العديد من المسيحيين العراقيين على قناعة تامة بأنهم يشهدون حملة تديرها إيران فيما يُسمونه "التغيير الديموغرافي". أو بمعنى آخر الاستعمار الشيعي للبلدات المسيحية التاريخية في المنطقة. ويقولون إن هذا الجهد الى جانب السلوك العدائي من الميليشيات يُهدد كل من الاستثمار الحكومي والاستثمار الخاص في شمال العراق، مما يُهدد استمرار بقاء المسيحيين في البلاد.
في العديد من القرى المسيحية في سهل نينوى ربما تبدو الأمور احسن قليلا، فمثلا تلسقف التي جاء الدعم لإعادة الإعمار فيها من قِبل حكومة المجر، وبلدة كرمليس التي جاءها الدعم من قِبل فرسان كولومبوس، تم إعادة إعمار نسبة مهمة من منازل المسيحيين، كما عادت نسبة أكبر من السكان الذين كانوا فيها قبل احتلال الدولة الإسلامية، مقارنة بغيرها من المناطق.
لكن حتى في تلك المناطق الآمنة نسبيا، لا تزال الأمور ضعيفة وهشة والخوف هو حقيقة يومية.
علاوة على ذلك لم يكن الدعم الدولي لإعادة الإعمار ضخما كما يعتقد البعض. ففي ربيع هذا العام اضطرَّ رئيس الأساقفة بشار وردة في العاصمة الكردية أربيل، التي أصبحت أبرشيتها ملاذا لللاجئين الفارين من داعش في عام 2014، على تفنيد الشائعات القائلة بأنه فجأةً أصبح يسبح بالأموال الأميريكية، بعد أن أعلنت إدارة ترامب أنها ستقدم منحا مباشرةً للكيانات الدينية في المنطقة، التي لديها أفضل الفرص للعمل لصالح الناس الذين خُصصت تلك الأموال من أجلهم. قال المطران وردة في ذلك الوقت، يعتقد الناس أن الكنيسة أو أبرشيتنا تلقت مباشرةً مئات الملايين من الدولارات من المساعدات الأميريكية ويُطالبوننا بتوضيح كيف أنفقناها. وأكد أن ذلك ليس هو الحال. في تلك الفترة كانت المعونة الأمريكية الوحيدة التي استلمها بالفعل هي 350 ألف دولار، وذلك لغرض تجهيز مُعِدّات لإزالة الأنقاض.
وقال، لقد فُقِدتْ قرية باطنايا بالفعل وأصبحت في يد الميليشيات. ويعتقد أن المزيد من ذلك سوف يتبعها، إما بسبب الاستنزاف أو الإكراه المباشر أو كليهما. وقبل داعش كانت باطنايا بلدة مزدحمة تضم حوالي 800 عائلة مسيحية، لكن اليوم هناك فقط 350 من عائلاتها ما زالوا في البلاد (وليس في القرية). وعلى الرغم من خلوها من داعش لكنها تقع في "أرض حرام" ومحصورة في الجانب الخطأ بين قوات البيشمركة الكردية والمقاتلين الشيعة المدعومين من إيران.