لماذا يجب أن نعالج الانشقاقات الكنسية؟

بعد مقالي الأخيـر وجدت أنه من الأنسب أن ابدأ سلسلة المقالات بالحديث عن أهمية معالجة الانشقاقات. ويستغرب البعض من إصراري على الحديث في موضوع الانشقاقات الكنسية وإبراز بعض الجوانب السلبية في الكنائس الانجيلية في إسرائيل
02 يناير 2012 - 17:18 بتوقيت القدس

بعد مقالي الأخيـر وجدت أنه من الأنسب أن ابدأ سلسلة المقالات بالحديث عن أهمية معالجة الانشقاقات. ويستغرب البعض من إصراري على الحديث في موضوع الانشقاقات الكنسية وإبراز بعض الجوانب السلبية في الكنائس الانجيلية في إسرائيل. فلماذا لا نتحدث عن البركات والنفوس التي انضمت للرب؟ ولماذا لا نذكر الاشياء العظيمة التي فعلها الله من خلال الاتقياء في بلادنا. طبعا، أنا لست ضد ذكر هذه الأمور ولكنني في ذات الوقت أشعر أن الحديث عن الانقسامات هو بنفس مقدار الأهمية إن لم يكن أكثـر أهمية. وسأذكر في هذا المقال القصير بعض الأضرار التي تسببها الانقسامات الكنسية علنا ندرك شناعة الأمر وأهمية علاجه.

أولا، تضر الانقسامات الكنيسة بالمسيح نفسه وتمزق جسده الواحد. وهي تعبير عن عدم طاعة المسيح والاستخفاف بخلاصه إذ أقتنى كنيسة الله بدمه (أع 20: 28). وأحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها (أف 5: 25). فمن لا يحب الكنيسة لا يحب المسيح، بل يحتقر رغبته واصراره على الحفاظ عليها بكل ثمن لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها. ومن يؤذي الكنيسة يؤذي جسد المسيح ويهينه. ثانيا، تشوه الانقسامات الكنسية سمعة المسيح وتسيء إليه أمام المجتمع الذين لا يؤمنون به. وينفر الكثيـرون من الكنيسة بسبب هذه الانشقاقات. إن دمهم على أيدي كل من يساهم في الانشقاقات.

ثالثا، يدمر الانشقاق شهادة الكنيسة وإرساليتها. فبدلا من أن تكون الكنيسة عنوان المحبة والعدالة تصبح مكانا للخصام. وبدلا من كونها أنجيلا خامسا مكتوبا لا بحبـر بل بروح الله الحي (2 كور 3 3) تصبح اغنية كئيبة تغم القلب. رابعا، وبدلا من شفاء المتألمين تصبح الكنيسة سكينا حادا يجرح بها الاعضاء بعضهم بعضا. يصبح البعض معاقا روحيا، ويتشوش حديثي الإيمان، ويربط الشيطان البعض الآخر، ويعثر البعض مبتعدين عن المسيح. خامسا، يخسر شعب الله فرحه وبالتالي قوته لأن فرح الرب هو قوتنا. فينتشر اليأس ويسود العار على اسم المسيح واسم الكنيسة. سادسا، تدمر الانقسامات الكنسية انتماء أولادنا للكنيسة وتعطيهم مثالا سيئا لعلاج مشاكلهم ولطرائق أكرام ربنا يسوع المسيح. وتبين لهم أننا نتساهل مع الخطيئة ونقبل الانقسامات وتدمير العلاقات.

سابعا، تمنح الانقسامات الكنسية الفرصة للشيطان أن يدمر كنيسة المسيح وأن يضع مسمار جحا في هيكل قلوبنا. وهكذا يستطيع الشيطان أن يزور مسماره كلما اراد ذلك. فنؤسر بمكايده ويتعطل عمل الله في حياتنا. أخيرا وليس آخرا، تستفز الانقسامات الله نفسه. فإن كان أحد يفسد هيكل الله فسيفسده الله (1 كو 3: 17). ويعلق جون وسلي على هذه الآية قائلا أن الفساد المقصود هو فساد الانشقاقات والتحزبات والتعاليم المضلة. فمن يفعل هذه الأمور سيفسده الله.

إن ضرر الانشقاقات الكنسية عظيم جدا. فلو كانت المحاكم الارضية تعاقب الجُرم بحسب الضرر فإن الله العادل سيحاسبنا جميعا بقدر اكرامنا أو اهانتنا للسيد المسيح وبقدر عنايتنا بكنيسته. فلا يستطيع أحد أن يكرم المسيح ويهين كنيسته. فمن لا يعرف أن يعتني بأهل بيت الله فهو أشر من غيـر المؤمن. فلنكرم المسيح بدلا من أن نهينه ولنفعل كل شيء مُستطاع لنحافظ على كنيسته. إن كنا حقا نحب المسيح ومستعدين أن نموت لأجله فيجب أيضا أن نحب الكنيسة ونكون مستعدين أن نضحي ونموت لأجلها.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. امسيحى 02 يناير 2012 - 15:53 بتوقيت القدس
الله يباركك بجد بجد . الله يباركك بجد بجد .
الله يباركك بجد بجد .
2. باسم ادرنلي 02 يناير 2012 - 21:41 بتوقيت القدس
أحسنت أخي حنا، وعندي إضافة تثبت قولك أحسنت أخي حنا، وعندي إضافة تثبت قولك
إن التأكيد المستمر في رسالة كورنثوس على تخريب جسد الرب، بنصوص كثيرة مثل ما ذكرته: “من يفسد جسد الله يفسده الله"١ كو ٣: ١٧، وآيات أخرى كثيرة، على رأسها عندما يتكلم الوحي عن الشعاء الرباني (١ كو ١١)، ويتكلم عن الذين يأخذونه بدون استحقاق، يكونوا مجرمين بجسد الرب ودمه، بحسب رأيي اللاهوتي وفهمي لسياق جميع الرسالة، (وليس الجزئية هذه فقط)، أن الوحي يتكلم عن أناس يخربون بالكنيسة، يزرعون التحزب، الانشقاق، الانقسام، التمرد على السلطة الروحية، والتمييز الطبقي والأنانية...إلخ؛ بعضهم بسبب هذا التخريب، يصيرون مرضى وبعضهم يرقدون (عدد ٣٠). فالوحي لا يتكلم عن مجرد أناس يتناولون جسد الرب وفي حياتهم خطية خاصة بهم، كما يعلِّم الكثير من المعلمين الإنجيليين؛ فهذا فهم يخرج الفقرة تمامًًا من سياق الرسالة. لكنه بحسب رأيي يتكلم عن خطية تختص بتخريب جسد الرب وكنيسته كالانقسام والأمور الأخرى التي تذكرها الرسالة. وهذا يعطينا لمحة قليلة عن خطورة الأمر كما عبرت عنه أخي حنا. (أصلي أن يتيح لي الرب أن أكتب عن تناول جسد الرب بدون استحقاق، في المستقبل القريب)
3. ناصر بطرس الاشقر او شوعا الاشقر 03 يناير 2012 - 09:54 بتوقيت القدس
المحبة الرعوية المحبة الرعوية
المحبة هي الاساس لكل ثمر في الكنيسة الواحدة والجامعة وعندما تكون الكنيسة على اساس .الكلمة والمحبة عديمة الرياء ويكون الراعي القائد الرئيسي لهذة المحبة وعلى اساس كلمة اللة فلن يكون هناك اي انشقاق لان المحبة تجمع الجميع ولكن كما هو مكتوب في كورنتوس الاولى 12/21 لا تقدر العين ان لليد لا حاجة لي اليك . او الراءس ايضا للرجلين لا حاجة لي اليكما . بل بالاولى اعضاء الجسد التي تظهر اضعف هي ضرورية . واعضاء الجسد التي نحسب انها بلا كرامة نعطيها كرامة افضل . والاعضاء القبيحة فينا نعطيها جمال افضل . واما الجميلة فينا فليس لها احتياج . لكن اللة مزج الجسد معطيا الناقص كرامة افضل . لكي لا يكون انشقاق في الجسد بل تهتم الاعضاء اهتماما واحدا بعضها لبعض . فان كان عضو واحد يتاءلم فجميع الاعضاء تتاءلم معة . وان كان عضو واحد يكرم فجميع الاعضاء تفرح معة وانا اقول ان الانشقاقاتفي هذة سببة التعليم والمحبة التي بها رياء وهذا موجود في الكنائس وحتى بين القساوسة وشكرا اخي كل عام وانت بخير
4. anan najar 04 يناير 2012 - 21:30 بتوقيت القدس
الله يباركك الله يباركك
الله يباركك قسيس صوت صوت صارخ بين الكنائس للتوحيد من عنده غيره للكنيسه يسعا الى العمل بحقل الرب
5. مها 10 يناير 2012 - 12:38 بتوقيت القدس
الانشقاق الانشقاق
ليست الانشقاقات دائما سيء احيانا يعود للخير للكنيسة ويحث المؤمنين على العمل بجد اكثر - ا
6. اسامة فؤاد حنا الجاولى 18 فبراير 2012 - 22:04 بتوقيت القدس
الرب يباركك الرب يباركك
نحتاج هذه الايام الى تماسك ووحدة الكنيسة فى جسد الرب يسوع