عواقب عدم الخضوع لترتيب الله (9) - سلسلة رسائل الرب للشعب المُحتَل (من كتاب إرميا)

سنخصص هذا التأمل لعرض بعض التأثيرات التي أثرت سلبيًّا على البلد والشعب، كنتيجة لعدم خضوع القيادة الروحية لسلطان الله. فالله يعلم ما هو الأفضل لكل شعب، ويريدنا أن نخضع لترتيبه بالإيمان ونسلمه مصير بلادنا لكي يعمل ويخلص.
16 أكتوبر 2010 - 16:17 بتوقيت القدس

سنخصص هذا التأمل لعرض بعض التأثيرات التي أثرت سلبيًّا على البلد والشعب، كنتيجة لعدم خضوع القيادة الروحية لسلطان الله. فالله يعلم ما هو الأفضل لكل شعب، ويريدنا أن نخضع لترتيبه بالإيمان ونسلمه مصير بلادنا لكي يعمل ويخلص.

لقد رأينا كيف طلب الله من الشعب، على زمن إرميا النبي، أن يخضعوا لترتيبه بسيطرة الاحتلال البابلي على الأرض. بالرغم من رفض الشعب والقادة السياسيين لهذا، كان من المتوقع أن نجد خضوعًا من القادة الروحيين على الأقل. لكن للأسف، أيضًا معظم الكهنة والأنبياء لم يقبلوا هذه الدعوة التي انطلقت في ذلك الوقت من التاريخ. مما أدى إلى جلب الكثير من التأثيرات الاجتماعي، الروحية والسياسية السلبية على الشعب والبلد.
ممكن أن نتعلم من اختبارهم آنذاك، كيف نكون اليوم ككنيسة ذات دور فعال لخلاص شعبنا، وبناء ملكوت المسيح في هذه الأرض والوطن.

طبعًا عدم الخضوع للترتيب السياسي الذي وضعه الرب في البلاد ليس السبب الوحيد لهذه التأثيرات السلبية بل الخطايا الكثيرة التي كانت متفشية في الشعب، والتي منها:
عبادة الأوثان (1: 16  و9: 14-16)، البر الذاتي (2: 35  و3: 11)، خيانة الرب (3: 20)، خيانة الناس لبعضهم البعض (6: 28  و9: 2-4 و8)، سفك الدم (2: 24)، الالتواء (5: 1-2)، الزنى (5: 8  و9: 2)، الاتكال على الذات (5: 17)، الطمع (6: 13  9: 10)، الكذب (6: 13  و9: 5)، ظلم الغريب واليتيم والأرملة (7: 7).
لكن عدم الخضوع للسلطة التي أقامها الله، كان القشة الأخيرة التي كسرت رحمة الله الإلهية. الرحمة التي أراد الله أن يوفرها لهم في ذلك الوقت من التاريخ، والتي من خلالها كان مستعد حتى أن يُنهي الاحتلال والسبي نفسه (4: 6 و14  و6: 16  و7: 5-7  و21: 12  و22: 3-5  و25: 4-7).
وفيما يلي بعض التأثيرات السلبية التي أتت على البلد والشعب بسبب تمرد القيادة الروحية.

1- انتشار ظاهرة النبوات الكاذبة:

لقد كان في الشعب عدد كبير من الأنبياء الكذبة، الذين رفضوا طاعة سلطان الله والترتيب السياسي الذي أقامه الله في هذه الأرض آنذاك. فيما يلي البعض من صفاتهم:

يداوون المشكلة بكلام فارغ وخالي من أية صلة بكلمة الله الحقيقية:

" 13 لأَنَّهُمْ مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ وَمِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْكَاهِنِ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْكَذِبِ. 14 وَيَشْفُونَ كَسْرَ بِنْتِ شَعْبِي عَلَى عَثَمٍ قَائِلِينَ: سَلاَمٌ سَلاَمٌ وَلاَ سَلاَمَ." إرميا 6 (أنظر أيضًا 8: 11  و12: 12).

لذلك أصبح الأنبياء مثل الريح، كلامهم غير مؤثر، وكلمة الله ليست فيهم:

" 13 وَالأَنْبِيَاءُ يَصِيرُونَ رِيحاً وَالْكَلِمَةُ لَيْسَتْ فِيهِمْ. هَكَذَا يُصْنَعُ بِهِمْ." إرميا 5.

لكن الله بالمقابل، يثبت كلمته لدى الأنبياء الحقيقيين، ويعطيها قوة، لذلك يتابع ويقول:

"14 لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ الْجُنُودِ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ تَتَكَلَّمُونَ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ هَئَنَذَا جَاعِلٌ كَلاَمِي فِي فَمِكَ (عن إرميا) نَاراً وَهَذَا الشَّعْبَ حَطَباً فَتَأْكُلُهُمْ."

طبعًا الأنبياء يتكلمون بالتعزية والتفائل الجسدي غير الحقيقي، لأن هذا ما أراد الشعب أن يسمعه:
"31 الأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ..." إرميا 5.

2- رفض الأنبياء للخضوع لترتيب الله، أدى إلى زيادة قساوة الاحتلال:

" 1 وَحَدَثَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ فِي ابْتِدَاءِ مُلْكِ صِدْقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ فِي الشَّهْرِ الْخَامِسِ أَنَّ حَنَنِيَّا بْنَ عَزُورَ النَّبِيَّ الَّذِي مِنْ جِبْعُونَ قَالَ.... قَدْ كَسَرْتُ نِيرَ مَلِكِ بَابِلَ. 3 فِي سَنَتَيْنِ مِنَ الزَّمَانِ أَرُدُّ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ كُلَّ آنِيَةِ بَيْتِ الرَّبِّ الَّتِي أَخَذَهَا نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ مِنْ هَذَا الْمَوْضِعِ وَذَهَبَ بِهَا إِلَى بَابِلَ. 4 وَأَرُدُّ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ يَكُنْيَا بْنَ يَهُويَاقِيمَ مَلِكَ يَهُوذَا وَكُلَّ سَبْيِ يَهُوذَا الَّذِينَ ذَهَبُوا إِلَى بَابِلَ يَقُولُ الرَّبُّ لأَنِّي أَكْسِرُ نِيرَ مَلِكِ بَابِلَ." إرميا 28.

فبالرغم من تحذير إرميا له بسبب هذه النبوءة الكاذبة، قرر أن يرفض كلام إرميا وثبتها بما نسميه اليوم بعلامة نبوية مادية:

" 10 ثُمَّ أَخَذَ حَنَنِيَّا النَّبِيُّ النِّيرَ عَنْ عُنُقِ إِرْمِيَا النَّبِيِّ وَكَسَرَهُ. 11 وَقَالَ حَنَنِيَّا أَمَامَ كُلِّ الشَّعْبِ: هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَكَذَا أَكْسِرُ نِيرَ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ فِي سَنَتَيْنِ مِنَ الزَّمَانِ عَنْ عُنُقِ كُلِّ الشُّعُوبِ..." إرميا 28.

وبعدها تلكم الرب إلى إرميا وقال:

" 12 ثُمَّ صَارَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى إِرْمِيَا النَّبِيِّ بَعْدَ مَا كَسَرَ حَنَنِيَّا النَّبِيُّ النِّيرَ عَنْ عُنُقِ إِرْمِيَا النَّبِيِّ: 13 اذْهَبْ وَقُلْ لِحَنَنِيَّا: هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قَدْ كَسَرْتَ أَنْيَارَ الْخَشَبِ وَعَمِلْتَ عِوَضاً عَنْهَا أَنْيَاراً مِنْ حَدِيدٍ. 14 لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: قَدْ جَعَلْتُ نِيراً مِنْ حَدِيدٍ عَلَى عُنُقِ كُلِّ هَؤُلاَءِ الشُّعُوبِ لِيَخْدِمُوا نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكَ بَابِلَ..." إرميا 28.

لاحظ هنا أن نبوة النبي حننيا الكاذبة، أدت إلى زيادة دينونة الله ليس فقط على شعب يهوذا، بل على ".. كُلِّ هَؤُلاَءِ الشُّعُوبِ .."، أي باقي الشعوب التي أنزل الله دينونته عليها (راجع 25: 17-26). أي أنه بدل أن يكون شعب الرب سبب بركة لباقي الشعوب، كان سبب دمار وكوارث للشعوب الأخرى الكثيرة – حوالي 17 شعب آخر.

3- انكسار مذبح الصلاة في البلاد:

عندما ترفض القيادة الروحية في بلد الخضوع لسلطان الله، تصبح صلواتها غير فعالة وكأنه يصبح هناك حاجز بينها وبين الله.

"16 وَأَنْتَ (عن إرميا) فَلاَ تُصَلِّ لأَجْلِ هَذَا الشَّعْبِ وَلاَ تَرْفَعْ لأَجْلِهِمْ دُعَاءً وَلاَ صَلاَةً وَلاَ تُلِحَّ عَلَيَّ لأَنِّي لاَ أَسْمَعُك." إرميا 7.
" 14 وَأَنْتَ فَلاَ تُصَلِّ لأَجْلِ هَذَا الشَّعْبِ وَلاَ تَرْفَعْ لأَجْلِهِمْ دُعَاءً وَلاَ صَلاَةً لأَنِّي لاَ أَسْمَعُ فِي وَقْتِ صُرَاخِهِمْ إِلَيَّ مِنْ قِبَلِ بَلِيَّتِهِمْ." إرميا 11.
" 11 وَقَالَ الرَّبُّ لِي: لاَ تُصَلِّ لأَجْلِ هَذَا الشَّعْبِ لِلْخَيْرِ." إرميا 14.
" 1 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِي: وَإِنْ وَقَفَ مُوسَى وَصَمُوئِيلُ أَمَامِي لاَ تَكُونُ نَفْسِي نَحْوَ هَذَا الشَّعْبِ. اطْرَحْهُمْ مِنْ أَمَامِي فَيَخْرُجُوا." إرميا 15.

وفي مكان آخر يشتكي إرميا من ردة فعل الله الرافضة للصلوات، قائلا:
" 44 الْتَحَفْتَ بِالسَّحَابِ حَتَّى لاَ تَنْفُذَ الصَّلاَةُ." مراثي 3.

4- فقدان البركة والأراضي، وأيضًا النساء يتزوجن بغرباء (العار):

" 12 وَتَتَحَوَّلُ بُيُوتُهُمْ إِلَى آخَرِينَ الْحُقُولُ وَالنِّسَاءُ مَعاً لأَنِّي أَمُدُّ يَدِي عَلَى سُكَّانِ الأَرْضِ يَقُولُ الرَّبُّ. 13 لأَنَّهُمْ مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ وَمِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْكَاهِنِ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْكَذِبِ. 14 وَيَشْفُونَ كَسْرَ بِنْتِ شَعْبِي عَلَى عَثَمٍ قَائِلِينَ: سَلاَمٌ سَلاَمٌ وَلاَ سَلاَمَ." إرميا 6.

" 10 لِذَلِكَ أُعْطِي نِسَاءَهُمْ لآخَرِينَ وَحُقُولَهُمْ لِمَالِكِينَ لأَنَّهُمْ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ مِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْكَاهِنِ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْكَذِبِ. 11 وَيَشْفُونَ كَسْرَ بِنْتِ شَعْبِي عَلَى عَثَمٍ قَائِلِينَ: سَلاَمٌ سَلاَمٌ! وَلاَ سَلاَمَ." إرميا 8.

5- انتشار البلبلة والشتات في الشعب:

" 21 لأَنَّ الرُّعَاةَ بَلِدُوا وَالرَّبَّ لَمْ يَطْلُبُوا. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ لَمْ يَنْجَحُوا وَكُلُّ رَعِيَّتِهِمْ تَبَدَّدَتْ." إرميا 10.

كلمة الرعاة يقصد بها هنا جميع القادة، السياسيين والروحيين. وأما كلمة "بَلِدُوا" تُستخدم للبهائم، وهي كناية على عدم الفهم أو التجاوب مع الله. وهذا طبعًا لعدم شعورهم أنهم يحتاجون لله. النتيجة هي: لم ينجحوا في رعاية وقيادة شعب الرب، وأيضًا تشتت خرافهم، روحيًا في الضلال الروحي، وجسديًا في السبي. إن هذا هو الهدف الأول لإبليس ضد شعب الرب، كما يقول المسيح: "12... فيخطف الذئب الخراف ويبددها." يوحنا 10. أي أن استراتيجية وهدف إبليس الأول هو أن يشتت ويبدد الخراف. أيضًا المسيح في الليلة الأخيرة حذر التلاميذ من الشتات مستشهدًا بزكريا 13: 7 قائلا:
" 31 حينئذ قال لهم يسوع كلكم تشكّون فيَّ في هذه الليلة، لأنه مكتوب إني أضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية." متى 26.

صلاة:
" 37 مَنْ ذَا الَّذِي يَقُولُ فَيَكُونَ وَالرَّبُّ لَمْ يَأْمُرْ؟ 38 مِنْ فَمِ الْعَلِيِّ أَلاَ تَخْرُجُ الشُّرُورُ وَالْخَيْرُ؟ 39 لِمَاذَا يَشْتَكِي الإِنْسَانُ الْحَيُّ الرَّجُلُ مِنْ قِصَاصِ خَطَايَاهُ؟ 40 لِنَفْحَصْ طُرُقَنَا وَنَمْتَحِنْهَا وَنَرْجِعْ إِلَى الرَّبِّ. 41 لِنَرْفَعْ قُلُوبَنَا وَأَيْدِينَا إِلَى اللَّهِ فِي السَّمَاوَاتِ 42 نَحْنُ أَذْنَبْنَا وَعَصِينَا.." مراثي إرميا 3.

لقد تمت هذه السلسلة بنعمة الله، وصلاتي أن تكون سبب بركة وبناء لملكوت الله في هذه الأرض.
وفي الختام أقول للقُرَّاء ما قاله كاتب سفر المكابيين الثاني:
" ... فإن كُنتُ قد أحسنت التأليف ووُفِّقتُ منه، فذلك ما كُنتُ أتمنى، وإن كانَ ضعيفًا ودون الوَسَط، فأَنِّي قد بَذلتُ وُسعي." المكابيين الثاني 15: 38.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. حزينه الروح 16 أكتوبر 2010 - 19:30 بتوقيت القدس
مؤثر جدا مؤثر جدا
حين نقراْ الموضوع نتاثر كثيرا حين يكون معبّر عن امور تتعلق فينا وفي ماضينا. الرب يبارك الكاتب
2. حيفاوي 17 أكتوبر 2010 - 12:08 بتوقيت القدس
رسائل الرب? رسائل الرب?
اخي باسم انت تقحم ارائك على النص وعندما يذهب القارئ ليفحص اقتباساتك يرى انك تضعها في الاطار الذي يناسب نظريتك وليس بحسب موضعها في النص. بحسب رايي هذه ليست رسائل الرب للشعب المحتل بل انعكاس لافكار موجودة لديك.
3. باسم أدرنلي 17 أكتوبر 2010 - 20:49 بتوقيت القدس
هل عندك أمثلة؟ هل عندك أمثلة؟
عادةً البحث يبتدئ بشعور وتثقل باتجاه معين، وإن كان الإنسان معني لتطبيق كلمة الله، أعتقد أنه يجب أن يقود إلى البحث. لأن كلمة الله تقول: "..أطلبوا تجدوا.." كلمة اطلبوا هنا تعني ابحثوا بشتى معانيها بهدف الوصول إلى الحق وأجوبة الله. لكن إذا كان الشعور لا يقود إلى البحث، سيبقى شعور وسوف لا يقود إلى البناء. عندما تقدم لي نقدًا مثل: "وعندما يذهب القارئ ليفحص، اقتباساتك يرى انك تضعها في الاطار الذي يناسب نظريتك وليس بحسب موضعها في النص". ماذا أستطيع أن أفهم مما كتبته؟ هل 100 % من ما كتبته من خيالي وأمور فرضتها على النص؟ (لأنك قلت "اقتباساتك"، ولم تقل مثلاً "البعض من اقتباساتك") أم تقصد 90 % ؟ أم 30 % ؟ وهل عندك أمثلة تحب أن تشاركني بها لبنائي؟ (مع العلم أنه على الأقل 80 % مما كتبته اختص برسالة الرب للشعب آنذاك بمختلف حيثياتها ودقتها، ولم أعطي أية تطبيقات عملية لنا اليوم، بل تركت هذا لسيادة وسلطان الروح القدس ليغربل ما كتبته، ويخترق بما شاء لجميع من يفتح قلبه لعمله). أخيرًا أخي المبارك أنا احترم رأيك، وأشكرك لقراءة ما كتبته، فمجرد أنك قرأت ما كتبته، هذا بحد ذاته دليل على اهتمامك ومحبتك ومسئوليتك من جهة أمور تختص بالكنيسة وبجسد الرب. الرب يباركك
4. بشارة سلمان 17 أكتوبر 2010 - 23:21 بتوقيت القدس
الرب يباركك الرب يباركك
5. حيفاوي 17 أكتوبر 2010 - 23:22 بتوقيت القدس
أمثلة أمثلة
أخي باسم، قد إبتدأت مقالك بهذه الكلمات "لقد رأينا كيف طلب الله من الشعب، على زمن إرميا النبي، أن يخضعوا لترتيبه بسيطرة الاحتلال البابلي على الأرض. بالرغم من رفض الشعب والقادة السياسيين لهذا، كان من المتوقع أن نجد خضوعًا من القادة الروحيين على الأقل. لكن للأسف، أيضًا معظم الكهنة والأنبياء لم يقبلوا هذه الدعوة التي انطلقت في ذلك الوقت من التاريخ. مما أدى إلى جلب الكثير من التأثيرات الاجتماعي، الروحية والسياسية السلبية على الشعب والبلد." وبهذا وضعت إطارًا للإقتباسات التي ستليه فتظهر وكأنها كلها مرتبطة بعدم قبول سيطرة الإحتلال البابلي. الإصحاحات التي اقتبست منها تحت عنوان "انتشار ظاهرة النبوات الكاذبة" هي إصحاح 5 و6 وهي إصحاحات تعدد أسباب الإجتياح وتصف الإجتياح على أنه دينونة الله على خطايا محددة مثل العبادة الوثنية والفجور والظلم الإجتماعي. ولكنك تضع هذه الإقتباسات تحت عنوان صفات الذين رفضوا "سلطان الله والترتيب السياسي الذي أقامه الله في هذه الأرض". مع ان الوصف هو لخطيايا محددة (مثلا الربح القبيح) التي بسببها أتى الإجتياح. هذه الإصحاحات (5+6) لا علاقة لها برفض الترتيب السياسي! مثلا: ""14 لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ الْجُنُودِ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ تَتَكَلَّمُونَ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ هَئَنَذَا جَاعِلٌ كَلاَمِي فِي فَمِكَ (عن إرميا) نَاراً وَهَذَا الشَّعْبَ حَطَباً فَتَأْكُلُهُمْ."" أنت تضعها تحت عنوان " الذين رفضوا سلطان الله والترتيب السياسي الذي أقامه الله في هذه الأرض". مع أن الكلام موجه للذين رغم فعلهم الشر والظلم ورفضهم لوصايا الرب قالوا أنه لن يصيبهم أي شر ولا أي جوع. إذا الحديث هنا لا علاقة له بقبول ترتيب سياسي! مثل اخر: تحت عنوان "فقدان البركة والأراضي، وأيضًا النساء يتزوجن بغرباء " قدمت إقتباسات من الإصحاح 6 و8 والتبرير لهذا العقاب هو ليس رفض القيادة للترتيب السياسي الذي وضعه الله بل ظلمهم للغريب واليتيم والأرملة وسفك الدم البريء. أشكرك على جوابك اللطيف. إلا أني بصراحة أقول لك أن الصورة العامة التي يرسمها المقال تجعل الهامشي (الخضوع لترتيب سياسي ) رئيسيا والرئيسي (عبادة الأوثان والظلم لليتيم والغريب والأرملة وإهمال الفقراء والخطايا الجنسية) مهمشا.
6. باسم أدرنلي 18 أكتوبر 2010 - 11:43 بتوقيت القدس
الرد على الأمثلة الرد على الأمثلة
نعم أنت على حق في ما قلته جزئيًا، لكن انتبه للفقرة التي وردت في أول المقال: " طبعًا عدم الخضوع للترتيب السياسي الذي وضعه الرب في البلاد ليس السبب الوحيد لهذه التأثيرات السلبية بل الخطايا الكثيرة التي كانت متفشية في الشعب، والتي منها: عبادة الأوثان (1: 16 و9: 14-16)، البر الذاتي (2: 35 و3: 11)، خيانة الرب (3: 20)، خيانة الناس لبعضهم البعض (6: 28 و9: 2-4 و8)، سفك الدم (2: 24)، الالتواء (5: 1-2)، الزنى (5: 8 و9: 2)، الاتكال على الذات (5: 17)، الطمع (6: 13 9: 10)، الكذب (6: 13 و9: 5)، ظلم الغريب واليتيم والأرملة (7: 7). لكن عدم الخضوع للسلطة التي أقامها الله، كان القشة الأخيرة التي كسرت رحمة الله الإلهية. الرحمة التي أراد الله أن يوفرها لهم في ذلك الوقت من التاريخ، والتي من خلالها كان مستعد حتى أن يُنهي الاحتلال والسبي نفسه (4: 6 و14 و6: 16 و7: 5-7 و21: 12 و22: 3-5 و25: 4-7) وفيما يلي بعض التأثيرات السلبية التي أتت على البلد والشعب بسبب تمرد القيادة الروحية." فهدف المقال هو إظهار كيف أن قضية عدم الخضوع كسرت الرجاء الأخير لهم لاسترجاع كل شيء، ولم تكن هي أساس الدينونة. رقم 1، نعم كانت هناك ظاهرة للأنبياء الكذبة موجودة قبل رفضهم، وما ورد، ورد لكي يظهر صفاتهم، وليس تأثيرهم على الوضع السياسي، لكن النقطة 2، تابعت الفكرة ووضحت تأثيرهم السياسي على رفض سلطان الله وإعطاء آمال كاذبة للناس والتسبب بزيادة دينونة الله. الفرق بيننا هو أنك فهمت من كتاباتي، أني أصور قضية رفض الترتيب السياسي ققضية منفصلة، وأمَّا أنا، فأعتبرها ققضية واحدة وكأحد أعراض عدم الخضوع لله بشكل عام الممثل بجميع الخطايا المذكورة، وهي مجرد نتيجة حتمية. وأما آية: "14 لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ الْجُنُودِ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ تَتَكَلَّمُونَ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ هَئَنَذَا جَاعِلٌ كَلاَمِي فِي فَمِكَ (عن إرميا) نَاراً وَهَذَا الشَّعْبَ حَطَباً فَتَأْكُلُهُمْ."" أنت تضعها تحت عنوان " فأنا لم أضعها تحت عنوان الذين رفضوا الترتيب السياسي، بل تحت عنوان: "لكن الله بالمقابل، يثبت كلمته لدى الأنبياء الحقيقيين، ويعطيها قوة،..:" فكتاب إرميا يصور بشكل عام إعلان دينونة الله للشعب بسبب الخطية وكسر العهد، وفيها يطلب الله من الشعب أن ينكسر ويتوب، وأحد أشكال التوبة العملية هو الخضوع لترتيبة السياسي الجديد. وأيضًا يصور الصراعات التي يمر فيها لصعوبة هذا، ورفضة وتأثير رفضة على الوضع في البلاد، إلى أن أدى إلى خراب البلد (تأمل 8). وكان تركيزي على هذا الجانب من السفر، وهو لا يعني أن هذا هو هدف السفر، لكنه شعار بارز في السفر ولا نستطيع أن نهمشه. وأما إذا كان هناك تصورات أريد أن أقدمها، فهذا صحيح وواضح وكتبته في التأمل الأول (تجده في صفحة 4، وفيه أبين هدفي من هذه السلسلة بوضوح ولماذا هي مفيدة لنا اليوم، ما هو الجانب الموضوعي الذي سنركز عليه في هذه السلسلة.. فهذا ليس سر وليس خطأ في الدراسات الموضوعية) مرة أخرى أشكرك على هذا النقد البناء، ليباركك الرب.
7. واحد 19 أكتوبر 2010 - 14:19 بتوقيت القدس
إلى الأخ باسم إلى الأخ باسم
بعد قرائتي للمقال وللتعليقات، لدي بعض الاستنتاجات: 1. بالنسبة لك: الوضع القائم هو ترتيب الله. 2. إن قاومنا الوضع القائم نحن نقاوم ترتيب الله. 3. لا نحتاج لسفر إرميا لنصل إلى هذه النتيجة (المغلوطة). 4. المسيحيون الألمان الذين حاربوا النازية ورفضوا قبولها هم مقاومون لارادة الله. 5. المسيحيون الألمان الذين قبلوا الوضع القائم، أي الحكم النازي، هم ابطال ايمان لأنهم لم يقاوموا (لأنهم رأوا أن تلك ليست دعوتهم!!!). فتسببوا بشكل غير مباشر بمقتل 50 مليون شخص في العالم منهم 6 مليون يهودي. هذا المنطق الذي تتكلم به يا أخ باسم هو ليس منطق "بريء" فحسب، بل هو منطق خطير، ونتائجه هدامة كما رأيت. إن كان هذا منطقك في مقاومة الشر، أرجو أن لا تقحمه على الكتاب المقدس.
8. Brother in the Lord 19 أكتوبر 2010 - 16:33 بتوقيت القدس
I agree with number 5 and 7 I agree with number 5 and 7
Dear Brother Basem I agree with my two brothers, your writing is not well thought for our time. you are imposing on us something is wrong as far as I am concerned. Please be careful with Jeremiah's writings and his times and his situation. Take heed from number 5 and 6. God bless you all and make His face shine on all of you.
9. باسم أدرنلي 20 أكتوبر 2010 - 11:31 بتوقيت القدس
إلى رقم 5، 7، 8، مشكلة تحتاج إلى حل إلى رقم 5، 7، 8، مشكلة تحتاج إلى حل
إلى رقم 8، بقولك أني أفرض عليكم آرائي، كأنك تقول لي: "لا تكتب، لأن آرائك لا تتفق مع آرائنا"، هل هذه يصور روح حرية التعبير عن الرأي يا أخي العزيز؟ إلى رقم 7، إن آرائي ليست خطيرة بسحب رأيي، أعتقد أن اتهاماتك هي الخطيرة، فأنا لست نازيًا، ولا مؤيدًا لمقتل الـ 50 مليون شخص اللي حكيت عنهم في طرحك الدراماتيكي لما فهمته من آرائي. ولم أقدم أي شيء يشير إلى هذا، ولست أعلم كيف استنتجت هذا من هذا المقال وردي على رقم 6 كما قلت. لقد افتريت على رأيي بأن الخضوع لترتيب الله يعني أن أوافق على ما تفعله الحكومة، مثلاً أن أؤيد وأقبل ما يفعله الحكم النازي مثلا. هذا اتهامًا خطيرًا خاطئًا على لساني، لم أقل هذا قط وعندك جميع كتاباتي. لست أعرف إن كنت قد قرأت تأملات سابقة لهذه السلسلة أم لا، لكن فيما يلي اقتباسًا يقدم ردًا على هذا الادعاء، من تأمل رقم 8: " فالخضوع لترتيب الله طبعًا لا يعني أن أكون موافق على سياسة القادة، فالله نفسه كما رأينا لم يكن راض على بابل وأعمالها (تأمل 7). الخضوع يعني أن أعلن أن السلطان الكامل بيد الله، أن أشكر الله على الوضع السياسي الذي وضعني به، وأتضرع له لكي يتدخل ويأتي بتغيير في بلدي. هذا مع إدراكي المستمر أنه يجب أن تكون قائمة التغييرات التي أرجوها من الله وأسعى إليها، محمولة على مركزية امتداد ملكوت الله وإظهار مجد يسوع المسيح (راجع تأمل 6)." فأنا أؤمن أن الخضوع يجب أن يكون لله وملكوته أولا، أي عندما يحثني الجيش الألماني أن أسلم أناس للقتل، لا أطيع هذا الأمر لأنه ضد مشيئة الله وهذا يتناغم مع الكتاب (راجع ما فعلتاه القابلتان في خروج 1: 15-20)، أو عندما تقول لي الحكومة أن لا أبشر، سوف لا أسمع لها. وهذه طاعة لكلمة الله في 1 تموثاوس 2: 1-4، وهدف الله واضح من وراء هذه الصلوات، - مركزية الملكوت: " 4 ..يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون.". فالله لم يدعو الكنيسة لتكون منظمة للدفاع عن حقوق الإنسان، فلقد أقام الله منظمات لا تعد ولا تحصى لهذا الغرض. ولم يدعو الكنيسة لتحارب الحكم النازي بحسب رأيي، لأنه أقام أنظمة ودول، بجيوش ومعدات لتحاربها. بل لتقدم يد الرحمة والمحبة الإلهية للمتألمين وتدعو إلهها ليتدخل ويخلص ولقد خلص ويخلص. لأن هذا هو النظام الذي أدخله الله على الأرض، من جهة الظلم، بعد الخطية حيث قال لنوح: " سافك دم الإنسان بالإنسان يُسفك دمه، لأن الله على صورته عمل الإنسان." تكوين 9: 6. مشكلة تحتاج إلى حل: أخيرًا أحب أن ألفت نظر جميع الذين يقرؤون هذا الرد، أن الأغلبية الساحقة للكتب التي قرأتها منذ عام 2002، للكتاب العرب في هذه المواضيع تندرج تحت إطار: "الاعتراض على الرأي واللاهوت الآخر". وقلما تجد كتبًا تعطي رسالة للشعب الفلسطيني المتألم، تعطيه تعليمًا عن كيف يفهم تعاملات الله في وسط الضيق والحرب والاحتلال. مثلاً في هذا الموقع، كم من المقالات كتبت لتعطي رسالة للشعب الفلسطيني المتألم من جهة وضعه السياسي؟ تجد مثلا كثير من المقالات في هذا المجال كتبت على موقع Come and See لماذا؟ لأنه لا يوجد عند خدام الرب رسالة للشعب الفلسطيني، لكن يوجد عندهم اعتراضات على الآراء الأخرى، مع أنني أعتقد أن العدد الأكبر من الكتابات يجب أن تكون للخراف الجائعة والمحَيَّرة التي أقامنا الرب عليها. إلا إذا كنا نظن أن الشعب الفلسطيني عنده جميع الأجوبة ويعرف تعاملات الله في الوضع القائم، ولا يوجد عنده جوع روحي وانفصام شخصية عندما يقف أما الحواجز العسكرية والظلم، والمشكلة هي ليست عندنا، هي عند العالم الغربي الغير فاهم ويجب أن نفهمه أخطائه اللاهوتية ونكرس معظم طاقاتها لهذا. أخيرًا يا أخي العزيز، أن كانت عندك رسالة للعشب المتحير والمتألم والجائع، فاخرج من دائرة الاعتراض وتفضل واكتب مقالات تقدم آرائك. وإذا كنت تؤمن أن الطعام الذي قدمته فاسدًا ومُقحمًا على الكتاب، تفضل وقدم لنا طعامًا صحيًّا، وهذه دعوة للجميع. مع فائق المحبة والاحترام والتقدير لرأيك، ورأي كل ابن للرب في كل مكان.