موعد مع الإدمان!!

الكثير من الناس يعتقدون أنّهم بعيدون تمام البُعد عن دائرة الإدمان!
08 سبتمبر 2021 - 10:35 بتوقيت القدس
موعد مع الإدمان!!

يظن الكثيرون خطأ أنّ الإدمان هو اعتياد أمور سلبيّة فقط كتعاطي المُخدّرات أو الخمور أو لعب القُمار أو مُعاشرة أصدقاء السوء.... إلى آخر هذه القائمة السوداء.

لكن الحقيقة العلميّة الثابتة تقول إنّنا جميعنا مُدمنون بدرجة ما، وواقعين تحت سيطرة أمر أو عادة ما لا يُشترط حتّى أن تكون ذميمة، وهذا هو الإدمان في أبسط وأوضح صورة له، فهل تُريد أن تعرف عزيزي المُدمن المزيد عن مثل هذا الموضوع؟ تابع معي....

ما هو الإدمان؟
كما قُلنا إنّ الإدمان في أبسط تعريف له يُعتبر هو اعتياد الأشياء أو الأشخاص أو حتّى طريقة المشي أو الملبس أو الأشخاص أو التفكير أو حتّى أسلوب الحياة.....

هل الإدمان يعتبر شيئا خطأ؟
أعتقد أنّ الإجابة هي بالقطع نعم، وقد تستغرب عزيزي القاريء حينما أقول لك إنّها هي نعم على أيّ حال، حتّى ولو كان الإدمان ليس لأمر سيّء كإدمان المخدّرات مثلا! بل إنّ بعض الأمور العاديّة أو حتّى المحمودة في جوهرها، لكنّها إن زادت عن الحدّ أو تحوّلت إلى درجة ما من الإدمان في حياة الإنسان، لسبّبت له مشاكل تختلف في شدتها وخطورتها بحسب اختلاف نوع الإدمان ودرجته وطبيعة شخصيّة المدمن، ويكفي أن أسوق مثلا بسيطا ليوضّح الفكرة، فإنّ من يُدمنون مثلا مُشاهدة التلفاز أو الحديث التليفوني لساعات طويلة أو الأكل بشراهة أو تناول الحلويّات والسُكريّات أو المنبّهات أو الوجبات الدسمة أو الدُهنيّات أو.... فإنّ كلّ هذه الأمور يُمكن أن تكون سلوكيّات إدمانيّة تنعكس عليهم بالسلب، ويدفع الإنسان ثمنها من صحّته أو وقته أو قدراته.

لماذا يُقبل البشر على الإدمان؟ وكيف تبدأ القصّة؟
يُقبل البشر على الإدمان لأسباب مُتعدّدة، فالبعض قد يلجأ لذلك كنوع  من إكمال نوع ما من النقص أو القصور عندهُم (حسبما يظن!)، والبعض الآخر يلجأ له كنوع خطأ بالطبع أيضا، من التنفيس عن حاجات مكبوتة أو عن ضغوط أو رغبات لا يُمكن الإفصاح عنها في الوقت الحالي رُبّما بسبب عدم توافر الإمكانيّات أو للرفض المتوقُع من قبل المحيطين أو المجتمع،(كعمل علاقات مُتعدّدة من شباب من الجنس الاخر أو علاقات جنسيّة خارج إطار الزواج!) كما قد يلجأ البعض للإدمان كنوع من مُحاكاة وتقليد الكبار أو الأبطال (كالممثّلين مثلا) أو لمجاراة الأصدقاء والأقران، أو من أجل نسيان المشاكل والهروب منها  وهكذا. والقصّة لا تبدأ عادة بقرار الإدمان، إنّما هي تبدأ بالتجربة على سبيل المثال، ثم إذا بالفرد يجد نفسه مُنغمسا فيه غالبا من دون أن يدري، وهذه هي أحد منابع الخطورة في الموضوع كما سيأتي الحديث تفصيلا لاحقا. 

أنواع من الإدمان
ـ مسك سيرة الناس والحديث عنهُم.
ـ مشاهدة التلفزيون والفضائيّات.
ـ العادات السريّة ومُمارسة الرذيلة ومُشاهدة وسائل الإعلام القذرة المثيرة للغرائز على اختلاف أنواعها.
ـ المكالمات التليفونيّة الطويلة من غير ذي جدوى أو هدف!
ـ الشراهة في الأكل وإدمان أنواع مُعيّنة من المأكولات بعينها (كالدهنيّات أو السُكّريّات...)، أو من المشروبات والمنبّهات (كالإفراط في شُرب الشاي والقهوة والمشروبات الغازيّة).
ـ التدخين والمخدّرات والكحوليّات والمسكرات.

ما هي مخاطر الإدمان؟
لقد قُلنا إنّ الادمان هو نوع من اعتياد الأشياء، وهُنا لا بُدّ أن نقول إنّ الأمر بهذه الطريقة يعني أيضا نوعا من العُبوديّة التي لا يسهُل للإنسان بأيّ حال أن يتخلّص منها. إنّ طريق الإدمان محفوف دوما بالمخاطر، فضلا عن أنّ نهايته غالبا ما تكون مأساويّة. فالحقيقة هي أنّه لو أدرك الكثيرون من المدمنين وهم يخطون بأقدامهم في بداية الطريق أنّ هذه ستكون النهاية، لما أقدموا على أمر كهذا مُطلقا. وإن كانوا يقولون دوما إنّ أعظم النار من مُستصغر الشرر، وإنّ طريق الألف ميل يبدأ بخُطوة واحدة، فإنّنا لا بُدّ لنا هُنا أن نُحذّر الشباب من كلا الأمرين معا، من الخطوة الأولى التي قد تبدو عاديّة ويسهل الرجوع فيها، ومن شرارة صغيرة يُمكن الاستهانة بها، مع أنّها يُمكن أن تقود لدمار لا يعلم مداه إلا ّالله!
كما أنّ من مخاطر الإدمان أيضا، أنّه مع كون التعوُّد عليه يأتي بانسياب وسلاسة وغالبا من دون إدراك ووعي، إلاّ أنّ الإقلاع عن الإدمان لا يكون بمثل هذه السهولة على الإطلاق! بل إنّ بعض الأنواع الخطيرة من الإدمان كإدمان المسكرات والمخدّرات، يكون لها أعراض انسحابيّة تكون في مُنتهى القسوة والشراسة على من يتعاطاها إن هو أراد أن يُقلع عنها، وهذا هو مكمن آخر للخطر، بل إنّ الكثيرين ممّن يقعون تحت عبودية مثل هذه الأشياء كثيرا ما يضلُّون طريقهُم للرجوع عنها بسبب سطوتها عليهم وتمكُّنها منهُم.

كيف يُمكنني أن أتحرّر وأتعافى من الإدمان؟
يحتاج الأمر لشيئين معا أولهما هو قوّة وقُدرة الله المحرّرة والمغيّرة والغافرة حتّى يستطيع الإنسان أن يجد طريقه للعودة.
والأمر الثاني هو التصميم وقوّة الإرادة المصحوبة بغلق كُل منافذ الإدمان والرجوع عنها وقطع كلّ علاقة بها مهما كلّف الأمر، مع الاستعداد لمُواجهة الأعراض الانسحابيّة مع ألمها وقسوتها، حتّلى يُتمّم الله الشفاء والتحرير.

صديقي المدمن، أيّا كان نوع إدمانك أو تعوُّدك، اسمعها منّي، يوجد أمل ورجاء. انظر للغد برجاء مُشرق وثق أنّك ستستطيع. أتمنّى لك كُل توفيق وشفاء.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا