طُرح على موقع لينغا قبل حوالي أسبوع، نقاش حاد نوعًا ما ،عن امكانية ان ترسم ألمرأة قسًا بحيث أثار فضول آراء الغالبية. فعلى مدار سنوات مسيري مع الرب ودراساتي الشخصية، تجمعت لدي أشكال كثير للصورة التي تعامل الرب يسوع فيها مع المرأة. علمًا أنه حين جال يسوع في أرضنا كان المجتمع ينظر للمرأة نظرة دونية، وبحسب الدين اليهودي ( حتى يومنا هذا)، موضوع استبعاد النساء وفصلهن عن الرجال هو أحد مواضيع الساعة التي تختلف فيها وجهات النظر لدى اليهود المتدينين والعلمانيين.
يعلمنا الكتاب أن الرب قد إلتقى في جولاته بين الناس بنساء كثيرات وتعامل معهن بإحترام بالغ، حيث كنّ من أتباعه وخدمنه من أموالهن. ولم يذكر في أيّ مكان أنه كان للرب تعامل مختلف مع النساء بل بالعكس فحين أتوا بالزانية اليه، لم يحكم عليها دون أن يسأل أين الرجل، لأنه وبحسب الناموس كان على الرجل والمرأة الزانيين أن يُرجما. ولكن أراد الفريسيون والكتبة أن يحكموا عليها لأنه من السهل الحكم على هذا المخلوق الضعيف – المرأة. ولا نستطيع أن لا نذكر كيف أنه تحدث مع السامرية، رغم أنها إمرأة وايضًا ليست يهودية واعلانه عن ذاته لها بأنه هو المسيا المنتظر من خلال حديثه وكشفه أيضا عن خفايا قلبها، لتتأكد أن يسوع هو المسيح المنتظر وتكون أول مبشرة أممية بالمسيح.
لا يسعني إلا ان أذكر أيضًا،كيف جعل الرب من تلك الأرملة الفقيرة التي قدمت فلسين فقط، مثال يحتذي به كل من أراد أن يعطي للرب حتى يومنا هذا، وقد نعت الإمرأة النازفة ب"الإبنة" رغم أنها أعتبرت نجسة، والمنحنية ب"إبنة إبراهيم". وبعد موته وقيامته، كانت المريمات أول من عرفن بقيامته ليصبحن أول المبشرين والمبشرات بقيامة الرب يسوع المسيح من الاموات، يا له من إمتياز!
لقد كان واضحًا من كل تعاملات الرب مع المرأة التي ذكرها الكتاب المقدس، أن الرب لا يريد لمن يتبعه أن يحط من قيمة المرأة. إضافة الى ذلك، إن فسّرنا كلمة الرب والتي كمسيحيين نؤمن أنها موحى بها من الله وصالحة للتعليم والتقويم في كل زمان في الامس واليوم والى الابد، فلا يمكن أن يكون قصدها أن للمرأة شأن أقل من الرجل. ففي رومية 16:1 يوصي بولس الرسول بفيبي خادمة الكنيسة، وفي مكان آخر يقول بولس الرسول الى أهل غلاطية "ليس يهودي ولا يوناني.ليس عبد ولا حر.ليس ذكر وانثى لانكم جميعًا واحد في المسيح يسوع". أي أنه لا فرق بين المرأة و الرجل من منظور سماوي، فقد رُسمت شماسات في تاريخ الكنيسة وخدمنه بإخلاص. فالمرأة تخدم، تتنبأ وتصلي متساوية مع الرجل في كل شيء، وأيضًا عليها الحفاظ على الهدوء في الكنيسة كما على الرجل وإن كان هناك فرق بينهما فهو فرق بالدور و الوظيفة لا بالقيمة.
إذًا، عندما تقول كلمة الرب الموحى بها في تيموثاوس 2: 12 "ولكن لست آذن للمرأة ان تعلّم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت". ليس لأن لا قيمة لها، بل لأن دورها ووظيفتها في الكنيسة تختلف عن دور الرجل، فكما أن دور الرأس يختلف عن دور الجسم في الجسد، هكذا دور الرجل يختلف عن دور المرأة. فإن أدركنا أن الرب يسوع حتى لم يُلمّح في أن شأن المرأة يقل عن شأن الرجل، لقبلنا هذه الكلمة ببساطتها من غير أن نعتبر أن هذا اجحاف في حق المرأة التي لها أدوار عديدة في الكنيسة ليس مجرد خدمة موائد أو مدرسة الأحد كما يظن البعض، بل أيضًا بالرعاية، بالصلاة، التدبير، والتبشير... وغيرها. علمًا أنني استطيع أن أعطي أمثلة وآيات كتابية لكل من يظن غير ذلك.
فهلم للعمل يا نساء فنحن لا نحتاج لمناصب لنخدم الهنا الذي قال: من أراد أن يكون أولاً فليكن خادمًا .. فشهادتنا الطيبة، صلاوتنا واهتماننا بالآخرين، هي ما تجعلنا نقوم بدورنا بحسب خطة الله و لنجعل من حولنا يقول: ".لان جميع ابواب شعبي تعلم انك امرأة فاضلة".