تشهد عدة دول أوروبية في الآونة الأخيرة موجة متزايدة من الاعتداءات على المسيحيين ودور العبادة، ما أعاد إلى الواجهة مصطلح "كريستيانوفوبيا" أو رهاب المسيحية.
وبحسب ما أوردته وكالات، فقد جرى توثيق ما يقرب من 2444 حادثة عنف وتمييز ضد المسيحيين في 35 دولة أوروبية خلال عام 2023. شملت هذه الحوادث اعتداءات على الكنائس، تدنيسًا للرموز الدينية، وهجمات لفظية وجسدية ضد أفراد من الطوائف المسيحية.
ويرى مراقبون أن هذه الظاهرة، وإن لم تكن جديدة، إلا أنها آخذة في التصاعد في ظل التحولات الاجتماعية والسياسية، وازدياد نزعات التطرف، وتراجع القيم الدينية في بعض المجتمعات الأوروبية.
كما عبّر قادة كنسيون عن قلقهم من “محاولة إقصاء المسيحية عن المشهد العام الأوروبي”، معتبرين أن الاعتداءات المتكررة ليست مجرد أفعال فردية، بل تعكس اتجاهًا متناميًا من العداء تجاه الدين المسيحي وثقافته.
وفي ضوء ذلك، دعت منظمات مسيحية وحركات حقوقية الحكومات والاتحاد الأوروبي إلى تشديد الإجراءات الأمنية لحماية الكنائس والمؤمنين، والتعامل مع الجرائم ضد المسيحيين كجرائم كراهية تستوجب محاسبة صارمة.
ويؤكد محللون أنّ مواجهة هذه الظاهرة تتطلب جهودًا مشتركة بين الكنيسة والدول الأوروبية، ليس فقط على المستوى الأمني والقانوني، بل أيضًا من خلال تعزيز ثقافة الاحترام المتبادل وترسيخ القيم المسيحية التي شكّلت جزءًا أساسيًا من الهوية الأوروبية عبر القرون.