بابا الفاتيكان يتفوق على أوباما فيما يختص بسوريا

دعا البابا ليوم صلاة وصوم عالمي في السابع من أيلول. "الضربة العالمية" من أجل السلام ستسبق ضربة أوباما العسكرية بيومين على الأقل.
05 سبتمبر 2013 - 20:55 بتوقيت القدس
توم هوبس - cv / ترجمة لينغا

دعا البابا ليوم صلاة وصوم عالمي في السابع من أيلول. "الضربة العالمية" من أجل السلام ستسبق ضربة أوباما العسكرية بيومين على الأقل.

بعدما قامت إدارته بالتحدث عن الهجوم على سوريا، قرر أوباما ألا يتخذ أي عمل إلى حين اجتماع الكونغرس يوم التاسع من أيلول وفق الجدول الحالي.

وقد حدّد بابا الفاتيكان فرنسيس الأول يوم صلاة في السابع من أيلول/سبتمبر وقام بتوجيه نداء مؤثر للسلام من أجل سوريا.

قال: "بكل حزم، أنا أدين استخدام الأسلحة الكيماوية. أقول لكم إنّ هذه الصور الفظيعة من الأيام الماضية تغلي في ذهني وعقلي. لا يمكن الهروب من دينونة الله ولا من دينونة التاريخ، كلّ حسب أعماله."

 ثم قام بتوصيل رسالة صارخة للغرب قائلاً: "الحرب تولد الحرب والعنف يولد العنف"
يأتي هذا الرفض العنيف للحرب من خصائص الباباوات الذين رأيناهم : يوحنا بولس الثاني، البابا بندكتس السادس عشر، والبابا فرانسيس. يقول كتاب التعليم الكاثوليكي: "جميع السكان والحكومات مجبرة على العمل من أجل تجنب الحرب" ولكن هؤلاء البابوات شهدوا في حياتهم الشخصية، حقيقة هذه الكلمات: "الحرب تولد الحرب والعنف يولد العنف".

• انتهت الحرب العالمية الثانية بشكل سيء بالنسبة لبولندا التي جاء منها يوحنا بولس الثاني... مع عقود من الحكم السوفياتي.
• في ألمانيا وهي بلد بنديكتوس السادس عشر تم هزم ثقافة الموت في الحرب العالمية الأولى واستبدالها ... بثقافة جديدة للموت. وثقافة الموت هذه هزمت في الحرب العالمية الثانية وتم استبدالها ... بالثقافة التي قادت يوحنا بولس الثاني لصياغة عبارة "ثقافة الموت"
• الحرب القذرة في الأرجنتين والتي كان يستخدم فيها العنف للقمع السياسي، والتي ألحقت بالضرر بسمعة الكنيسة وجعلت من هذه الدولة واحدة من أكثر الدول علمانية في أمريكا اللاتينية.

قد يسمع الأمريكيون هذه الجملة: العنف يولد العنف ويعتقدون أنها أيديولوجية معيّنة. الكثير من الأشخاص حول العالم يسمعونها ويعتقدون أنها وصف لتاريخهم الشخصي. بغض النظر عن ذلك، العنف ضروري أحياناً فقد قام الرجال والنساء المحاربون بضمان السلام لنا خلال التاريخ.

لهذا السبب تدعو الكنيسة إلى مبادئ الحرب العادلة. لقد افتقدت قضية وزير الخارجية جون كيري التي تنص أن استخدام سوريا للأسلحة الكيميائية هو السبب للتدخل العسكري، افتقدت إلى هذه المبادئ عينها.

إذا كان بإمكان "بشار الأسد أن يستخدم الغاز ضد الآلاف من ابناء شعبه والإفلات من العقاب ... ومع عدم تمكن العالم من فعل أي شيء حيال ذلك، لن تكون هناك نهاية لإختبار عزيمتنا ولن يكون هنالك نهاية للأخطار التي سوف تتدفق من الآخرين الذين يعتقدون أن بإمكانهم فعل ما يشاءوا."
إن منطق كيري لا يجدي نفعاً. فهو يقول : يمكن للبلد "أ" أن يعاقب البلد "ب" لارتكابها الشر ضمن حدود البلد "أ" حتى تُظهر للبلد "ج" أنها لا تستطيع أن تحذو حذو البلد "ب".

هذا هو منطق الحرب الاستباقية، وكما يقول الكاردينال راتزينغر في عبارته المشهورة، "لا يظهر مفهوم الحرب الوقائية في التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية".

 هذا منطق يمكن أن يستخدم ضدنا: ماذا لو كانت الأمة "أ" أمة إسلامية، والأمة "ب" هي الولايات المتحدة والشر هو حرمان طبقة من الأشخاص من الحق في الحياة، وماذا لو كان تمويل دمارهم من دافعي الضرائب وتصدير هذا الدمار إلى الخارج؟ نستطيع أن نشير إلى أنه لا يوجد مساواة في المعايير الأخلاقية بين الإجهاض واستخدام أسلحة الدمار الشامل على الأطفال. ولكن هل سنقنعهم؟

 قال البابا: " العالم بحاجة إلى ايماءات من السلام وأن يسمع كلمات الرجاء والسلام."

إذا بدا هذا الكلام ساذجاً، أي التوقع السخيف بأن الإيماءات والكلمات تستطيع أن تتفوق على أسلحة الدمار الشامل فيجب أن نقارن بين سجلات أوباما وسجلات البابا:

 حاول البابا أن يأتي بالسلام لبولندا "من خلال ايماءات السلام وكلمات الرجاء" كانت النتيجة أننا حصلنا على دولة بولندا الحرة التي أصبحت ترسل الكاثوليك حول أوروبا (وجود أبناء الرعية البولندية يحافظوا على الأبرشيات في بريطانيا من أن يتم إغلاقها على سبيل المثال)، بالإضافة إلى الكهنة البولنديين في جميع أنحاء أمريكا.

 ما هو سجل أوباما الحربي؟ شنّ هجوماً على ليبيا. حصلنا على بنغازي يوم 11 أيلول.
دعونا نصلي مع البابا فرانسيس للمزيد من السلام والتقليل من الحروبات!

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا