لماذا نتكلم؟

أعطى الله القدرة على التواصل لجميع الكائنات الحية بفصائلها المختلفة، فلغة التواصل مثلا عند النمل هي بواسطة تلامس قرون الاستشعار، لنقل المشاعر والانفعالات، بينما في عالم النحل نجد لغة أخرى للتواصل عن طريق رقصات مختلفة للتعبير عن معانٍ مختلفة، وطرق تواصل مختلفة اخرى عند الدلافين والقرود وغيرها وغيرها من الكائنات الحية
12 ابريل 2012 - 01:36 بتوقيت القدس

أعطى الله القدرة على التواصل لجميع الكائنات الحية بفصائلها المختلفة، فلغة التواصل مثلا عند النمل هي بواسطة تلامس قرون الاستشعار، لنقل المشاعر والانفعالات، بينما في عالم النحل نجد لغة أخرى للتواصل عن طريق رقصات مختلفة للتعبير عن معانٍ مختلفة، وطرق تواصل مختلفة اخرى عند الدلافين والقرود وغيرها وغيرها من الكائنات الحية. لكن القدرة على الكلام والتخاطب الشفهي هي من مميزات الانسان فقط. وقد اوجد العلماء مراكز خاصة في المخ البشري وظيفتها اكتساب اللغة واستعمالها لهدف التواصل. ولللغة حسنات عديدة فهي تمكن من اكتساب القراءة والكتابة، تُطَوٌر القدرات الذهنية كالذاكرة والقدرة على الاستنتاج وغيرها.

ويأتي السؤال، لماذا خصص الله هذه القدرة اللغوية للانسان فقط؟
فالسماء تحدث بمجده والفلك يخبر بعمل يديه ( مزمور 1:19). ويحمد الاطفال والرضع الله بينما لم يكتسبوا الكلام بعد (مزمور 2:8).

لقد خلق الله الانسان على شبهه ومثاله (تكوين27:1)، وبالتالي منحه القدرة على التواصل من خلال الكلام. الله يتكلم! لقد قال ليكن نور، وقال ليكن جلد في وسط المياه، وقال لتجتمع المياه تحت السماء الى مكان واحد، وقال الله لتنبت الارض عشبا وبقلا يبزر بزرا وشجرا وكان كذلك (تكوين1). كوّن الله الخليقة بالكلام. كذلك يُخاطب الله ويتحدث الى الانسان فنراه يتكلم مع آدم وحواء وبعدها مع قايين وموسى وغيرهم من الانبياء ومازال يخاطبنا الى يومنا هذا بابنه الحبيب، مخلصنا يسوع المسيح (عبرانيين 2:1).

لقد منحنا الله الإمكانية للتحدث معه. نستطيع نحن مخاطبته والتحدث اليه بلغته هو، نستطيع حمده وتسبيحه، كذلك نستطيع إعلامه بحاجاتنا ورغباتنا المختلفة ومكنونات قلوبنا بالصلاة (فيلبي 4:6).
وللتعمق في الاجابة على السؤال اعلاه، علينا دراسة اللغة ومركباتها.

للغة مُرَكّبات عدة جزّءها بعض العلماء والباحثين الى خمسة؛ الأصوات وتتضمّن الأحرف والحركات والتنغيم المتعلق بالمعاني، الصرف، النحو، المضمون والمعنى، والجزء الخامس وهو استعمال اللغة للمحادثة والتواصل ويشمل: أخذ دور اثناء المحادثة،المحافظة على موضوع المحادثة وأخذ السامع ومعلومات السامع بعين الاعتبار اثناء اي تعبير. وقد اثبتت الأبحاث ميزة خاصة فقط بلغة البشر وهي امكانية الإعادة على نفس المضمون بصور مختلفة اي بجمل وتعبيرات مختلفة وتسمى هذه الظاهرة "recursion". وهذه الميزة تُذكِرنا باننا على شبه الله. لقد عبّر الله عن حبه لنا بصور مختلفة؛ في البداية عن طريق الخلق، ثم نراه يحمي نوح وعائلته من الطوفان، نراه يحقق وعده لإبراهيم، ويكرم العبد يوسف، ويقود داود في حكمه، وكذلك نراه يعبّر عن حبه في تحويل الماء الى خمر، شفاء حماة بطرس، وشفاء العمي، البرص، المشلولين، اقامة الموتى وغيرها من المعجزات، بالاضافة الى ذلك نلتمس تعبيراً اخراً عن حبه من خلال تعاليمه عن المسامحة والغفران ومن خلال أمثاله وغيرها.

ما زال الله يُعَبّرًعن حبه لنا بصور مختلفة، بتسديد احتياجاتنا المختلفة عندما نثق به. لكن اعظم تعبير للمحبة هو موته على الصليب لمغفرة خطايانا وقيامته ونصرته على قوى الشر.

أعطانا الله القدرة على التواصل وخصص لنا وحدنا، اي للبشر، فهم وادراك محبته العجيبة، اذ انه احبنا حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا