لماذا أدخل في دين المسيحية وما وراء ذلك في الدنيا والآخرة؟

ماذا قدم لنا الفكر المسيحي من جديد، حتى يمكننا أن نعتنقه، فالدين اليهودي يقدم لنا من خلال توراة موسى والأنبياء فكرة الله الواحد. المسيحية قدمت لنا الطريقة التي بها نستطيع أن نحيا. كيف نتواصل مع الله؟
19 يونيو 2013 - 12:37 بتوقيت القدس

صديقي العزيز،

هذا السؤال جدير بالتفكير، وهو يؤدي بنا الى فكرة في غاية الأهمية. وهو ماذا قدم لنا الفكر المسيحي من جديد، حتى يمكننا أن نعتنقه، فالدين اليهودي يقدم لنا من خلال توراة موسى والأنبياء فكرة الله الواحد، وأن علينا طاعته حتى نحصل على رضاه، بل واعطتنا التوراه الدستور الذي نمشي على هديه حتى نحصل على الرضى الالهي. وأيضا أعطتنا الاسلوب الذي فيه يمكن أن نعالج خطايا السهو من خلال تقديم (الكفارة). ولكن هل قدمت لنا التوراة الحل الامثل الذي من خلاله نستطيع ان نثق أن الله سيدخلنا الى رحابه من خلال تلك العبادة؟!

كانت هناك مشكلة قوية وصعبة وتحتاج الى حل، وهي مشكلة تلك الخطايا التي نخطئ بها إلى الله ونتمرد بها عليه، فكلنا كبشر خطاءون، والنبي داود نفسه قال أن الجميع زاغوا وفسدوا واعوزهم مجد الله، إذا فهنالك احتياج الى مجد الله، الى غفران الله.

هناك شيء آخر. لقد رأيت قوانين البشر، ولنأخذ على سبيل المثال قوانين المرور، فأنا مثلا أجوب شوارع الاسكندرية كل يوم منذ أكثر من عشرين عامًا ولم أفعل مخالفة واحدة. ولكن الدولة لم تعطني مكافأة للسير داخل إطار القانون. ولكن عندما خالفت تعليمات إشارة واحدة فقط استحققت العقاب، وكان لابد من دفع الثمن. قلت لشرطي المرور اليست الحسنات تذهبن السيئات، قال كيف؟ قلت له عشرون عاما اجوب شوارع الاسكندرية دون أن أفعل مخالفة واحدة أليست هذه شفيعة لي أن أتحرر من المخالفة. قال شرطي المرور أنت عندما لا تكسر الاشارة تكون قد أديت واجبك تجاه الدولة، ولا شكر على واجب، أما مخالفة تعليمات اشارة المررو فهي مخالفة تستحق التأديب.

وهنا فكرت في أناس يجمعون الحسنات من كل صوب وجهة حتى يستطيعون أن يحافظوا على ميزان القضاء متعادلا فيدخلون الجنة. واكتشفت أن هذا الامر خطأ فادح. إذ لا شكر على واجب. ما أفعله من حسنات هو ما يجب أن افعله، أما ما أخطئ فيه فيحتاج الى عقاب لأنه كسر للقوانين.
والهنا اله عادل، لا يتجاهل القوانين الموضوعة. لابد من وجود دستور، وقديما قال الله في التوراة لآدم أن أجرة الخطية هي موت، وكسر آدم القانون فاستحق الموت، بل ومات بأن ابتعد عن محضر الله، وصار عليه أن يستعيد العلاقة المفقودة، أو بالأحرى أن يعيد الحياة الى نفسه، ولكن هيهات. فلا يستطيع ان يعيد الحياة الا واهبها. وهنا كان يجب على آدم أن ينتظر التصرف الالهي تجاه هذا الموت الذي وصل اليه نتيجة التمرد وعصيان الله.

كثيرون يسخفون الفكرة، فهل مجرد الأكل من الشجرة يعد بمثابة عصيان يستحق الموت؟! ولكن هذا الأمر يعد عصيان على الخالق، وليس لنا أن نسخفه او نقلل من قيمته، كما انه كان القانون الوحيد الذي يقرر مدى طاعة آدم ومدى خضوعه لله، وعندما أخطأ كان كمن أخطأ في كل القوانين الإلهية، لأنها فعلا كل القوانين التي وضعت في هذا الوقت.

مات آدم، بمعنى أنه انفصل عن الله واهب الحياة. وقطع الله عهدًا مع ابراهيم ونسله، وأعطي الناموس (الشريعة) لموسى والشعب (ما سمي لاحقًا بالديانة اليهودية)، لكن لم يستطع اي إنسان ان يعيشه بالكامل. وجاءت المسيحية.

فماذا قدمت لنا؟

  1. قدمت لنا ذلك الشخص الذي قال عنه القرآن أنه كلمة الله وروحًا منه، وقال عنه الكتاب المقدس انه الكلمة، وابن الله، لقد جاء هذا الإنسان بدون أب بشري تمامًا مثل آدم. إنه يسوع المسيح، وبدأ يحيا في طاعة الله، والخضوع له. تعرض للتجربة من قبل الشيطان مثلما حدث لآدم ولكن السيد المسيح لم يخطئ، مثلما أخطأ آدم، بل انتصر على الخطية.
     
  2. وبانتصاره على الخطية لم يستحق هذا الشخص أن يموت. لقد كان في ملء التواصل مع الله، إذ أنه لم يفعل الخطية التي يمكن ان تفصله عن الله، لذلك لم يكن لموته معنى.
     
  3. ولكن على الرغم من هذا، إلا أنه قدم نفسه وهو البار للموت. ليس لأنه يستحق الموت، ولكن لكي يميت الموت، لكي يقوم من الأموات ويعطي الفرصه لكل من يلتصق به أن يقوم معه. إن من يقبل عمل المسيح هذا يستطيع أن يتواصل مع الله من خلاله وهذا ما قدمته لنا المسيحية.

المسيحية قدمت لنا الطريقة التي بها نستطيع أن نحيا. والمسيح نفسه قال أنا هو القيامة والحياة   فبقيامته أصلح الطريق بين الانسان والله، ذلك الطريق الذي قطع أيام آدم ووُضِع عليه حارس حتى لا يأتي آدم أو أبناءه يحاولون التواصل مع الله بصورة خاطئة.   جاء المسيح وكل من التصق به راضيًا بما فعله وواثقًا أنه الطريق الوحيد للنجاة سيرجع التواصل المفقود مرة أخرى.
هذا ما قدمته المسيحية؛ وما قدمه المسيح، وهو يختلف تماما عن أي ديانة اخرى، لأنها ليست قائمة على أهواء ورغبات أي شخص، ولكنها قائمة على دستور محكم، غير قابل للمساومة؛ سدد المسيح أجرة الخطية التي حدثت بواسطة آدم الأول.

ولكن يبقى أمر آخر: كيف نتواصل مع الله والجميع زاغوا وفسدوا؟ وهنا نرى أمر آخر قدمته المسيحية وتميزت به عن سائر الديانات: أن من يقبل المسيح وعمله، سيسكن فيه روح الله – الروح القدس- ذلك الروح الذي سيتمم كل نقص فينا وينمينا في معرفة الله. وكل الوصايا التي نجدها صعبة سيساعدنا ذلك الروح على تعلمها وممارستها.

صديقي
هل جربت قبول عمل المسيح؟ إذا قبلته ستنال عطية الروح القدس التي من خلالها سوف تتواصل مع الله وتصل إلى ذلك الملكوت المعد لأولاد الله.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. جواكين 19 يونيو 2013 - 18:12 بتوقيت القدس
المسيحية المسيحية
لا شك في أن المسيحية في حالتها المثالية هي دين راقٍ. لكن الذي يرغب في تبديل دينه و إعتناق دين آخر لا ينظر بالدرجة الأولى إلى التعليم المثالي لذلك الدين، و إنما إلى حال المقيمين على ذلك الدين. الواقع هو أن هناك فجوة عميقة جداً جداً بين التعليم المسيحي المثالي و بين الحياة الواقعية للمسيحيين. لا بل أن الحياة الواقعية التطبيقية للمسيحيين تسير بالأتجاه المعاكس تماماً لتعاليم المسيح. و لعله من المنصف القول بأن المسيحيون في الواقع المحسوس في التجربة الأنسانية يخدمنون الشيطان و ليس يشوع. و إذا حكمنا على المسيحيين بثمارهم، نعلم بأن ربهم، في الأغلب الأعم، هو الشيطان، و ليس المسيح. أو لربما أنهم ذلك الملح الذي فقد ملوحته و لم يعد ينفع لشيء سوى أن يلقى في الطريق ليداس من الناس.
1.1. عماد حنا 20 يونيو 2013 - 01:16 بتوقيت القدس
مسيحيين لا مسيحية
تحياتي لك احترم فكرك ... ولكن هناك شيئين 1- التعميم في الحكم على المسيحيين مجحف فهناك كثيرون يسيرون وراء المسيح بأمانة، أما من ولدوا بهوية مسيحية فأنا لا أقصدهم ... ولكن أقصد من اتخذوا قرار اتباع المسيح 2- لا أقصد مطلقا دخول الديانة المسيحية كتنظيم، ولكن اقصد الدخول ضمن شعب يتبع المسيح، وهذا بالنسبة لي مختلف وربما يحتاج الى مقال آخر ... اشكرك كثيرا على رأيك والله يكون معك
1.2. وائل الراوي 20 يونيو 2013 - 22:16 بتوقيت القدس
الى المناظر جواكين
من بداية بشارة ابن الله يسوع المسيح المبارك كانبين اتباعه واحداً من الإثناعشر ، خائناً فلا نستغرب اليوم ان كان من بين المسيحيين المليار ونصف عدد كبير غير أمين لتعاليم الرب يسوع الإله الذي مات عنا ليحيينا ويرفعنا من تفاهة العالم الى مجد الملكوت الأبدي . الميسحس لا يعبد غي الله بيسوع المسيح وبالروح القدس . اما اتباع الشيطان فهم اعداء المسيح وغير المؤمنين به . ام المسيحيين المرتكبين لخطايا في حياتهم فلهم إله يهديهم و مبشرين يعملون على ارشادهم ومن يهتم لأمرهم وقد لا يوجد للجميع . هذا موضوع آخر . فاما انت مع يسوع وتسعى بصدق فتكون مسيحي أو تكون ضد المسيح فهذا هو عبد للشيطان . تحياتي لك .