كيف يكون الثالوث واحدًا !

قدرة الله تفوق حد إدراكنا البشري، حقيقة لا بد من الاعتراف بها، فالكثير من الأمور يقف الإنسان بعقله عاجزا عن فهمها، ولا تجيبه عليها أيضا كل الكتب والديانات، فمن أين جاء الله، وكيف خلق العالم...
23 مايو 2015 - 22:40 بتوقيت القدس

كيف يكون الثالوث واحد!

دعوني ابدأ بقصة قصيرة، قصة ليس من وحي الخيال وإنما رواية حقيقة حدثت مع احد أباء الكنيسة القديس اوغسطينوس، فكان هذا القديس مثلكم تماما، يحيره السؤال نفسه، كيف يكون الأب والابن والروح القدس اله واحدا، كان يتمشى على شاطئ أحدا لبحار ويفكر بقضية الثالوث، فالتقى بطفل كان في الحقيقة ملاكا أرسله الله، كان الطفل يحاول نقل جميع مياه البحر لحفرة صغيرة حفرها في رمال الشاطئ، فالتفت إليه القديس وقال له بأن حفرته صغيرة ومياه البحر كثيرة جدا، ولا يمكن لهذه الحفرة الصغيرة أن تتسع لتلك المياه كلها، فأجابه الطفل المرسل من الله، وأنت كذلك لا تستطيع فهم قدرة الله الكبيرة واللامتناهية بعقلك المحدود هذا.

فقدرة الله تفوق حد إدراكنا البشري، حقيقة لا بد من الاعتراف بها، فالكثير من الأمور يقف الإنسان بعقله عاجزا عن فهمها، ولا تجيبه عليها أيضا كل الكتب والديانات، فمن أين جاء الله، وكيف خلق العالم، وكيف يتواجد بكل مكانا بيننا، كلها أمور يعجز الإنسان عن فهمها، لان العقل المخلوق باختصار يعجز عن فهم قدرة الخالق ألا حدود لها. ولكن لا يعني ذلك بتاتا أن نؤمن بشكل أعمى، فالإنجيل أعلنها لنا بعهديه القديم والجديد بأن الله واحد لا سواه، وأعطانا الله أيضا أمثلة وشواهد على الثالوث بعدة أمور حولنا نعيش بها، حتى نتمكن من فهم وإدراك مسألة الثالوث المقدس.

إذا نظرنا للعهد القديم، فانه يمتلئ بالآيات التي توحد الله ومنها "أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ وَلاَ إِلَهَ غَيْرِي" (إشعياء 44: 6، 8) وفي اشعياء أيضا "قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلَهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ. أَنَا أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ" (إشعياء 43: 10-11). أما عن العهد الجديد فيكاد يفيض من كثرة الآيات التي تتكلم عن وحدانية الله، ولا يمر سفر دون التأكيد على عبادة الله الأحد، "فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ" (مرقس 12: 29؛ متى 4: 10)؛ وذكر باختصار "اللهَ وَاحِدٌ" (رومية 3: 30؛ تِيمُوثَاوُسَ الأُولَى 2: 5). 

أما مسألة الثالوث المقدس فظهرت وذكرت أيضا في الكتاب المقدس، وبعدة أماكن وأحداث مختلفة، ومنها وأهمها معمودية يسوع المسيح على يد يوحنا المعمدان، وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ!»" (لوقا 3: 22) فكان المسيح الابن يتعمد أما الروح القدس فظهرت على هيئة حمامة، أم الأب فسمعنا صوته من السماء، وكذلك اوصى المسيح تلاميذه قائلا "فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ" (متى 28: 19).

فإذا يعلمنا الإنجيل المقدس أن الله واحدا لا سواه، ولكنه يتخذ ثلاثة اقانيم أو صور مختلفة وهي الأب والابن والروح القدس، ولفهم هذه المعادلة بشكل مبسط، يكتفي أن ننظر لأنفسنا أو ننظر لما حولنا !! أنظر عزيزي القارئ لنفسك، الم يكونك الله من جسد وروح وعقل، فهل أصبحت ثلاثة بذلك أم بقيت إنسان واحد ؟ ألا تتكون الشجرة من جذور وأوراق وأغصان ؟ فهل أصبحت ثلاثة أشجار بذلك أم بقيت شجرة واحدة ؟ هل الأوراق نفسها الأغصان ؟ لا ولا الأغصان نفسها الجذور ولا الجذور هي نفسها الأوراق، ولكنهم بالنهاية شجرة واحدة. والشمس كذلك جسم ونور وحرارة وبقيت بالنهاية شمس واحدة ! هكذا إذا ففي الكون المخلوق نرى شواهد تبرز لنا الثالوث.

الثالوث المقدس في الحقيقة ليس ثلاث آلهة اتحدوا فأصبحوا إلها واحدا، على العكس تماما هو اله واحد يتميز في ثلاثة صور مختلفة، فالجوهر الإلهي واحد، والثالوث لا يعمل بشكل مستقل لان الإرادة والعمل واحد، فكل شخص الهي في الثالوث المقدس يحتوي على الآخرين، ولا تمتلك كل صورة ثلث الالوهية بل الالوهية كاملة، وفي الوقت نفسه يبقى كل شخص في الثالوث متميزا شخصيا.

فإذا حاولت عزيزي القارئ أن تفهم الثالوث رياضيا فانك لن تنجح، فالرياضيات البشرية لا تشمل الله، فالله أكبر من كل شيء، وفي نفس الوقت قادر على كل شيء، وفي الحقيقة لا يتركنا ضعفاء دون فهم بل يعطنا من خلائقه الدلائل والشواهد الكافية لندرك سر عظمته.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. ابن المسيح 24 مايو 2015 - 12:50 بتوقيت القدس
سلام المسيح معك امين سلام المسيح معك امين
نحن نـؤمن بإله واحد لا شريك له، غير محدود، مالئ السموات والأرض، خالق الكل، أزلى قبل الأكوان، أبدى لا نهاية لملكه. وهذه العقيدة واضحة تماماً فى الإنجيل المقدس، كما يلى: (1) السيد المسيح نفسه وضح هذه العقيدة عندما سأله أحد اليهود عن أعظم الوصايا، قال في (مر12: 29): "إن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا رب واحد" (2) ومعلمنا بولس الرسول أكد هذه الوحدانية بقوله في (رو3: 30): "لأن الله واحد" (3) والقديس يعقوب الرسول يضيف قائلاً في (يع2: 19): "أنت تؤمن أن الله واحد حسنا تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون" وبرغم معرفة الشياطين بهذه الوحدانية إلا أنهم يصورون للناس بأننا مشركون بالله ونؤمن بثلاثة آلهة. (4) ولقد أخذ من هذه النصوص وغيرها التى يذخر بها الكتاب المقدس أخذ أباؤنا القديسون قانون الإيمان الذى تردده كنائس العالم على مدى الأجيال قائلين: "بالحقيقة نؤمن بإله واحد ... خالق السموات والأرض ما يُرى وما لا يُرى" ** من هذا يتضح أننا نؤمن بإله واحد وليس بثلاثة آلهة. (7) : حقيقة الثــالوث القدوس الآب والإبن والروح القدس. : إن عقيدة التثليث لا تعنى مطلقاً وجود ثلاث آلهة، كما يتوهم البعض، ولكننا نؤمن بالله الواحد في ثالوث وليس ثلاثة. ومفهوم هذه العقيدة ببساطة هو أن هذا الإله الواحد الكائن بذاته: (1) له قلب محب (2) وله عقل حكيم (3) وله روح حيٌّ (8) : تسمياتنا للثالوث بالآب والإبن والروح القدس؟ : أولا: (1) نقصد بتعبير الآب: هو قلب محبة الله. (2) وتعبير الإبن: هو عقل حكمة الله. (3) والروح القدوس هو روح حياة الله. ثانيا: (1) أحب أن أوضح أن هذه التسميات [أب وإبن] لا يُفهم منها وجود علاقة جسدية كما فى المفهوم البشرى، حاشا. (2) كما أن هذه التسميات ليست من اختراع إنسان، بل هى كلمات الوحى الإلهى فى الكتاب المقدس. (9) : وهنا يمكن أن ندكر الآيات الكتابية التي توضح هذه العقيدة؟ : (1) قال السيد المسيح لتلاميذه (مت28: 19): "اذهبوا إلى جميع الأمم وعمدوهم باسم (وليس باسماء) الآب والإبن والروح القدس"، فهنا الوحدانية واضحة في قوله: عمدوهم بإسم، وليس بأسماء. وكذلك التثليث واضح جدا في قوله: "الآب والإبن والروح القدس" (2) ولقد أكد هذا الأمر معلمنا يوحنا الرسول بقوله (1يو5: 7): "فإن الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد"، وهنا نرى أيضاً الثالوث واضحا بقوله: الآب والكلمة والروح القدس. والوحدانية : (1) قال السيد المسيح لتلاميذه (مت28: 19): "اذهبوا إلى جميع الأمم وعمدوهم باسم (وليس باسماء) الآب والإبن والروح القدس"، فهنا الوحدانية واضحة في قوله: عمدوهم بإسم، وليس بأسماء. وكذلك التثليث واضح جدا في قوله: "الآب والإبن والروح القدس" (2) ولقد أكد هذا الأمر معلمنا يوحنا الرسول بقوله (1يو5: 7): "فإن الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد"، وهنا نرى أيضاً الثالوث واضحا بقوله: الآب والكلمة والروح القدس. والوحدانية واضحة في قوله: وهؤلاء الثلاثة هم واحد. : تتضح حتمية التثليث فى الوحدانية مما يلي: (1) فإنه لا يمكن أن الله الواحد الذى أوجد الموجودات كلها يكون هو نفسه بلا وجود ذاتى. (2) وإستحالة أن الله الذي أوجد البشر بقلوب مفعمة بالحب الأبوي يكون بلا قلبٍ محب. فقد قال عنه الكتاب: 1ـ (1يو4: 16): "الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه 2ـ وقد خص الكتاب المقدس الآب بقلب المحبة، إذ يقول في (يو16: 27): "لأن الآب نفسه يحبكم لأنكم قد احببتموني" 3ـ ويقول أيضا في (1يو2: 15): محبة الاب" 4ـ وفي (2كو13: 14) يقول: "نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله [الآب] وشركة الروح القدس مع جميعكم امين" (3) كان هذا عن قلب المحبة، ونأتي إلى عقل الحكمة، أقول أنه لا يمكن أن الله الذى خلق الإنسان عاقلا ناطقاً أن يكون هو نفسه ليس كذلك. 1ـ فقد قال عنه الكتاب في (يو1: 1): "فى البدء كان الكلمة [وليس كانت الكلمة لأنه يتكلم عن المسيح] 2ـ ولفظة الكلمة هنا باليونانية: اللوغوس أي عقل الله الناطق بالكلمة" 3ـ وهنا نرى عقل الله الحكيم الناطق بالكلمة. (4) وكذلك لا يمكن أن الله الذى خلق الحياة فى كل كائن حى لا يكون هو نفسه حى بالروح. 1ـ وهو الذى قال عنه الكتاب (رو8: 2): "لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقنى من ناموس الخطية والموت" 2ـ فهنا نرى روح الله هو روح الحياة. ** لذا تحتم أن يكون فى الله الواحد ثالوث أقدس له قلب محبة، وعقل حكمة، وروح حياة. وهذا هو إيماننا القويم" الله واحد فى ثالوث وليس ثلاثة آلهة" ** وما أجمل ما قاله القديس أغسطينوس: "هؤلاء الشهود الثلاثة الآب والإبن والروح القدس هم واحد، وطبيعة واحدة، جوهر واحد، لاهوت واحد"
2. سلام 24 مايو 2015 - 14:11 بتوقيت القدس
الثالوث الثالوث
يوحنا ١٤:‏٢٨‏:‏ « [قال يسوع:‏] لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لاني قلت امضي الى الآب.‏ لان ابي اعظم مني.‏»‏ ١ كورنثوس ١١:‏٣‏:‏ «اريد ان تعلموا ان رأس كل رجل هو المسيح.‏ وأما رأس المرأة فهو الرجل.‏ ورأس المسيح هو الله.‏» (‏من الواضح اذاً ان المسيح ليس الله،‏ والله هو اسمى منزلة من المسيح.‏ وتلزم الملاحظة ان ذلك كُتب حوالى سنة ٥٥ ب‌م،‏ نحو ٢٢ سنة بعد رجوع يسوع الى السماء.‏ ولذلك فان الحقيقة المذكورة هنا تنطبق على العلاقة بين الله والمسيح في السماء.‏)‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٢٧،‏ ٢٨‏:‏ « [الله] اخضع كل شيء تحت قدميه [يسوع].‏ ولكن حينما يقول ان كل شيء قد أُخضع فواضح أَنه غير الذي أَخضع له الكل.‏ ومتى أُخضع له الكل فحينئذ الابن نفسه ايضا سيَخضع للذي أَخضع له الكل كي يكون الله الكل في الكل.‏»‏ ان الكلمة العبرانية «شدّاي» والكلمة اليونانية «باندوكراتور» تترجمان كلتاهما الى «القادر على كل شيء.‏» وكلمتا اللغة الاصلية كلتاهما تنطبقان تكرارا على يهوه،‏ الآب.‏ (‏خروج ٦:‏٣،‏ رؤيا ١٩:‏٦‏)‏ ولا يجري ابدا تطبيق ايّ من التعبيرين على الابن او الروح القدس.
3. سلام 24 مايو 2015 - 14:17 بتوقيت القدس
الثالوث الثالوث
1 كورنثوس ٨:‏٥،‏ ٦‏:‏ «لانه وان وجد ما يسمى آلهة سواء كان في السماء او على الارض كما يوجد آلهة كثيرون وارباب كثيرون.‏ لكن لنا اله واحد الآب الذي منه جميع الاشياء ونحن له.‏ ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الاشياء ونحن به.‏» (‏هذا يقدّم الآب بأنه «اله واحد» للمسيحيين وبأنه في مرتبة متميزة عن يسوع المسيح.‏)‏ ١ بطرس ١:‏٣‏،‏ ق‌م:‏ «مبارك اله وابو ربنا يسوع المسيح!‏» (‏تكرارا،‏ حتى بعد صعود يسوع الى السماء،‏ تشير الاسفار المقدسة الى الآب بأنه «اله» يسوع المسيح.‏ وفي يوحنا ٢٠:‏١٧‏،‏ بعد قيامة يسوع،‏ تكلَّم هو نفسه عن الآب بأنه «الهي.‏» وفي ما بعد،‏ عندما كان في السماء،‏ كما هو مسجل في رؤيا ٣:‏١٢‏،‏ استعمل ثانية التعبير نفسه.‏ ولكن لا يُذكر ابدا في الكتاب المقدس ان الآب يشير الى الابن بأنه «الهي،‏» ولا يشير ايٌّ من الآب او الابن الى الروح القدس بأنه «الهي.‏» )‏
4. سلام 24 مايو 2015 - 14:46 بتوقيت القدس
الثالوث الثالوث
متى ٢٠:‏٢٠–‏٢٣‏:‏ «ام ابني زبدي .‏ .‏ .‏ قالت له [يسوع] قل ان يجلس ابناي هذان واحد عن يمينك والآخر عن اليسار في ملكوتك.‏ فأجاب يسوع .‏ .‏ .‏ أما كأسي فتشربانها .‏ .‏ .‏ وأما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي ان اعطيه إلا للذين أُعدَّ لهم من ابي.‏» (‏يا لغرابة ذلك لو كان يسوع،‏ كما يجري الادعاء،‏ هو الله!‏ فهل كان يسوع هنا يجيب بحسب مجرد «طبيعته البشرية»؟‏ لو كان يسوع حقا،‏ كما يقول الثالوثيون،‏ «الها-‏انسانا» —‏ الها وانسانا على حد سواء،‏ ليس الواحد او الآخر —‏ هل يكون منسجما حقا اللجوء الى شرح كهذا؟‏ ألا تُظهر متى ٢٠:‏٢٣ بالاحرى ان الابن ليس مساويا للآب،‏ ان الآب احتفظ ببعض الامتيازات لنفسه؟‏)‏ متى ١٢:‏٣١،‏ ٣٢‏:‏ «كل خطية وتجديف يغفر للناس.‏ وأما التجديف على الروح فلن يغفر للناس.‏ ومن قال كلمة على ابن الانسان يغفر له.‏ وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي.‏» (‏لو كان الروح القدس شخصا وكان الله لناقضت هذه الآية بصراحة تامة عقيدة الثالوث،‏ لانها كانت ستعني بطريقة ما ان الروح القدس اعظم من الابن.‏ وعوضا عن ذلك،‏ فان ما قاله يسوع يُظهر ان الآب،‏ الذي اليه ينتمي «الروح،‏» هو اعظم من يسوع،‏ ابن الانسان.‏)‏
5. ابن المسيح 24 مايو 2015 - 16:31 بتوقيت القدس
الرب يبارك سلام ومحبه اخي فادي الرب يبارك سلام ومحبه اخي فادي
(1) على المؤمن وهو يتعامل مع الله أن ليقترب إلى قلب محبته فهو الذي قال في (هو14: 4): احبهم فضلا" وقال في (ار31: 3) "محبة ابدية احببتك من اجل ذلك ادمت لك الرحمة" وعندما نتعامل مع قلب محبة الله يُسبى قلبنا في محبته فنبادله الحب كما هو مكتوب في (1يو4: 19) "نحن نحبه لانه هو احبنا اولا" (2) كذلك عندما نتعامل مع الله، نحن نتعامل مع العقل المدبر والحكمة الفائقة. ففي تدبير عقله السامي وضع لنا خطة التجسد المجيد ليتمم خلاصنا كي يعيدنا إلى أحضانه الأبوية وقلب محبته. ولنطلب حكمته الفائقة لنسلك بحكمة في هذا العالم. فالكتاب يقول في (يع1: 5): "إن كان احدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء و لا يعير فسيعطى له" وجاء في (يع2: 17) "واما الحكمة التي من فوق فهي اولا طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة مملوة رحمة واثمارا صالحة عديمة الريب والرياء". (3) وأيضا ما أعظم الإمتياز الذي صار لكل مؤمن بأن يتعامل مع روح الحياة القدوس. وأهم إمتياز هو الإمتلاء من هذا الروح الناري الذي قال عنه القديس أنطونيوس لتلاميذه: "الروح الناري العظيم الذي قبلته أنا أقبلوه أنتم أيضاً، وإذا أردتم أن تنالوه ويسكن فيكم فقدموا فيكم أولاً أتعاب الجسد وتواضع القلب، وارفعوا أفكاركم إلي السماء ليلاً ونهاراً، واطلبوا بكل قلبكم هذا الروح الناري القدوس وحينئذ يُعطي لكم، لأنه هكذا حصل عليه إيليا التشبِّي وأليشع وجميع الأنبياء الآخرين. ولا تفكروا في قلوبكم وتكونوا ذوي قلبين وتقولوا "من يستطيع أن يقبل هذا؟ " فلا تدعوا هذه الأفكار أن تدخل إلى عقولكم بل اطلبوا باستقامة قلب وأنتم تقبلوه. وأنا أبوكم أجتهد معكم وأصلي لأجلكم لكي تقبلوه، لأني أعلم أنكم قد جحدتم ذواتكم لكي تستطيعوا أن تقبلوه. لأن كل من يفلِّح ذاته بهذه الفلاحة في كل جيل فإنه ينال نفس الروح الذي يسكن في المستقيمي القلوب. وأنا أشهد لكم، إنكم تطلبون الله بقلب مستقيم فأديموا باجتهاد من كل قلوبكم فإنه سيعطي لكم". (رسائل القديس أنطونيوس ج2 ص8-19) ** طلبتى إلى الله أن يمتعنا بشركة الثالوث الأقدس فى حياتنا فنتعلم الحب من الآب ، والحكمة من الإبن ، ونمتلئ بالروح الناري. آمين. (مت 28 : 19) "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (مت 28 : 19) (1) : فقد قال السيد المسيح: "ومهما سألتم بإسمي فذلك أفعله ليتمجد الآب بالإبن، إن سألتم شيئاً بإسمي فإني أفعله" (يو14: 13 و14) (2) الخــــلاص: فإنه مكتوب: "وليس بأحد غيره الخلاص لأن ليس أسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص" (أع4: 12)