نتعامل مع اخوتنا وأخواتنا اليهود المتنصرين في هذه البلاد. ويتساءل بعضنا عن عاداتهم المتعلقة بالسبت والختان والطعام والعادات اليهودية الأخرى. فهل نستطيع أن ندعو أي يهودي متنصر إلى بيتنا ليشاركنا وجبة الطعام؟ أو ربما من الأفضل دعوته إلى مطعم حيث تكون بعض قوانين الطعام غير ملزمة (Website of MJRC 3.5). وهل نستطيع أن نأكل اللحم ثم نقدم كوب نسكافيه مع القليل من الحليب؟ سنعالج في هذا المقال القصير مواقف اليهود المتنصرين من قواعد الطعام اليهودية.
أولا، يشدد السيد باروخ ماعوز، وهو يهودي متنصر، أن الإلتزام بالأكل والشرب بحسب القواعد التوراتية قد أُبطل في المسيح، والإلتزام بهذه القواعد هو علامة لضعف الإيمان (Maoz 241). يبني ماعوز حجته معتمدا على قول بولس الرسول الذي اعتبر أن الملتـزمين بقواعد الطعام التوراتية ضعيفي الإيمان (رو 14: 1 – 2). ويضيف بولس قائلا: "إني عالم ومتيقن في الرب يسوع أن ليس شيء نجسا بذاته" (رو 14: 14). وهكذا يبين بولس موافقته مع قول المسيح: "ليس شيء من خارج الإنسان إذا دخل فيه يقدر أن ينجسه... كل ما يدخل الإنسان من خارج لا يقدر أن ينجسه لأنه لا يدخل إلى قلبه بل إلى الجوف، ثم يخرج إلى الخلاء، وذلك يطهر كل الأطعمة" (مر 7: 18 – 19). وهكذا نستطيع أن ندعو ماعوز وأمثاله إلى كل وجباتنا ليلتهم كل طعام نقدمه ثم يشرب معنا كوب نسكافيه.
ثانيا، يؤكد بعض اليهود المتنصرين أنهم بالرغم من رفضهم لبعض قواعد الطعام اليهودية فإن قواعد الطعام التوراتية او البيبلية بعهديها ما زالت سارية المفعول. لاحظ الفرق بين قواعد الطعام اليهودية والقواعد التوراتية. فالأولى تعتمد على التوراة وعلى التقاليد اليهودية الرابانية أما الثانية فتلتـزم بالنصوص الكتابية وهي غير ملزمة بالتفاسير الرابانية. وهكذا لن يأكل هؤلا اليهود المتنصرين بعض أنواع الطيور أو أطعمة أخرى يُحرّمها الكتاب المقدس (Kasdan 110). وفي ذات الوقت لا يقبلون كل الاستنتاجات اليهودية المحافظة. فمثلا، يسمحون لأنفسهم بأكل اللحم وشرب الحليب في نفس اللحظة. وهكذا لا ضير من دعوتهم إلى شطيرة لحم ثم تقديم كوب نسكافيه مع بعض الحليب. ولا توجد مشكلة إذا اردتم أن تلتهموا معا شطيرة اللحمة مع الجبنة (Cheeseburger).
ثالثا، لا يوافق اليهودي المتنصر كينـزر مع الموقفين السابقين. ويشدد كينـزر وآخرون من اليهود المتنصرين على أهمية الإلتـزام بقواعد الطعام التوراتية واليهودية فلا يأكلون الخنزير أو أي طعام مُحرّم. ويعتقد كينـزر أن إبطال قواعد الطعام يبطل وجود الشعب اليهودي (Kinzer 58). وهكذا إن وافق فريق كينزر أن يلتهم شطيرة اللحم معنا فيجب بحسب شرائع الطعام اليهودية عدم تقديم كوب النسكافيه مع اللحم. ويجب أن تمر ساعة على أكل الطعام قبل أن يستطيع ضيفنا أن يشرب كوب النسكافيه (Website of MJRC 3.4). وربما يفضل البعض عدم وضع حليب في النسكافية أو وضع مسؤولية تحديد مكان الطعام ونوعيته على اليهودي المتنصر لكي يتحاشوا المشكلة!!!
· Kasdan, Barney. God’s Appointed Customs. Baltimore: Lederer, 1996.
· Kinzer, Mark. Postmissionary Messianic Judaism: Redefining Christian Engagement with the Jewish People. Grand Rapids: Baker, 2005.
· Messianic Jewish Rabbinical Council. Cited on September 18, 2012. Internet: http://ourrabbis.org/main/halakhah-mainmenu-26/kashrut-mainmenu-34.
· Maoz, Baruch. Judaism is not Jewish: A Friendly Critique of the Messianic Movement. Fearn: Mentor, 2003.