(رسائل من رئيس شياطين إلى أحد أجناده لمساعدة شيطان مُبتدئ)
في سنة 2004، بدأت بكتابة هذه الرواية الخيالية، بعد اطلاعي على رواية The Screwtape Letters للفيلسوف واللاهوتي المسيحي المعروف C. S. Lewis ، بعد قراءة 35 صفحة من هذه الرواية، قمت بإغلاق الكتاب لئلا أتأثر به كثيرًا، وبدأت بكتابة رسائل مشابهة أقرب لحضارتنا ووقتنا.
إلى إبني الغضوب صَيْدون،
تحيَّة نَجِسَة وبعد، أريد أن أرسلك يا ابني الغضوب صيدون لمآزرة رفيقك سَمُّوم لإرجاع الشاب فادي من معسكر الأعداء (المسيحيين) إلى يد أبونا السخوط، الذي في الجُب، إبليس. لقد انضمَّ إلى مُعسكر الأعداء (المؤمنين بالمسيح) في الآونة الأخيرة أناسٌ كثيرون، ويجب أن نكثِّف جهودنا لإرجاعهم لسلطان أبينا الجهنَّمي.
لطالما فرحنا في عملك الناجح في إرجاع فرائس كثيرة من مُعسكر الأعداء إلينا، وطالما عملت بدع وانشقاقات على مر تاريخهُم وكان عملك ناجحًا، جهنَّميَا، لا يُقاوَم ومشهودًا له.
لكن لإنجاح هذه المُهمَّة إريد أن أعطيك بعض النصائح:
يجب قطع اتِّصال المرأة سلام بهذا الشاب في الحال وبأسرع وقت ممكن. إنها تتصل به دائمًا وتُشجِّعه على قراءة كتابهم المُؤذي لنا (الكتاب المقدس)، وتُصلِّي لأجله. لقد رتَّبت مع أجنادي في المنطقة بأن يجدوا عملاً جديدًا لفادي وبمعاش أكبر، لكن طبعًا بهدف أن يأخذ كل وقته ويمنعه من الذهاب إلى اجتماع الأعداء (اجتماع الكنيسة)، وقراءة كتابهم والصلاة للعالي (لله). بعدما يعتزل عن جماعة الأعداء، سَتَسْهُل عليك المهمَّة كثيرًا. إنَّ هذه دائمًا أفضل طريقة لافتراس الأعداء الجدد: حجبهم عن جماعة الأعداء، عن الكلمة والصلاة، وأيضًا لا تنسى أن تفعل ما بوسعك لحجبهم عن تناول قربانهم المؤذي لنا (مائدة الرب). وإشغال الأعداء عن الاتصال به، لأنه إذا أهملته جماعة الأعداء في المراحل الأولى من رجوعه للعالي، اعتبره في قبضتنا الجهنَّمية.
أمَّا بخصوص المرأة سلام فلقد أرسلت ضيقة كبيرة على عمل زوجها جاهزة ومُعدَّة منذ ستَّة أيام، منتظرين فقط في صباح واحد أن تنسى العدوًّة سلام أن تصلِّي للعالي بأن يحفظها هي وأسرتها من التجارب، ولكني متأكِّد بأنَّ أجنادي سيستطيعون بأن ينسُّوها أن تصلِّي غدًا. يجب أن نسرع لأنَّ العالي قد أعطانا سلطانًا لأن نجرِّبها فقط لأسبوعين، ولم يتبقَّى لنا إلاَّ ثمانية أيَّام. تعلم أن سلاحهم أقوى من سلاحنا وسبب نجاحنا حتَّى الآن هو إشغالهم عن استخدام سلاحهم، وخاصةً الصلاة وكلمة العالي واسم ملكهم الهدَّام وما تبعه (إسم يسوع ودمه).
أريدك أن تحارب فادي بأقصى الوسائل، وتقوم بإقناعه أن حياته من قبل كانت أفضل وأقل صعوبة وأمتع. لكن تذكَّر، إن الهدف من الحرب هو أبعاده عن العالي وملكهم (المسيح)، فربما تواجه حالات نادرة تجد فيها أنه بعد الحرب يزداد تمسُّكُه بالعالي، بعدها ربما تحاربه بنفس الأسلوب مرَّة إضافيَّة، فإن كان لا زال متمسِّكًا بالعالي توقَّف، واتركه، لأنَّة في هذه الحالات يتدخَّل العالي ويعطيه قوَّة عظيمة والنتيجة لحربنا تكون قوَّة ورفعة وبركة له. إذًا تذكَّر هذا دائمًا الهدف هو سرقته من العالي لحساب أبونا الغضوب وليس محاربته بحدِّ ذاتها. طبعًا هذا لا يعني تركه ولكن يجب إيجاد أساليب ومكائد جهنَّمية أخرى أنجح وأنجع. النار على سبيل المثال، إذا سكبت عليها سائل معيَّن وأدَّى إلى إطفاء أجزاءً منها، يجب أن تتوقَّف وتجرِّب سائل آخر إلى أن تجد السائل الذي سيضرمها ويجعلها تلتهِمُهُ وتبتلعه.
لقد هيَّجت أجنادي من خلال عائلته لكي يقاوموه ويستفزُّونه بأسئلة وجدالات ناموسيَّة لا يستطيع أن يجيبهم عليها. فالمهم في دورك هو أن تجعله يتوتَّر ويغضب ويجيبهم إجابات لئيمة وشتائم، لكي يسقط في الخطأ وتكون محاربته أسهل لنا. تذكَّر بأن لا تجعله يحوِّل الموضوع للتكلُّم عن ملكهم ويذكر اسمه الهدام وما تبعه (إسم يسوع ودمه)، فهذا مدمِّر ومؤذي جِدًّا لنا. أريدك أن تجعله يتكلّم عن كل شيء: عن الصلاة، الصيام، الكنيسة، القدِّيسين، ديانات أخرى، كهنة وخدَّام غير أمناء للعالي...إلخ، لكن ممنوع إعطائه الفرصة للتكلُّم عن ملكهم لأن الكلام عن ملكهم فيه قوَّة لا نستطيع أن نحتملها. لقد نجحنا على مرِّ العصور بأن نجعل الطوائف تتحاور وتتجادل وتتشاجر على كل شيء ما عدا ملك الملوك، وقد أثبتت هذه الطريقة نجاحًا ساحقًا.
لا تنسى يا ابني النجس التلفاز والفضائيَّات والكمبيوتر والإنترنت فجميع هذه متوفرة لدى فادي وممكن استخدامها لإبعاده عن قراءة كتابهم والصلاة. أريدك أن تستخدمها في كل فرصة تتاح لك. إنَّ الوقت هو من أهم العناصر في حربنا هذه، فيجب أن نحرقه ونجعله غير مثمر للأعداء بل لنا. إنَّ احتمال انتصارنا أقوى بكثير من العالي، لأننا إن جعلنا هؤلاء الأعداء يركزون وقتهم لحياتهم ومعيشتهم وفرحهم هذا أيضًا خسارة للعالي، طبعًا إن استطعت أن تمسكهم بخطايا، هذا أفضل ويقيِّدهم أكثر بقبضة أبينا الغضوب.
أتمنى لك أنجس وأخبث نجاح. إلى مستقبل أظلم.
الوالي كذْبون.