معطلات النهضة الروحية

يوجد معطل واحد يعترض طريق قوة الله وعمل روحه المبارك، وهذا المعطل هو الخطية. نعم انها اكبر مانع لحدوث النهضات الروحية، وانها بمفردها دون اي عامل اخر، تعطل عمل روح الله في تبكيت النفوس وارجاعها اليه
25 مايو 2014 - 13:19 بتوقيت القدس

معطلات النهضة الروحية

يوجد معطل واحد يعترض طريق قوة الله وعمل روحه المبارك، وهذا المعطل هو الخطية. نعم انها اكبر مانع لحدوث النهضات الروحية، وانها بمفردها دون اي عامل اخر، تعطل عمل روح الله في تبكيت النفوس وارجاعها اليه، يقول كاتب المزمور 66: "إن راعيت إثما في قلبي لا يستمع لي الرب" (مزمور 66: 18)، ويقول إشعياء النبي: "ها ان يد الله لم تقصر عن ان تخلص ولم تثقل اذنه عن ان تسمع، بل اثامكم صارت فاصلة بينكم وبين الهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع لان ايديكم قد تنجست بالدم واصابعكم بالاثم" (اشعياء 59: 1-3). لذلك نرى ان الخطية تحول بيننا وبين الله وتجعله يستر وجهه الكريم عنا حتى لا يسمع صلواتنا واصوات تضرعاتنا، وان كنا نريد ان تجري بيننا نهضه عظيمه لا بد ان نعزل الخطية من حياتنا كأفراد وكجماعة.

عبثًا نصلي وعبثًا نتذلل وعبثًا نقضي الليالي الطويلة على ركبنا ان لم ندِن الخطية ونعزلها من حياتنا.

يجب ان نتوب عن كل خطية لكي يباركنا الله ولست اقصد بالتوبة الحسرة والشعور بالالام نتيجة لما انتابنا بسبب الخطية، ولكن اقصد الحزن العميق على الخطية من حيث انها تعدي على وصايا الله، ان الاعتراف الكامل المصحوب بتذلل وانكسار يشبع قلب الرب، اتذكرون الرجل الغني لما كان في مكان العذاب لم تبدر منه كلمة ندم واحدة على أساه او أسفه على خطيته إلى الله (لوقا 16: 23-31) اننا لا نرى كلمة واحدة تشير الى توبة الغني وحزنه وأسفه على الخطية كل ما نستنتجه ان كلامه كان تحسر على ماضيه الرهيب والعذاب الشديد لوجوده في الهاوية، الامر الذي جعله يطلب من ابيه ابراهيم ان يرسل احدًا لإخوته الخمسة عساهم يتوبون فلا يكون مصيرهم كمصيره.

قارنوا بين هذا الغني وداوود الذي بعدما ارتكب خطية الزنى والقتل وسفك الدماء شعر بهول الخطية وشناعتها فتاب قبل ان يبكي وندم قبل ان يتذلل بالتراب والرماد " اغسلني كثيرا من اثمي ومن خطيتي طهرني 3. لأني عارف بمعاصي وخطيتي امامي دائما. 4 اليك وحدك اخطات والشر قدام عينيك صنعت لكي تتبرر في اقوالك وتزكو في قضائك." (مزمور 51: 2-4) مجرد الحزن لا يعني التوبة؛ فقد حزن يهوذا الاسخريوطي لكنه لم يتب فماذا يقول داوود: "ذبائح الله هي روح منكسرة القلب المنكسر والروح المنسحق يا الله لا تحتقره" (مزمور 51: 17)، "من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم" (امثال 28: 13).

طالما لاحظنا في حياتنا نفوسا جاثية تصلي بحرارة طالبة وجه الله من عمق القب (حسب الظاهر) دون ان تنال اي بركة ما السبب وما المعطل ان كلمة الله تميط اللثام اسمع ما يقول "اثامكم صارت فاصلة بينكم وبين الهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع" (اشعياء 59: 2).

ان كان الامر كذلك فدعنا نعترف لله بخطايانا ولا نكتمها ودعنا نجعل طرقنا الملتوية مستقيمة في عينيه ثم بعد ذلك ننتظر بالإيمان حدوث النهضة، إن "عخانًا" واحدًا يكفي لكي يكدر الشعب كله، دعونا إذًا نرفع قلوبنا الى الله في روح الخشوع والتذلل ونحن نقول مع داوود "اختبرني يا الله واعرف قلبي امتحني واعرف افكاري وانظر ان كان في طريق باطل واهدني طريقا ابديا" (مزمور 139: 23-24).

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا