مُدُن الملجأ في العهد القديم ودلالاتها

حسب أمر الرب تمَّ بناء 6 مدن لكي يهرب إليها كل قاتل نفس سهوًا، ويحتمي فيها حتى يموت الكاهن العظيم، وعندئذٍ يُمكنه أن يرجع إلى مدينته. ولو خرج قبل ذلك لكان من حق ولي الدم أن يقتله
29 يونيو 2015 - 23:55 بتوقيت القدس

مدن الملجأ

دراستنا من :سفر يشوع 20 وأيضا ( سفر العدد 35 : 6، 7، 14 ــ تثنية 4 : 43 ).

حسب أمر الرب تمَّ بناء 6 مدن لكي يهرب إليها كل قاتل نفس سهوًا، ويحتمي فيها حتى يموت الكاهن العظيم، وعندئذٍ يُمكنه أن يرجع إلى مدينته. ولو خرج قبل ذلك لكان من حق ولي الدم أن يقتله. فسلامه مرهون بأسوار وأبواب مدينة الملجأ التي ترمز إلى الرب يسوع المسيح كمَن هو الملجأ والحِمى. ونحن كنا خطاة مثل قاتل النفس سهوًا، وولي الدم يُمثل العدل الإلهي الذي من حقه أن يُطاردنا ويقتلنا، لأن «أجرة الخطية هي موت» ( عب 3: 7 ). وكما كان القاتل - الذي لا سبيل لخلاصه سوى الاحتماء في مدينة الملجأ – لا يتوانى لحظات عن الإلتجاء للمدينة، هكذا «اليوم، إن سمعتم صوتَهُ فلا تُقسُّوا قلوبكم» (عب 3: 7، 8).

فَقَدَّسُوا قَادَشَ فِي الْجَلِيلِ فِي جَبَلِ نَفْتَالِي، وَشَكِيمَ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ، وَقَرْيَةَ أَرْبَعَ، هِيَ حَبْرُونُ، فِي جَبَلِ يَهُوذَا. وَفِي عَبْرِ أُرْدُنِّ أَرِيحَا نَحْوَ الشُّرُوقِ جَعَلُوا بَاصَرَ فِي الْبَرِّيَّةِ فِي السَّهْلِ مِنْ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ، وَرَامُوتَ فِي جِلْعَادَ مِنْ سِبْطِ جَادَ، وَجُولاَنَ فِي بَاشَانَ مِنْ سِبْطِ مَنَسَّى. (يش 20: 7- 8)

المدينة الأولى من هذه المُدن الست هي "قَادِش"، ومعناها "قداسة" أو مقدس. وفيها نرى المسيح ملجأ للدنسين والنجسين، وقد «صارَ لنا حكمةً من الله وبرًا وقداسةً وفداء» ( 1يو 1: 7 )، «ودم يسوع المسيح ابنهِ يطهرنا من كل خطية» (1يو1: 7). وهذا قصد الله في المسيح من جهتنا ان نكون مقدسين ونحن بالفعل مقاماً رفيعًا، الله يرانا قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة (اف 1: 4). 

في نفتالي: ومعناه مصارعات. ونحن عندما نعيش القداسة العملية ندخل في مصارعات. ومصارعاتنا ليست مع دم ولحم ولكن مع الرؤساء والسلاطين (نحن في حرب ولكن يعظم انتصارنا بالذي احبنا).

المدينة الثانية: "شَكِيم" ومعناها "كتف". وفيها نرى المسيح ملجأ للمحروم من الحنان والعطف، فالخروف الضال صار محمولاً على منكبي الراعي ( لو 15: 4 ، 5) فلنا أن نتمتع بمحبته وقوته. ونحن منذ ان يتقابل معنا الرب يضعنا على المنكبين ( الكتفين ) ويمضى بنا وهو في صفنا ( إن كان الله معنا (لنا ) فمن علينا ).

في افرايم: ومعناه مثمر. وهذا ما نختبره ان كل مؤمن في المسيح يسوع لابد ان يأتي بثمر (يوحنا 15 ) فهل لك ثمر؟ 

المدينة الثالثة: "حَبْرُون" ومعناها "شركة". وفيها نرى المسيح ملجأ للمنفصل الطريد الذي ليس له شركة مع الله أو شعب الله. لكن على أساس الدم لنا شركة مع الآب ومع ابنه، ولنا شركة بعضنا مع بعض ( 1يو 1: 3 ، 7).

في يهوذا ومعناه حمد في الألم . ونحن في جو الشركة لنا ان نفهم مقاصد الله تجاهنا حتى في الألم والمتاعب (ونحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله).

المدينة الرابعة: ”بَاصَر“ ومعناها ”حصن“. وفيها نرى أن الرب يسوع ملجأ للضعيف «الساكن في سِتر العلي، في ظل القدير يبيت. أقولُ للرب: ملجأي وحصني» ( مز 27: 1 ، 2)، «الرب حصنُ حياتي ممَّن أرتعب؟» (مز27: 1). فسيدنا حصن لنا (واسم الرب برج حصين يركض اليه الصديق ويتمنع ).

رأوبين ومعناه هوذا ابن . إدراكي أني إبن لله وأن الله ابي هذا يرفع من شأني ويسعدني ياللسمو والرفعة .. هللويا 

المدينة الخامسة: "رَامُوت" أو "رامة" ومعناها "رفعة" أو "مرتفعة". وفيها نرى المسيح ملجأ للوضيع «أصعدني من جُب الهلاك، من طين الحمأة، وأقامَ على صخرة رجليَّ» ( مز 40)، «وأقامنا معهُ، وأجلسنا(معًا) في السماويات في المسيح يسوع» (أف2: 6)؛ هذا هو مقامنا الجديد.
جاد ومعناه طالع حسن أو صلب. والرب يدافع عني بقوة وايضا انا اقف بقوة وانا فوق المرتفات وانا في حالة روحية عالية .... مجدا للرب 

المدينة السادسة: "جُولاَنَ" ومعناها دائرة "فرح". ونحن في دائرة السماويات وفيها نرى المسيح ملجأ للحزين «الذي وإن لم ترَوهُ تُحبونه. ذلك وإن كنتم لا ترونهُ الآن لكن تؤمنون به، فتبتهجون بفرح لا يُنطَق به ومجيد(1 بط 1: 8).

منسى ومعناه "من ينسى" وانا في هذا الجو اكون ناسي حالي واحوالي ومشبع بحب السيد الذي ينسيني حالي واحوالي لأنه قادر على كل شيء. 

اخيراً هذه المدن : لابد أن تكون طرقها معدة ومجهزة جيدا ليس بها معوقات ويهرب اليها كل قاتل نفس سهوا . والرب يسوع على الصليب حسب صلبه انهم عملوه وهم لايعرفون فقال يا ابتاه اغفر لهم لأنهم لايعلمون ماذا يفعلون أي انه حسب قتلهم له سهوا . ولكل واحد يقدم الرب يسوع نفسه مخلصا له. وتتمثل اسماء المدن واسماء الاشخاص الستة في ان الاشخاص تتحرك والمدن ثابتة أي أن المدن تمثل قصد الله لنا والاشخاص رمز لحالة كل واحد واختباره، هذه المدن ستة ولكن السابعة هي شخص المسيح، فهل تمتعت اخي بكل ما سبق؟ إن لم يكن، تعال للمسيح واحتمي فيه وهو الذي يجعلك تتمتع بكل هذا. صلي وقل له انا اقبلك من كل قلبي مخلصا وحصنًا لي من الجحيم ومن الدينونة وانا احتمي فيك متعني بك وبكل ما سبق آمين.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا