زعم العالم البريطاني الملحد ريتشارد دوكينز أن ثلثي المسيحيين لا يعرفون السفر الاول من العهد الجديد في محاولة لاثبات ان المسيحيين ليسوا تيارا رئيسيًا، وعندما طُلب منه ان يذكر اسم اول كتاب لداروين مثله الاعلى، تعثر في الاجابة وقال: فليعنّي الرب!
أقام عالم الأحياء والسلوك والوراثة البريطاني ريتشارد دوكينز مكانته وسط مفكري العالم على كونه أحد أشهر الملحدين المستندين الى العلوم من أجل تفنيد القول بوجود خالق للكون، وقد شارع اسمه حتى بين الذين لا يعرفونه، بفضل كتابه "وهم الإله" الذي نشره عام 2006.
وبالطبع، فإن دوكينز من أكبر "حواريي" العالِم الذي فجّر المعركة بين العلوم والدين في المقام الأول، وهو تشارلز داروين صاحب نظرية "النشوء والتطور" التي زعم أنها تجيب عن سؤال الخلق، لكن دوكينز أوقع نفسه في "مطب" اجتذب أضواء الإعلام الغربي في أمر يتعلق بداروين نفسه.
فعندما اقيم لقاء معه في برنامج "تودي" (اليوم) البريطاني على قناة "بي بي سي" الإذاعية الرابعة، سُئل دوكينز عن كتاب داروين الأشهر "أصل الأنواع"، وبدا للحظات أنه نسي عنوان الكتاب تماما فقال وهو يقر بخيانة ذاكرته له Oh, God! (يا إلهي أو فليعنّي الرب)!
ورغم أن العبارة عادية والجميع يستخدمها للتعبير عن مشاعرهم في مختلف المواقف، فقد بدت "غريبة" على لسان شخص كرّس حياته لإقناع العامة بأن الأديان كافة إنما هي مجرد أوهام من نسج الخيال.
وكان هذا الأمر، محرجا بشكل خاص لأن دوكينز كان يتحدث عن دراسة أنجزتها "مؤسسة ريتشارد دوكينز لتحكيم العقل والعلوم"، وهي بنك عقول يترأسه، وجدت أن الغالبية العظمى من اولئك الذين يقولون إنهم مسيحيون ملتزمون "لا يقرأون الإنجيل ولا يصلّون إلا في ما ندر".
وقال دوكينز (70 عاما) إن نتائج المسح، بعد استطلاعات متأنية، الذي قام به مؤسسته "تُبيّن أن اثنين من كل ثلاثة أشخاص يقولون إنهم مسيحيون لا يعرفون أن السفر الأول من العهد الجديد هو "إنجيل متى".
وأظهر المسح نفسه أن واحدا من كل ستة أشخاص لم يقرأ حرفاً واحدًا من الإنجيل، وأن 28 في المائة فقط يؤمنون حقا بتعاليم الديانة المسيحية.
واستنادا على الاستطلاع قال دوكينز أن " المسيحية الحقيقية موجودة فقط لدى أقلية صغيرة وبالتالي فإن هذا لا يستدعي أن تكون معتقداتها جزءاً من المقررات المدرسية أو من مؤسسات الدولة".
وقال إن المسح، بالنظر الى نتائجه البيِّنة، "يسحب البساط من تحت الإحصاءات القومية الرسمية التي تقول إن 70% من البريطانيين يدينون بالمسيحية".
ولما كرر دوكينز القول إن ثلثي من يقولون إنهم مسيحيون لا يعرفون عنوان السفر الأول في العهد الجديد، طُلب اليه ان يذكر عنوان كتاب داروين الأشهر. فأُخذ العالم على حين غرة وراح يتردد حتى أطلق عبارة "يا إلهي"، وعلى الإثر عجت الإنترنت بتعليقات الشامتين، فقال أحدهم إن الأمر برمته "عقاب إلهي فوري وأكبر دليل على وجود خالق للكون".
ايلاف