يكثر التحليل والتقييم في نهاية السنة حول الأحداث المهمة في العالم في العام الذي يقارب الانتهاء. وقد تميّزت سنة 2011 بالانقلابات والاحتجاجات السياسية والاقتصادية في شتى أنحاء العالم.
وحري بنا كراصدين للعمل الانجيلي في بلادنا أن نشير للأحداث الأساسية لهذا العام. ان تقييم احداث معيّنة بأنها هامة أو عابرة تقاس على إحداثيات الزمن . فحين ننظر الى الوراء بعد مرور سنين نستطيع ان نقيّم بشكل صحيح ان كان حدث ما مصيرياً ، مفصلياً أو هاماً أم مجرد حدث عابر وهامشي، ومن هنا فان تقييمي الآتي قد يكون مخطئاً. كما ان الإشارة إلى الأحداث المذكورة هو من منظور شخصي (وقد توخيت الحذر والموضوعية بقدر الامكان لأن لي شخصياً علاقة ببعض الأحداث مما اقتضى التنويه) .وقد أكون غفلت عن حوادث هامة ولم اذكرها وأرحب بأية تعليقات بهذا الشأن.
ان التقييم لا يتم لغرض التسلية وإنما لرصد التغييرات والنهج الذي تسير فيه كنيستنا الانجيلية–ايجاباً وسلباً- ليتمكن القادة من التصحيح او التعزيز او الانتباه بحسب الحاجة-الأمر الذي يساعدنا في مسيرتنا بأن نكون نوراً و ملحاً في بلادنا.
العلاقة مع الدولة
رصدنا تقدماً برز في نجاح الانجيليين في آذار بتجميد منهاج تعليم الدين المسيحي المسيء للانجيليين عن طريق التوجه لمحكمة العدل العليا ضد وزارة المعارف.
من جهة اخرى قدم الانجيليون في أيلول طلباً للاعتراف بهم كوحدة واحدة كطائفة معترف بها في البلاد.
هذه الخطوات هي إشارات نضوج وإقدام وتنظيم.
العلاقة مع الكنيسة الانجيلية في العالم
على صعيد عام- تميّز هذا العام باحتفال العائلة الانجيلية الأكبر (المعمدانية) بماية عام على خدمتهم في بلادنا وباحتفالات في شهري آيار وأيلول.استقطبت الاحتفالات شخصيات معمدانية ذات مراكز مهمة في جمعيات وكنائس معمدانية من انحاء العالم. لم تُترجم الوحدة الانجيلية المحلية في إطار مجمع الكنائس الانجيلية لتكون الاحتفالات رافعة لاشتراك انجيليين غير معمدانيين في الاحتفالات-لا محلياً ولا عالمياً.
على صعيد خاص-شهدت الكنائس تزايداً ما في توطيد علاقات مع كنائس في الخارج بشكل فردي غير ان الركود الاقتصادي في الغرب يؤثر على المساعدات المادية المتلقاة من هناك.
العلاقات الانجيلية-انجيلية:
لم نرصد تغييراً-لا للأفضل ولا للأسوأ -في العلاقات بين العائلات الكنسية بعضها البعض. احتفالات الماية سنة أثرت لحد معين بشكل ايجابي على العلاقات المعمدانية الداخلية.
من جهة اخرى لم تنضم كنائس الإخوة لمجمع الكنائس الانجيلية لمعارضة فئة فيها لذلك .
أما على صعيد الكنائس نفسها فلم نشهد - بحسب معرفتي - فتح كنائس جديدة هذه السنة نتيجة انقسامات، وقد أكون مخطئاً.
الهيئات الانجيلية
شهدنا تنامي قوة الهيئات الانجيلية ليس على حساب الكنائس فحسب، بل شهدنا خلافات بين الهيئات بعضها ببعض وشرخ في هيئات مختلفة يقود لانقسام وتأسيس هيئات جديدة.
هناك ضرورة لميثاق عمل ادبي لتعامل الهيئات بعضها مع بعض.
الكليات الانجيلية
رغم الدعم الانجيلي الشعبي العام لكن كليتي اللاهوت العاملتين بين الانجيليين ما زالتا تعملان بانفصال ودون تنسيق.
العلاقات الانجيلية- مع المسيحيين غير الانجيليين
الهيئات الانجيلية المتعاونة مع الكنائس المسيحية الاخرى هي بالأساس المدرسة المعمدانية بسبب طبيعة رسالتها وجمعية الكتاب المقدس. رصدنا تقدماً في خدمة الأخيرة هذه السنة – بالأساس مع الروم الكاثوليك. اصدار جديد على شكل مجلة وموقع انترنت جديدين يحملان اسم "كلام الأول" يتعاون مع غير الانجيليين وينشر كتابات لكهنة.
تغييرات في القيادة
في الوقت الذي شهد العالم تغييرات دراماتيكية في قيادة الدول المختلفة هذه السنة غير اننا لم نرصد تغييرات مهمة في قيادة الكنائس أو الروابط أو الهيئات الانجيلية في البلاد - فيما عدا اختيار سبعة شيوخ في الكنيسة المعمدانية المحلية في الناصرة بعد خدمة ثلاثة شيوخ (وكاتب هذه السطور منهم) فيها لمدة خمسة عشر عاماً.
تقدم روحي
طبعاً هذا العنصر هو الأهم .
للأسف لم تشهد كنائسنا هذه السنة نهضات روحية على نطاق واسع: لا على نطاق التبشير ولا النمو والتكريس. شهدت بعض الكنائس والهيئات نموا ما بينما راوحت اخرى مكانها.
نصلي لسنة وحدة، محبة وتواضع يقودون لنهضة روحية في عام 2012.