ما هي التقية؟
قال ابن عباس: التقية هي أن يتكلم المسلم بلسانه وقلبه مطمئن بالإيمان، ولايُقتل ولا يأتي مأثما. في آل عمران 28: "لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون الله، ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء، إلا أن تتقوا منهم تُقاة ويحذركم الله نفسه، والى الله المصير".
المعنى: يمكن أن يبتسم المسلم المتشدد مع غير المسلم، ويُظهر له المحبة الكاذبة والسلام في التعامل اليومي، لكن يبقى الحقد والغِلُ والبغضاء والتكفير محتفظا به في قلبه تجاه ذلك الشخص الذي يتعامل معه، مضطرا لحاجته اليه.
هذه هي التقية، اخفاء الحقد والبغضاء في القلب وإظهار الحب الكاذب والبشاشة والرياء في الوجه واللسان امام المخالف بالدين.
قال القرطبي: قال معاذ بن جبل ومجاهد: "كانت التقية في جدة الإسلام قبل قوة المسلمين، فأما اليوم فقد أعز الله الإسلام أن يتقوا من عدوهم".
قال ابن كثير مفسرا (إلا تتقوا منهم تقاة): اي إلا من خاف من المسلمين في بعض البلدان او الأوقات من شر (غير المسلمين)، فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته.
اي يبقي الحقد والتكفير والضغينة محتفظا بها في قلبه وباطنه. ليتقي من شر غير المسلمين. وقال البخاري عن أبي الدرداء في تفسير التقية: (إنّا لنكشر، نبتسم) في وجوه اقوام وقلوبنا تلعنهم!
التقية هي وصية نبوية من نبي الاسلام اوصى بها عمار بن ياسر عندما كان يعذب من قبل الوثنيين ولم يتركوه حتى سب الرسول محمد، وذكر آلهتهم بخير. ولما ذكر للرسول ما جرى له وما قاله عنه وهو تحت التعذيب والضغط اجابه بوصية (إن عادوا فعد) اي إن عادوا لاضطهادك ثانية تظاهر ببغضك لمحمد وحبك للمشركين، سب نبيك وامدح آلهتهم مادام قلبك مطمئن بالإيمان بالإسلام.
بعد هذه الحادثة ألّف محمد هذه الآية (من كفر بالله من بعد إيمانه، إلا من أُكرِهَ وقلبه مطمئن بالإيمان، ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب ُ الله ولهم عذابٌ عظيم) النحل 106.
التقية والكذب واخفاء شئ في القلب وإظهار عكسه بالعلن، هي وصية قرآنية ونبوية للمسلمين. بينما المسيح قال: "من أنكرني قدام الناس، أنكره قدام ابي الذي في السماوات".
شهداء المسيحية قتلوا ذبحا بالسيوف، واصبحو طعاما للوحوش وتعرضوا لحرقهم احياء ولتمزيق اجسادهم، ولم ينكروا المسيح الذي فداهم على الصليب.