في الساعات الأخيرة، تحوّل تطبيق تيك توك إلى ساحة نقاشات واسعة حول موضوع “اختطاف الكنيسة”، وهو الحدث المرتبط بالنبوات المسيحية حول رفع المؤمنين الحقيقيين بالمسيح إلى السماء في أزمنة النهاية. آلاف المقاطع القصيرة انتشرت منذ 24 و25 أيلول/سبتمبر، لتعيد إلى الواجهة فكرة ايمانية جدلية تعود جذورها إلى قرون مضت.
المقاطع المصوَّرة، التي تحاكي مشاهد اختفاء مفاجئ لمؤمنين وبقاء الآخرين في ذهول، لاقت رواجًا كبيرًا بين جيل الشباب، حيث حققت مشاهدات بالملايين خلال ساعات قليلة. كثير من مستخدمي المنصة تعاملوا مع الظاهرة بجدية، فيما اختار آخرون طرحها بأسلوب درامي أو حتى ساخر، ما جعل الموضوع يتصدّر قائمة النقاشات الدينية الرقمية حول العالم.
الخبراء اعتبروا هذه الموجة انعكاسًا لأجواء القلق التي يعيشها العالم: من الحروب والصراعات في الشرق الأوسط إلى الأزمات الاقتصادية والبيئية. فبحسب محللين، يلجأ الشباب إلى رموز دينية ونبوية لمحاولة فهم الحاضر واستشراف المستقبل. غير أنّ بعض القساوسة المسيحيين عبّروا عن خشيتهم من أن تتحول النبوات إلى مادة للإثارة أو التخويف، بدل أن تكون مناسبة للتأمل الروحي والرجاء المسيحي.
في المقابل، هناك من رأى في هذه الظاهرة الرقمية فرصة للكنائس للاقتراب أكثر من جيل الإنترنت، عبر تقديم شروحات لاهوتية واضحة بلغة تناسب العصر، بدل ترك الساحة لمقاطع قصيرة قد تعطي انطباعات غير دقيقة عن الإيمان المسيحي.
ورغم أن فكرة “اختطاف الكنيسة” ليست موضع إجماع بين الطوائف — إذ تفهم الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية هذه النصوص في إطار المجيء الثاني العلني للمسيح في نهاية الأزمنة، بينما يقدّم بعض التيارات الإنجيلية تفسيرًا مختلفًا يركّز على اختطاف مفاجئ للمؤمنين — فإن عودتها إلى دائرة الضوء بهذا الشكل الرقمي تطرح على الكنيسة سؤالًا ملحًا: كيف يمكن مواجهة هذه الموجات الإعلامية بما يخدم رسالة الإنجيل؟
وبينما تتواصل المشاهدات والتعليقات بالملايين، يبدو أن “الاختطاف” لم يعد مجرد موضوع لاهوتي، بل تحوّل إلى ظاهرة اجتماعية–إعلامية تفرض نفسها بقوة في خريف 2025.