كمن يسود على الأنصبة...

الميل الطبيعي هو لكبرياء وتمجيد الذات بحيث يسعى القائد لأن يتسلط ويبقى على عرش منبره وأن يتحكم بالكنيسة فيشعر بالتهديد أن أراد أي عضو في كنيسته استخدام مواهبه في الكنيسة. لا يسمح القائد بحسب هذا الفكر بأن يشاركه احد في "إمبراطوريته" حتى الممات. الاعتزال غير وارد والتشبث بالرئاسة والقيادة من المهد إلى اللحد.
30 نوفمبر 2011 - 11:15 بتوقيت القدس

يعتقد كثبرون أن الانقسامات والتشرذم هما آفة الكنائس الانجيلية الأولى. ففي الوقت الذي يعاني المسيحيون ككل في بلادنا من انعدام الوحدة، والأعداد المتناقصة نتيجة الازدياد الطبيعي القليل والهجرة- تأتي الانقسامات في الكنائس الانجيلية لتزيد الطين بلّه. فمع أن أعداد الانجيليين قليل للغاية غير أن التفكك والانحلال الكنسي شائعان. فما أن يصل عدد أعضاء كنيسة انجيلية إلى عدة عشرات حتى تتكتل مجموعة من الأعضاء وتترك الكنيسة في طريقها للبدء في درب جديد يتمثل بكنيسة جديدة . يحدث ذلك في اغلب الأحيان بعد مناوشات واحتكاكات وصراعات. تنشطر الكنيسة بألم المرة تلو الأخرى. ينتج عن هذه الانقسامات مرارة وضعف روحي وكسر للشهادة المسيحية مع الذين من خارج إذ ينظرون الى الانجيليين بأنهم أصحاب دكاكين جديدة.

نادراً ما يكون السبب لهذه الانقسامات اختلاف لاهوتي أو عقائدي. انه غالباً ينبع عن عدم تفاهم على الإدارة والقيادة وينتج عنه صراع اليم على السلطة - يؤدي إلى انقسام وهجران وقطيعة.

لماذا يحدث عدم التفاهم هذا على الإدارة والقيادة ؟

اعتقد ان لهذه الظاهرة بُعدين أولهما روحي والثاني عملي- تطبيقي.

الروحي يتمثل بانعدام روح التواضع ونكران الذات الذين يطالب بهمها الرب. يعاني العرب في بلدانهم من دكتاتورية وتسلط الحكام مما يؤدى لثورات نشهدها هذه الأيام. هذه الأحوال هي نتيجة لتسلط الأتراك على العرب وكبتهم لأكثر من أربع مائة سنة والتعصب الديني السائد. ان ذلك ينمي عقلية تسلط في العائلة (بالتسلط ألذكوري) وفي النظام (بالدكتاتورية). هل يكسر التجديد في المسيح هذه الروح ونرى توجه مختلف في الكنيسة؟

هل نطبق الإرشاد الإلهي القائل :
ارعوا رعية الله التي بينكم نظارا لا عن اضطرار بل بالاختيار ولا لربح قبيح بل بنشاط. ولا كمن يسود على الأنصبة بل صائرين أمثلة للرعية (1 بطرس 5 : 2-3).

الميل الطبيعي هو الكبرياء وتمجيد الذات بحيث يسعى القائد لأن يتسلط ويبقى على عرش منبره وأن يتحكم بالكنيسة فيشعر بالتهديد أن أراد أي عضو في كنيسته استخدام مواهبه في الكنيسة. لا يسمح القائد بحسب هذا الفكر بأن يشاركه احد في "إمبراطوريته" حتى الممات. الاعتزال غير وارد والتشبث بالرئاسة والقيادة من المهد إلى اللحد.

إن البُعد الروحي المتمثل بروح منكسرة ومتواضعة ومستعدة للتنازل وإشراك الآخرين وحتى تسليم السلطة والقيادة لهم هي الأساس وبدونها لا يمكن الانتقال للبعد العملي.

البعد العملي - يتمثل بمعرفة أسس وحيثيات بناء نظام للعمل المشترك في الكنيسة. يفتقر أغلب الخدام لتدريب ومعرفة علمية بأصول القيادة وبناء فريق يعمل معاً بحرية وقوة.

ومن هنا فانه وحتى ولو تواجدت الروح المنكسرة والمتواضعة فان التطبيق غير ممكن دون معرفة وتأهيل.

تطلب الشركات والجمعيات اليوم من كل قائد فرقة أو مدير جناح فيها أن يتعلم أسس الإدارة على أساس جامعي. هل نطلب الأمر ذاته في كنائسنا أم أننا نتمسك بالفكرة انه لا حاجة لتعليم جامعي لأسس الإدارة حيث أن معرفة الكتاب المقدس كافية؟

اصبحت حاجات الناس في بداية القرن الواحد والعشرين اكبر، ومن هنا أصبح دور الكنائس التي تسعى لسد الاحتياجات اكبر واكبر. ولا بد للكنيسة التي ترغب بأن تبقى ذات دور في حياة النفوس أن تشرك آخرين من مهنيين في مجالات الاستشارة، الصحة، القانون ، الرياضة وغيرها بالمساهمة في الخدمة.

ان تفعيل هؤلاء المهنيين في فريق خدمة في الكنيسة يحتاج لمقدرة إدارية وقيادية من راعي الكنيسة أو القيادة ولا يتم بشكل تلقائي.

في الوقت الذي تقوم كليات اللاهوت بتأهيل الخدام وتهيئتهم لعمل الخدمة من الضروري إعطاء تدريب قيادي وحول الإدارة الكنسية ومبادئها المتطورة لكي يتسنى للخادم المتدرب الجديد ايجاد الصيّغ اللازمة لتنشيط فرق خدمة في كنيسته مما يزيد عمل الكنيسة زخماً ويمنع الانقسامات.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. فرحة شحادة مخول 30 نوفمبر 2011 - 09:55 بتوقيت القدس
معرفة وتأهيل! معرفة وتأهيل!
الرب يباركك اخ بطرس، على القاءك الضوء على موضوع بناء حيوي، تحتاج اليه كل كنيسة، انجيلية أو غيرها، صدقني أخ بطرس ليس فقط الشهادات الجامعية المختصة بالأدارة هي المطلوبة، أن التجربة والأنخراط بالعمل ذاته هو أيضا مطلوب لأنه أكبر وأقوى معلم أن نتعلم من خبراتنا أداريا، وانت اعلمهم اذا اردت ان تتقدم لعمل بمجلس كمراقب عليك ان تحمل توصية انك تدربت بمكتب اّخر كمراقب، وأذا لم تمارس مهنة المحاماة هل يمكنك ان تكون حاكم بمحكمة! والمقدرة الأدارية موهبة وخبرةحياتية...وصلاتي ان تأخذ الكليات اللاهوتية طلبك بعين الأعتبار لتعليم طلابها وتدريبهم حول الأدارة الكنسية...
2. القس حنا كتناشو 30 نوفمبر 2011 - 10:33 بتوقيت القدس
اشكرك أخي بطرس اشكرك أخي بطرس
أشكرك أخي بطرس على مقالتك فهي تذكرنا بأمور مهمة. وعطفا على الفقرة الأخيرة من مقالتك، اشكرك على ذكر دور كليات اللاهوت. فنحن في كلية بيت لحم للكتاب المقدس وكلية الجليل للكتاب المقدس نسعى لخدمة المسيح في بلادنا العزيزة ولإعداد قادة مؤهلين وقادرين بنعمة الله على قيادة الكنائس وإدارتها بحسب حكمة الله. في الواقع، تعرض الكلية عدة مساقات في القيادة (نظريا وعمليا) وتطلب من طلبتها أن يتدربوا في الخدمة والقيادة تحت ارشاد أشخاص مؤهلين روحيا وأكاديميا ولهم خبرة في خدمة الرب. ولقد قدمنا هذه المساقات على مستوى البكالوريوس والماجستير أيضا. وسيسرنا ككلية أن نعرض هذه المساقات في أي كنيسة تطلب منا ذلك. وسيسرنا ويشرفنا أيضا أن نعمل مع أي كنيسة على صياغة المساق الذي تحتاج الكنيسة له. ليباركك الرب ويستمر في استخدام قلمك الذي يستحق الاحترام. القس الدكتور حنا كتناشو العميد الاكاديمي لكلية الجليل للكتاب المقدس وكلية بيت لحم للكتاب المقدس
3. نادر حاج 30 نوفمبر 2011 - 11:22 بتوقيت القدس
يباركك الرب اخي بطرس يباركك الرب اخي بطرس
اود ان اقول ان كل الكلام سليم وصحيح ولكن اريد ان اعقب على عمل كليات اللاهوت لانه ومن باب المعرفه ان تدريس اللاهوت لاي شخص ومن اي كنيسه كانت بالاضافه لما ذكرت من وظائف هامه للكليات ان تكون دراسه وفحص عميق للسيره الذاتيه للطالب كذلك ما مدى ثاثير الدراسه على سلوكه في الكنيسه فهناك افتخار للطلب امام الناس بانه يدرس لاهوت وهناك مقوله تقول "العلم ينفخ" وشكرا
4. منال خوري 30 نوفمبر 2011 - 15:31 بتوقيت القدس
كلمة واحدة أخي بطرس: شكرا كلمة واحدة أخي بطرس: شكرا
كلمة واحدة أخي بطرس: شكرا
5. نسيم حزان 30 نوفمبر 2011 - 21:30 بتوقيت القدس
ان كان يخدم احد ان كان يخدم احد
فكانه من قوة يمنحها الله لكي يتمجد الله في كل شيء بيسوع المسيح الذي له المجد والسلطان الى ابد الآبدين.آمين. مرقس 45:10 لان ابن الانسان ايضا لم يأت ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين. ليباركك الرب ايها العزيز الاخ المحبوب بطرس , كما هو واضح من المقال وكما هو معروف عادة ان موضوع القيادة هو ما يتغنى به المؤمنون في كل مكان , ان كان الحديث عن كمية الكتب التي كُتبت وتكتب عن هذا الموضوع لهي باعداد هائلة , لكن قلما تجد الكتب التي تتحدث عن الخدمة والخادم , الرب يسوع المسيح مثالنا الوحيد في كل امر كما عبر انه كمن يخدُم. اني اؤمن ان الاهتمام الصحيح الروحي هو كيف اتمثل بالرب يسوع كالخادم الذي يتواضع ويضع نفسه لاجل اخوته المؤمنين الذين هم اعضاء في جسد الرب . اصلي للرب ان يحرك قلوب "القادة!!!!!!!" لكي يكونوا خادمي شعب الرب وليس متسلطون عليه. اذا رجعنا لكلمة الرب عديدة هي الآيات والكلمات المقدسة التي تكلمنا عن الخدمة والخادم وهي اكثر بكثير من التي يحللها الكثيرون لكي تخدم اغراضهم واهوائهم في "القيادة !!!!!!!"
6. جورج عبده 01 ديسمبر 2011 - 23:10 بتوقيت القدس
الهنا عجيب الهنا عجيب
الرب يباركك أخي بطرس في كل ما تعمل، تكتب، تتكلم أو تفكر. ليتمجد الرب يسوع من خلال جميع مواهبك. عجيب هذا الإله الذي نعبده إذ دعى جدعون الضعيف الخائف وموسى القاتل ثقيل اللسان لكي يقودا الشعب. نفس الإله دعى شاول الطرسوسي الفريسي ولوقا الطبيب. دعى صيادين وملوك، رعاة ووزراء،عشارين وسُقاة ملوك. الله القدير الحكيم يدعوا المدرَبين،و أيضايدرّب المدعوين. يا له من إله أمين، محب وصبور! يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه.ما ابعد احكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء. لان من عرف فكر الرب او من صار له مشيرا. او من سبق فاعطاه فيكافا. لان منه وبه وله كل الاشياء.له المجد الى الابد.امين
7. ناصر بطرس الاشقر 02 ديسمبر 2011 - 11:49 بتوقيت القدس
الا يرعى الرعاة الغنم الا يرعى الرعاة الغنم
ويل لرعاة اسرائيل الذين كانوا يرعون انفسهم .الا يرعى الرعاة الغنم .تاءكلون الشحم وتلبسون الصوف وتذبحون السمين ولا ترعون الغنم المريض لم تقووة والمجروح لم تعصبوة والمكسور لم تجبروة والمطروض لم تستردوة والضال لم تطلبوة بل بشدة وبعنف تسلطم عليهم فتشتتت بلا راع وصارت ماكلا لجميع وحوش الحقل وتشتتت.ضلت غنمي في كل الجبال وعلى كل تل عال وعلى كل وجة الارض تشتتت غنمي ولم يكن من يساءل او يفتش
8. ناصر بطرس الاشقر 02 ديسمبر 2011 - 12:10 بتوقيت القدس
ليس احد يقدر ان يقول يسوع رب الا بالروح القدس ليس احد يقدر ان يقول يسوع رب الا بالروح القدس
فانواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد وانواع خدم موجودة ولكن الرب واحد وانواع اعمال موجودة ولكن اللة واحد الذي يعمل الكل في الكل . ولكنة لكل واحد يعطي اظهار الروح للمنفعة . الرب يباركك اخي بطرس والكلام الذي كتبتة صحيح لانة هكذا يعاملونا الرعاة سلام ومحبة المسيح معاك
9. A shepherd 02 ديسمبر 2011 - 12:33 بتوقيت القدس
Pastors do use people & know how to manage Pastors do use people & know how to manage
I wonder why you have a british Pastor Not an Arab? Maybe the problems about the Pastors you mentioned only an exception not the rule? Maybe the problems are in the Pew not the pulpit?Maybe too many elders want to control the pastors Only a question the elders and the committes in the churches need and can to answer I know Pastors beg their people to serve and few answer the call Please do not use generalities?.
10. سليم 02 ديسمبر 2011 - 15:49 بتوقيت القدس
اليكم يا احباء اليكم يا احباء
كلام جميل ولكنه يحمل في طياته الادانه. اننسى تعب الرعاه وسهرهم ومحبتهم.اننسى ان الرب اختارهم من عرشه؟ داود نفسه رفض قتل شاول لان الرب مسحه فلماذا نقتل نحن من مسحهم الرب بكلامنا ؟لماذا نعمم ونشمل الجميع يا اخ أشقر؟لربما ما تشعر به هو موقف خاص فلماذا نحمل في قلوبنا كل هذا الألم وندين اناس ربنا وحده يعلم تعبهم وخدمتهم فلنتروى بالحكم ونظهر محبه في كتاباتنا اذا كنا نحن نرى اننا على صواب فلتعكس شفاهنا وليكتب قلمنا محبة ورضا لمن اختاره الرب سلطان علينا.محبتي للجميع
11. علا 02 ديسمبر 2011 - 16:26 بتوقيت القدس
أخواني أخواني
أنا أوافق ما كتبه الأخ سليم لماذا الشموليه وتوجيه النقد اللجميع؟انا أزور بلادكم كل عام وأشعر بمحبة الرعاة للشعب وأتمنى ان اكون من بين هذه الرعية.وعلى حسب معرفتي ان الرعاه عددهم محدود بالبلاد وليباركهم الرب جميعا.انا اخالفك الرأي يا اخ بطرس وخاصة في فقرة الميل الطبيعي فلنصلي للرعاه أن يهبهم الاله الصحه والقوه ليخدموا حتى اخر رمق في أيامهم فهذه بركه من الرب أن هناك رعاة متقدمين بالسن ولاتزال قلوبهم تتوق لخدمة الاب السماوي وشعبهThank u so much