شهدت الولايات المتحدة خلال الأيام الأخيرة حدثًا لافتًا تمثّل في تنظيم معرض خاص حمل عنوان “اللاعبون المسيحيون يجدون مجتمعهم”، جمع بين مطوري ألعاب الفيديو المسيحية ومجتمع اللاعبين الباحثين عن محتوى يتماشى مع إيمانهم وقيمهم.
الفعالية لم تكن مجرد تظاهرة ترفيهية، بل جسّدت خطوة نوعية نحو تعزيز الحضور المسيحي في عالم يسيطر عليه المحتوى التجاري والعلماني. فقد عُرضت خلال المعرض ألعاب جديدة مستوحاة من قصص الكتاب المقدس، وأخرى تطرح مفاهيم إيمانية مثل الصبر، الغفران، والانتصار على الشر، في قالب تفاعلي يجذب الشباب ويخاطبهم بلغتهم اليومية.
المنظمون أكدوا أن الألعاب الرقمية باتت اليوم وسيلة فعالة للتعليم والتأثير، وأن إدخال البُعد المسيحي فيها يفتح الباب أمام جيل جديد كي يتعرّف على الإيمان بشكل مختلف. فبينما يقضي الملايين من المراهقين والشباب ساعات طويلة أمام الشاشات، تأتي هذه المبادرات لتقدّم لهم محتوى بديلًا، يجمع بين المتعة والفائدة الروحية، ويحوّل وقت اللعب إلى مساحة لاكتشاف معانٍ إيمانية عميقة.
في الوقت الذي تتزايد فيه الأصوات المحذّرة من تأثير الألعاب العنيفة أو التي تروّج لثقافات بعيدة عن روح الإنجيل، يشكّل هذا المعرض ردًا عمليًا، إذ يثبت أن التكنولوجيا لا يجب أن تكون عدوًا للإيمان، بل يمكن أن تصبح حليفًا قويًا لنشر رسالة المسيح.
الحدث حمل أيضًا رسالة واضحة للكنائس في الغرب والشرق: ضرورة الانفتاح على الأدوات الرقمية الحديثة واستخدامها لنقل الإنجيل إلى الأجيال الجديدة. وكما استُخدمت الطباعة سابقًا لنشر الكتاب المقدس، تُستخدم اليوم الألعاب الإلكترونية لزرع البذور الروحية في قلوب الشباب.