ما هو الثانوي؟

نُسب لاغسطينوس القول الجميل انه " في الأساسيات وحدة ، في الثانويات حرية وفي الكل محبة". لكن يُطرح السؤال : ما هو الأساسي وما هو الثانوي أصلاً؟
21 سبتمبر 2010 - 14:08 بتوقيت القدس

نُسب لاغسطينوس القول الجميل انه " في الأساسيات وحدة ، في الثانويات حرية وفي الكل محبة". لكن يُطرح السؤال : ما هو الأساسي وما هو الثانوي أصلاً؟

فمثلاً يعتبر الخمسينيون موضوع مواهب الروح القدس موضوعاً أساسياً ولكن المعمدانيون يرونه ثانوياً. لاهوت آخر الأيام يُعتبر أساسياً لليهود المسيانيين (اليهود المؤمنين بيسوع) ولكنه يصنّف كثانوياً للانجيليين العرب. ما هو ثانوياً لي قد يعتبر أساسياً لك، والعكس صحيح.

كل فرد مؤمن منا يتعلم عقائد الإيمان والممارسات الكنسية وما هو مقبول او مرفوض في بيئته الكنسية .ولكثرة تعاطيها تصبح هذه العقائد والممارسات ثوابت لا نقبل المساومة عليها. كما أن تقييمنا للمواضيع كأساسية أو ثانوية تصبح ثابتة نتيجة تعليم الكنيسة التي ننتمي اليها. فمثلاً نسمع القول إن خلاص النفوس أساسي أما الباقي فهو ثانوي وغير مهم بينما يقول آخر ان الأساس هو بناء كنيسة الرب أو التلمذة أو غيرها ،أما الباقي فثانوي. قد تكون أوجه للشبه بين الأهداف الأساسية المذكورة ولكنهم لا يتطابقون.

نتيجة ما تعلّمناها في كنائسنا فان عقائد معيّنة تصبح مسلّمات ونعتبرها الحقيقة الكتابية المطلقة ونصل لمرحلة نفشل فيها في رؤية الأمور بشكل آخر. كما اننا نعتبر من يغيّر رأيه كضعيف أو متقلقل ضعيف الإيمان والشخصية.
نظراً لهذا التباين المفروض بين الانجيليين عامة في حكمهم على أساسية أمر ما أو ثانويته فان السؤال هو "هل يسير اثنان معاً إن لم يتواعدا؟" (عاموس 3:3).

كيف سنتحد لمجد الرب في بلاده -وهو مطلب الساعة- ان اختلفنا في الحكم على الأساسي والثانوي ( وكل ذلك قبل أن ندخل أصلاً في تفسير ماهية هذا الأساسي أو الثانوي)؟

أعتقد ان الحل يكمن في:

  1. طلب وجه الرب بأمانة وصدق لكي يرشد الجماعة للرؤية المشتركة ووحدة الهدف رغم التباين.
  2. إجراء حواراً مفتوحاً وصريحاً يتم إدارته بشكل مهني وموضوعي.
    اعتقد ان جسر هذه الفجوات بين الانجيليين بعضهم البعض أو الانجيليين وغيرهم من المؤمنين بالمسيح يتطلب حواراً مفتوحاً وصريحاً.
    لم يشتهر العرب عامة بالصراحة أو آداب الحوار ولكن يتوجب على الانجيليين العرب ان يتساموا فوق المخلفات الحضارية المتخلفة المذكورة ويفتحوا أبواباً للحوار لتوحيد القوى في شرقنا الذي يعاني من قلة تلاميذ المسيح فيه أصلاً.
  3. اتفاق الأطراف على قواعد الحوار والقرار.
  4. إشراك أفضل الخامات المنفتحة والقابلة للتعليم والتغيّر للتوصل لتفاهمات بروح متضّعة.

لقد نجح مجمع الكنائس الانجيلية في إسرائيل ضم اغلب الخدمات والكنائس الانجيلية تحت لوائه نظراً لأليّات الحوار المذكورة أعلاه. حري بنا أن نستخدمها في تقوية هذه الشركة وامتدادها مع كل من يحب الرب لنركز فعلاً على ما هو أساسي ونترك ما هو ثانوي لمجد الرب.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. ديكران صلبشيان 21 سبتمبر 2010 - 16:55 بتوقيت القدس
مقال رائع مقال رائع
أخ بطرس، مقالك رائع ونقطة انطلاق للحوار المسيحي- المسيحي، بل الإنجيلي -الإنجيلي. في اعتقادي كإنجيلي وخمسيني، لا أعرف أحدا من الخمسينيين يصر بأن مواهب الروح القدس هي أساسية للشركة مع بقية المؤمنين المسيحيين. لكن كخمسيني لا يمكن أن أتنازل عن مبدأ الثالوث، أو التجسد، أو الصلب، أو القيامة من الأموات، على سبيل المثال لا الحصر. قبل سنوات عديدة، قابلت خادما يختلف معي بالنسبة لصيغة المعمودية بالماء. وبعد جدال عقيم دام قرابة النصف ساعة، سألته: هل تعتقد أننا سنتقابل في الأمجاد السماوية بالرغم من اختلافنا في موضوع المعمودية؟ فكان جوابه، أنا لا أعرف قلبك والله الذي سيحكم! أي أنه واثق أنه سيكون هو في الأمجاد، لكنه ( متأكد) أنه لن يراني هناك! كم أحوجنا للاتفاق على الأساسيات!
2. بنت الجليل 22 سبتمبر 2010 - 00:24 بتوقيت القدس
ان لم يبني الرب البيت فباطل يتعب البناؤون ان لم يبني الرب البيت فباطل يتعب البناؤون
الرب بباركك اخ بطرس,المقال غني وعميق.والرب ووجود يده بالعمل والخدمة هو الاساس,وصدقني بلادنا ملانه تلاميذ وخدام لم يتم استخدامهم,صلاتي ان تحتضنوهم وتعتنوا بهم,الرب يباركك
3. من الجليل 22 سبتمبر 2010 - 13:40 بتوقيت القدس
مقال يستحق التعليق مقال يستحق التعليق
اخ بطرس شكرا من اجل هذا الموضوع الذي نحن بحاجة ان نتعاون على تتميمه. اتفق مع الاخت رقم 2 الا انه يوجد تلاميذ في بلادنا كثيرين فقط يحتاجون ان نعطيهم فرصة للإستخدام مواهبهم. ايضا هناك مؤمنين عرب يؤمنون بلاهوت آخر الأيام وهذا ليس خطأ بحسب رأيي . المهم اننا اعضاء في جسد المسيح وسنكون جميعا مع الرب في يوما ما وهذا يذيد محبتنا لبعضنا. الرب يباركك