اليوم الثاني لمؤتمر المسيح أمام الحاجز: "أنا أحب الشعب اليهودي … لكنني أكره الظلم"

القس جون أورتبرغ: جميع الحاضرين في المؤتمر لا يمثلون الكثير من الكنائس بل يمثلون كنيسة واحدة، هي كنيسة الرب يسوع المسيح... القس د. حنا كتناشو: أنا أحب الشعب اليهودي... وكل يهودي هو عطية من الله لي، لكنني أكره الظلم!
07 مارس 2012 - 01:40 بتوقيت القدس

بيت لحم - لينغا - ابتدأ اليوم الثاني من مؤتمر المسيح أمام الحاجز بفترة تسبيح بقيادة شادية قبطي ومنذر اسحق وجبرائيل حنا. وكان عنوان هذا اليوم: مقدمة للكنيسة في فلسطين.

وقدم القس جون أورتبرغ من كنيسة منلو المشيخية درسًا كتابيًا عن وحدة جسد المسيح بجميع طوائفه. وقد أكد أن جميع الحاضرين في المؤتمر لا يمثلون الكثير من الكنائس بل يمثلون كنيسة واحدة، هي كنيسة الرب يسوع المسيح. ثم قدم القس أورتبرغ شرحًا مُفصلاً عن الحياة الاجتماعية في مدينة فليبي الرومانية، حيث كان المجتمع مقسمًا إلى طبقات وقد افتخر ذو الألقاب بطبقتهم المميزة. لكن بولس لم يستخدم ألقابه ولم يستغل مواطنته الرومانية ليُظهر تفوقه على الآخرين، بل اختار المذلة والمعاناة مع أصدقائه المسيحيين الذين لم ينتمِ معظمهم إلى الطبقات العليا في المجتمع. وقد فعل بولس ذلك لأنه تبع سيده المسيح، وتبنى فكره المكتوب عنه في فيلبي ٢.

وكان موضوع الفقرة التعليمية الصباحية "السياق التاريخي والتحديات الحاضرة". افتتحها الأخ لبيب مدانات منسق أعمال فريق القيادة لجمعية الكتاب المقدس في الأراضي المقدسة. وقد تكلم عن التحديات الآنية التي تواجه الكنيسة. وتحدث الأخ لبيب عن مسؤولية الكنيسة بالقيام بدوريها كنبية للشعب وكخادمة له. وتحدى الكنيسة في فلسطين أن لا تتبنى عقلية الضحية بل أن تكون قوية ومنتصرة في المسيح، مستعدةً أن لا تستغرق في رثاء الذات بل أن تمتلئ بمحبة المسيح وتفتح يديها لتحتضن الآخرين. وقال أننا لا يحق لنا أن ننتقد الآخرين إن لم نملأ أولاً قلوبنا بمحبة المسيح تجاههم، ونكون مستعدين أن نصغي إليهم ونفهم معاناتهم.

ثم قدم القس الدكتور حنا كتناشو، العميد الأكاديمي لكلية بيت لحم للكتاب المقدس، محاضرة بعنوان "الكنيسة الفلسطينية في الماضي والحاضر والمستقبل"، تكلم فيها عن تاريخ العرب، المسيحيين وغير المسيحيين، مبتدءًا من العهد القديم إلى يومنا هذا. وقد قدم الدكتور حنا العديد من الأمثلة عن العرب المسيحيين الذين ضحوا بحياتهم من أجل رسالة الإنجيل. وأكد على أن الشهادة المسيحية بين الفلسطينيين ستستمر إلى مجيء المسيح الثاني.

وفاجأ الدكتور حنا الحضور بعبارة كان أثرها كبيرًا في قلوب الحاضرين وأذهانهم، إذ قال: "أنا أحب الشعب اليهودي... وكل يهودي هو عطية من الله لي، لكنني أكره الظلم!" وأكد أن الاحتلال هو خطية ويجب أن يتوب عنها المُحتل، أما الكنيسة فعليها أن تقاوم الشر بذهن المسيح.

ثم قام القس جون أنغل من بريطانيا بإدارة محادثة مع القس الدكتور منير قاقيش، رئيس مجلس الكنائس الإنجيلية في فلسطين وراعي الكنيسة الإنجيلية المحلية في رام الله، ومع القس نهاد سلمان، راعي كنيسة عمانوئيل في بيت لحم. وكان عنوان الحوار "رعاية الكنائس في فلسطين". وقد وصف القسين التحديات التي يواجهها كل قس في فلسطين منها تحديات أمنية ومنها اقتصادية ومنها متعلقة في طبيعة الخدمة ذاتها، وهذه كلها تؤثر نفسيًا على الخادم وعلى رعيته. وأشاد القس الدكتور منير قاقيش بصمود الكنيسة الإنجيلية في فلسطين وبتكاثرها بالرغم من كل التحديات. وقد ذكر القسين بعض من هذه التحديات، التي أحيانًا تؤدي إلى هجرة الفلسطينيين المسيحيين من البلاد. لكنهما لم يعطيا لليأس مكانًا بل شجعا الجميع على الصمود في هذه الأرض وتقديم رسالة المسيح فيها.

بعد وجبة الغذاء توجه مشتركو المؤتمر إلى مبنى الكلية الجديد وقاموا بتكوين حلقات صلاة، تحدث الخدام المحليون فيها أولاً عن خدماتهم ثم عن احتياجاتهم، ثم قام الجميع محليون وأجانب بالصلاة من الخدمة في الأراضي المقدسة.

في الساعة الرابعة افتُتحت الفترة التعليمية المسائية، وعنوانها "وجهة نظر كتابية عن الرجاء للكنيسة الفلسطينية"، بمحاضرة قصيرة من القس جويل هنتر الذي تحدث عن القراءة الغربية للكتاب المقدس.

ثم شاهد الحضور مقابلة مع القس سامح موريس راعي كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية في مصر، وقد صورت المقابلة خصيصًا من أجل مؤتمر المسيح أمام الحاجز. وقد تحدث عن دور الكنيسة في الثورة في مصر، وأصر على ضرورة فصل الدين عن الدولة، وقال القس سامح موريس أن الرجاء المسيحي هو ليس بالسياسة والسياسيين، بل بشخص المسيح. ووجه القس سامح موريس كلامه للمسيحيين قائلاً لهم أنهم هم رجاء الشعب الفلسطيني، وعليهم أن يصلوا من أجل مستقبل يسود فيه العدل والحرية والسلام. وصلى أن يعطيهم الرب قوة بروحه القدوس وشجاعة ليقوموا بدورهم المسيحي وسط النزاع.

بعد ذلك قامت الأخت شيرين هلال بمحاضرة قصيرة عن القراءة الفلسطينية للكتاب المقدس. وتكلمت الأخت شيرين عن تعلمها من نساء عديدات في الكتاب المقدس، لا سيما من المطوبة مريم العذراء. وشاركت الحضور بالتحديات التي تواجها المرأة والأم الفلسطينية المسيحية.

بعد العشاء شارك الأخ شاين كلايبورن الحضور بعظة تكلم فيها عن الحواجز المرئية واللامرئية التي نبنيها بيننا وبين الآخرين. وقد شارك الأخ شاين عن اختباراته في العراق أثناء الحرب، وعن علاقة المودة التي كونها وأصحابه مع بعض العراقيين الذين نجوا حياتهم.

وقال الأخ شاين أن ليس على المؤمنين أن يشيّدوا أسوارًا تمنعهم من التواصل مع الآخرين بل كما علمهم المسيح عليهم أن يشتركوا مع الناس في آلامهم وفي أوضاعهم الصعبة.

القس حنا كتناشو
القس حنا كتناشو يلقي كلمته باليوم الثاني من المؤتمر

القس جون أنغل من بريطانيا يدير محادثة مع القس الدكتور منير قاقيش والقس نهاد سلمان.
القس جون أنغل من بريطانيا يدير محادثة مع القس الدكتور منير قاقيش والقس نهاد سلمان.

مؤتمر المسيح امام الحاجز اليوم الثاني
قاعة الاجتماعات

القس نهاد سلمان راعي كنيسة عمانوئيل في بيت لحم يتكلم عن رعاية الكنائس في فلسطين.
القس نهاد سلمان راعي كنيسة عمانوئيل في بيت لحم يتكلم عن رعاية الكنائس في فلسطين.

مؤتمر المسيح على الحاجز

مؤتمر المسيح على الحاجز

القس جاك سارة
القس جاك سارة

شيرين هلال بمحاضرة قصيرة عن القراءة الفلسطينية للكتاب المقدس
شيرين هلال بمحاضرة قصيرة عن القراءة الفلسطينية للكتاب المقدس

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
قد يهمك ايضا