة لدفع أثمانٍ تدفعها كل المجتمعات التي تطلب التغيير".

أنطوان بارد: "نحن أساس الثورة، وعلى المسيحيين توحيد صفوفهم أولاً"

رئيس قطاع الانتشار للقوات اللبنانية في الخارج انطوان بارد قال لـ "إيلاف": "إن على المسيحيين المشرقين أولاً توحيد صفوفهم الداخلية في البلدان التي يتواجدون فيها، ويعملون نهضة داخلية، وأنا برأي المسيحي من دون حرية لا وجود له ولا يستطيع العيش، وبالتالي نحن أساس الثورة في لبنان والدول العربية كلها، وعلينا أن نكون كما كنا سابقاً رواداً في هذا المجال".

وشدد بارد على أن الثورات مهما رافقتها من ممارسات سلبية فهي أفضل بكثير من الانظمة الدكتاتورية الحاكمة حاليًا في البلدان العربية.

المصدر: ايلاف

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. جواكين زريق 30 ابريل 2012 - 23:43 بتوقيت القدس
هذا مدهش تماماً! هذا مدهش تماماً!
ما هي يا تُرى تلك الأخطاء التي وقعت في العراق و التي يجب التعلم منها و تجنبها بالتحديد؟ على حد فهمي، النكبة التي حلت بمسيحيي العراق جائت كنتيجة مباشرة لسقوط نظام الطاغية صدام حسين الذي كان يحفظ النظام في البلد و يحمي المسيحيين. فهل يقصد الجهابذة المؤتمرون القول هنا بأَن إسقاط ذلك النظام المستبد كان خطئ؟ و إذا كان الأمر كذلك، فأن تجنب مثل ذلك الخطئ يعني السعي للأبقاء على الأنظمة المستبدة الأُخرى. و ما نظام بشار الأسد في سوريا عنك ببعيد. أم أن المقصود شيأً آخر؟ لنطبق وصية المسيح المتعلقة بالصدق و لو لمرة وا حدة في حياتنا. أو، كما قال الشيخ بشير الجميل في حياته، "بدي إياكن تؤولو الحئيئة مهما كانت صعبه هيدي الحئيئة." فأذا كان المقصود هو السعي للأبقاء على أنظمة الطغيان التي تحفظ النظام و تدافع عن المسيحيين؛ فكيف نقول أننا مع الربيع العربي؟ هذا يبدو لي قمة في الألتباس و الأِلباس؛ بل السخف و الِأسفاف. لكم الله يا مسيحيوا الشرق على مثل هكذا قادة؛ قصيروا النظر و فاقدوا البصيرة. و تذكروا بأنه إذا كان الأعمى يقود أعمى، فأن الأثنين سيقعان في الحفرة.
قد يهمك ايضا