كيفية تقديم رسالة الإنجيل من خلال قصة من الكتاب المقدس

لا ينبغي أن نحكي هذه القصص كما لو أننا نسرد روايات من التاريخ، لكن علينا أن نركز على الله ومعاملاته وطرقه.
26 يونيو 2018 - 14:33 بتوقيت القدس

هناك قصص وأمثال كثيرة في الكتاب المقدس يمكن أن تُقدم من خلالها رسالة الإنجيل منها:

قصة زكا (إنجيل لوقا 19)، المرأة الزانية (إنجيل يوحنا 8)، قصة السامرية (إنجيل يوحنا 4)، وكرنيليوس (أعمال الرسل 10)، ومثل الابن الضال (إنجيل لوقا 15)، مثل الفريسي و العشار (إنجيل لوقا 18)،أو مثل عرس ابن الملك (إنجيل متى22: 1- 14).. وغيرها 

يوجد كثيرون حولنا يحبون الإستماع للقصص وخاصة في مجتمعاتنا العربية. إن قصص الكتاب المقدس ليست كباقي القصص فهي مغيرة للحياة. هذا المقال سيدفعك ويشجعك ان كنت مؤمناً على تقديم رسالة المسيح  من خلال قصص الكتاب المقدس. لا ينبغي أن نحكي هذه القصص كما لو أننا نسرد روايات من التاريخ،  لكن علينا أن نركز على الله ومعاملاته وطرقه. 

ما الذي يجب أن نقدمه من خلال هذه القصص؟
يوجد مبادئ روحية أساسية يجب أن ندركها بقلوبنا ونحفظها بأذهاننا لكي نشارك رسالة الخلاص بصورة واضحة. وهذه المبادئ مبنية على رسالة المسيح الكاملة في كلمة الله. هذه المبادئ هي: أن الله يحب كل إنسان. أن جميعنا أخطأنا ولا نستطيع تخليص أنفسنا من الخطية.أن المسيح وحده هو طريق الخلاص. أن كل منا يحتاج أن يتخذ قراراً ويسلم حياته للمسيح.

وإليك مثالاً على تقديم هذه المبادئ من خلال قصة بارتيماوس كما جاءت في إنجيل مرقس 10: 46 - 52 "وجاءوا إلى أريحا. وفيما هو خارج من أريحا مع تلاميذه وجمع غفير، كان بارتيماوس الأعمى بن تيماوس جالسا على الطريق يستعطي. فلما سمع أنه يسوع الناصري، ابتدأ يصرخ ويقول: يا يسوع بن داود، ارحمني. فانتهره كثيرون ليسكت، فصرخ أكثر كثيرا: يا ابن داود، ارحمني. فوقف يسوع وأمر أن ينادى. فنادوا الأعمى قائلين له: ثق، قم، هوذا يناديك. فطرح رداءه وقام وجاء إلى يسوع. فأجاب يسوع وقال له: ماذا تريد أن أفعل بك؟ فقال له الأعمى: يا سيدي، أن أبصر. فقال له يسوع: اذهب. إيمانك قد شفاك. فللوقت أبصر، وتبع يسوع في الطريق".

فالله أعلن عن محبته لبارتيماوس من خلال سماعه لصراخه، واهتمامه الشخصي به .. إذ نرى يسوع قد أوقف الجموع لأجله وناداه. وأنت أيضاً، الله يعرف آلامك وصراخك ويناديك. إنه يحبك ويريد أن يعلن عن محبته لك.

أدرك بارتيماوس عجزه، وأنه محتاج للتغيير لكي يبصر ويرى يسوع. وكذلك كل إنسان منا أخطأ ويحتاج للتغيير. "إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" (رومية 22:3 - 23).
أدرك بارتيماوس أن احتياجه الحقيقي لا يسدده إلا الرب يسوع وحده، فنادى: "يا يسوع يا ابن داود، ارحمني (خلصني)". ولذلك يقول الرب يسوع في الكتاب المقدس: "تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال و أنا أريحكم" ( مت 11 : 28). والمسيح هو الطريق الوحيد للخلاص من الخطية ونوال الحياة الأبدية. قال المسيح: "أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي الى الآب إلا بي." (يو 14: 6).

بارتيماوس الأعمى لم يكتفِ  بأن يعرف أن الحل عند يسوع المسيح وحده، لذلك قرر أن يطلب الرحمة والخلاص، وأن يتبع يسوع من كل القلب. فهل تريد أن تفعل مثله لكي ترى يسوع وتنال الحياة الجديدة وغفران الخطايا؟ المعرفة العقلية أو الإقتناع وحده لا يكفي لاتباع الرب يسوع . المعرفة ينبغي أن يتبعها قرار وتسليم الحياة لقيادة المسيح.

بامكانك أيضاً قراءة مقابلة المسيح  مع السامرية (يوحنا 4 : 5 -  18)، والبحث فيها عن المبادئ الروحية (محبة الله، خطية الإنسان، المسيح هو الطريق الوحيد، حتمية قبول واتباع المسيح) .. بعد أن تجد الحقائق .. أعد سرد القصة بالطريقة السابقة. و شارك رسالة الإنجيل مع شخص واحد على الأقل هذا الأسبوع. 

لنشكر الرب من أجل كلمته، وخلاصه المعلن فيها لكل من يؤمن.. ولنطلب منه أن يساعدنا أن نلهج فيها، وأن يعلمنا أن نتمثل بهذه الشخصيات فنثق فيه مسلمين له حياتنا بالتمام. أعطني يا إلهي الغيرة والحب لكي أشارك الناس من حولي ما تعلمته ليختبروا الحياة الأفضل مثلما اختبرها الكثيرون فتغيرت حياتهم. آمين.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا