الكتاب المقدس من التكوين إلى الرؤيا يشير إلى أهمية العيش في مخافة الرّب، ويذكر الوحي المقدس عبارة "مخافة الرّب" (21) مرة، 20 مرة في العهد القديم (منها 14 مرة في سفر الأمثال)، ومرة واحدة في العهد الجديد.
ما هي مخافة الرّب؟
يعرّف الكتاب المقدس مخافة الرّب على لسان حكيم الأجيال سليمان بأنها رأس المعرفة (أمثال1: 7)، ورأس الحكمة (مزامير111: 10)، وبدء الحكمة (أمثال9: 10). وهي الحكمة الحقيقية (أيوب28: 28)، ومعرفة القدوس (أمثال9: 10). فهي أدب وحكمة وتواضع (أمثال15: 33). أي أن كنوز الحكمة الحقيقية هي في مخافة الرّب، ولا توجد معرفة حقّة بعيدة عن الله، فالمعرفة الحقيقية هي أولا وقبل كل شيء المعرفة المستنيرة بحكمة الهية والموجّهَة بمشورته الحكيمة.
ما هي بركات مخافة الرّب؟
مخافة الرب هي ينبوع حياة (امثال14: 27)، فيها الحياة المديدة إذ تزيد الأيام (أمثال10: 27)، ثوابها غنى وكرامة وحياة (أمثال22: 4)، وهي للحياة في بيت شبعان لا يتعهده الشر (أمثال19: 23). مخافة الرّب خير من أشياء كثيرة وعظيمة فـ "اَلْقَلِيلُ مَعَ مَخَافَةِ الرَّبِّ، خَيْرٌ مِنْ كَنْزٍ عَظِيمٍ مَعَ هَمٍّ" (امثال15: 16). مخافة الرّب مبنية على ثقة شديدة أن الرّب لبنيه ملجأ (أمثال14: 26).
كيف وبماذا تنبهنا مخافة الرّب؟
عندما تترعرع فينا مخافة الرّب فإنها تنبهنا للحيدان عن الشر (أيوب28: 28 وأمثال16: 6)، بل إلى بغض الشر والكبرياء والتعظّم وطريق الأشرار وفم الأكاذيب (أمثال8: 13)، فلا نحسد الخاطئين (أمثال23: 7)، ولا نظلم الآخرين بالحكم عليهم والقضاء بحسب نظر العين أو سمع الأذن (إشعياء11: 3)، لئلا نحسب مع الأشرار لأن سنو الأشرار تقصّر (أمثال10: 27)، وبيوتهم يتعهدها الشر (امثال19: 23)، وخطواتهم تقودهم إلى أشراك الموت (امثال14: 27).
مَن يحتقر مخافة الرّب؟
الجاهلون يحتقرون مخافة الرّب والحكمة والأدب (أمثال1: 7) ويبغضون العلم المستنير، ولم يختاروا مخافة الرّب، ولم يرضوا بمشورته، ورفضوا توبيخه وتأنيبه (أمثال1: 29 و30).
ماذا عليّ أن أعمل؟
أحتاج كل يوم بل كل لحظة أن أكون صاحيًا ومصغيًا لصوت الرّب لأتعلم مخافته، فالمرنم بوحي سماويّ يدعونا "هَلُمَّ أَيُّهَا الْبَنُونَ اسْتَمِعُوا إِلَيَّ فَأُعَلِّمَكُمْ مَخَافَةَ الرَّبِّ" (مزمور34: 11)، فالاستماع والتعلّم يقودنا للفهم وتحقيق الهدف "فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُ مَخَافَةَ الرَّبِّ، وَتَجِدُ مَعْرِفَةَ اللهِ" (أمثال2: 5). فنحن مدعوون لنعيش في مخافة الرّب اليوم كله (أمثال23: 17) أي كل الوقت وليس فقط في وقت الصلاة بل في البيت والعمل ومع الأصدقاء وفي كل ما نفكر ونقول ونعمل،
من هو مثالنا الأروع؟
هو واحد ليس له مثيل، ولا يضاهيه أحد، تنبأ عنه اشعياء النبي ووصفه بوحي إلهي على أنه قضيب من جذع يسى ومن أصوله، هو نسل داود بل ربّ داود، وتنبأ عنه قائلًا: "وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ، فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ، وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ" (إشعياء11: 2 و3)، فهو فيه وحده تتحقق النبوة بكل عمق معانيها "فَيَكُونُ أَمَانُ أَوْقَاتِكَ وَفْرَةَ خَلاَصٍ وَحِكْمَةٍ وَمَعْرِفَةٍ. مَخَافَةُ الرَّبِّ هِيَ كَنْزُهُ" (أشعياء 33: 6)، فهو مصدر الأمان والخلاص والحكمة والمعرفة وهو "الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ" (كولوسي2: 3). فعندما نتلذذ بالعيش وبالسيرة المقدسة وفقًا لآثار خطوات الرّب يسوع عندها ندرك حقًا ماهية مخافة الرّب، وعندها نستطيع أن نقول كقول بولس الذي تمثل بالرّب يسوع "فَإِذْ نَحْنُ عَالِمُونَ مَخَافَةَ الرَّبِّ نُقْنِعُ النَّاسَ. وَأَمَّا اللهُ فَقَدْ صِرْنَا ظَاهِرِينَ لَهُ، وَأَرْجُو أَنَّنَا قَدْ صِرْنَا ظَاهِرِينَ فِي ضَمَائِرِكُمْ أَيْضًا" (2 كورنثوس5: 11)، فعندما نعيش في مخافة الرّب نستطيع أن نقنع الآخرين بصدق الطريق إلى الحياة ونرشدهم إلى الباب المؤدي إلى السماء، ليختبروا سلام الله الذي يفوق كل عقل وينالوا بالإيمان بالرّب حياة أبدية، فعندما تكون حياتنا انعكاسًا متناغمًا مع أقوالنا عندها يستمع الناس لنا وتكون لنا فرصة لنقنعهم بسر الرجاء الذي لنا في المسيح يسوع مخلصنا.
وقد أصاب لبّ الهدف القس يوسف قسطة الذي لخص مضمون مخافة الرّب بقوله "من يخاف الله، لا خوف فيه ولا خوف منه ولا خوف عليه".
آيات عن مخافة الرّب: الآيات من موقع www.injeel.com :
أيوب 28:28
وَقَالَ لِلإِنْسَانِ: هُوَذَا مَخَافَةُ الرَّبِّ هِيَ الْحِكْمَةُ، وَالْحَيَدَانُ عَنِ الشَّرِّ هُوَ الْفَهْمُ».
المزامير 11:34
هَلُمَّ أَيُّهَا الْبَنُونَ اسْتَمِعُوا إِلَيَّ فَأُعَلِّمَكُمْ مَخَافَةَ الرَّبِّ.
المزامير 10:111
رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ. فِطْنَةٌ جَيِّدَةٌ لِكُلِّ عَامِلِيهَا. تَسْبِيحُهُ قَائِمٌ إِلَى الأَبَدِ.
الأمثال 7:1
مَخَافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ، أَمَّا الْجَاهِلُونَ فَيَحْتَقِرُونَ الْحِكْمَةَ وَالأَدَبَ.
الأمثال 29:1
لأَنَّهُمْ أَبْغَضُوا الْعِلْمَ وَلَمْ يَخْتَارُوا مَخَافَةَ الرَّبِّ.
الأمثال 5:2
فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُ مَخَافَةَ الرَّبِّ، وَتَجِدُ مَعْرِفَةَ اللهِ.
الأمثال 13:8
مَخَافَةُ الرَّبِّ بُغْضُ الشَّرِّ. الْكِبْرِيَاءَ وَالتَّعَظُّمَ وَطَرِيقَ الشَّرِّ وَفَمَ الأَكَاذِيبِ أَبْغَضْتُ.
الأمثال 10:9
بَدْءُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ، وَمَعْرِفَةُ الْقُدُّوسِ فَهْمٌ.
الأمثال 27:10
مَخَافَةُ الرَّبِّ تَزِيدُ الأَيَّامَ، أَمَّا سِنُو الأَشْرَارِ فَتُقْصَرُ.
الأمثال 26:14
فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ ثِقَةٌ شَدِيدَةٌ، وَيَكُونُ لِبَنِيهِ مَلْجَأٌ.
الأمثال 27:14
مَخَافَةُ الرَّبِّ يَنْبُوعُ حَيَاةٍ لِلْحَيَدَانِ عَنْ أَشْرَاكِ الْمَوْتِ.
الأمثال 16:15
اَلْقَلِيلُ مَعَ مَخَافَةِ الرَّبِّ، خَيْرٌ مِنْ كَنْزٍ عَظِيمٍ مَعَ هَمٍّ.
الأمثال 33:15
مَخَافَةُ الرَّبِّ أَدَبُ حِكْمَةٍ، وَقَبْلَ الْكَرَامَةِ التَّوَاضُعُ.
الأمثال 6:16
بِالرَّحْمَةِ وَالْحَقِّ يُسْتَرُ الإِثْمُ، وَفِي مَخَافَةِ الرَّبِّ الْحَيَدَانُ عَنِ الشَّرِّ.
الأمثال 23:19
مَخَافَةُ الرَّبِّ لِلْحَيَاةِ. يَبِيتُ شَبْعَانَ لاَ يَتَعَهَّدُهُ شَرٌّ.
الأمثال 4:22
ثَوَابُ التَّوَاضُعِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ هُوَ غِنًى وَكَرَامَةٌ وَحَيَاةٌ.
الأمثال 17:23
لاَ يَحْسِدَنَّ قَلْبُكَ الْخَاطِئِينَ، بَلْ كُنْ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ الْيَوْمَ كُلَّهُ.
أشعياء 2:11
وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ.
أشعياء 3:11
وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ، فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ، وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ،
أشعياء 6:33
فَيَكُونُ أَمَانُ أَوْقَاتِكَ وَفْرَةَ خَلاَصٍ وَحِكْمَةٍ وَمَعْرِفَةٍ. مَخَافَةُ الرَّبِّ هِيَ كَنْزُهُ.
2 كورنثوس 11:5
فَإِذْ نَحْنُ عَالِمُونَ مَخَافَةَ الرَّبِّ نُقْنِعُ النَّاسَ. وَأَمَّا اللهُ فَقَدْ صِرْنَا ظَاهِرِينَ لَهُ، وَأَرْجُو أَنَّنَا قَدْ صِرْنَا ظَاهِرِينَ فِي ضَمَائِرِكُمْ أَيْضًا.